الفصل الواحد والثلاثون

1.3K 20 0
                                    

كان مراد يجلس وأمامه كلا من ياسمين وحسن ورنا ومها ، وكأنه بقاعة المحكمة أو مسجون ينتظر اصدار الحكم عليه ، كان ينظر إليهم بترقب فالبداية لم تكن مبشرة إطلاقاً ، ولولا تواجد حسن معهم لكانوا قاموا بشنقه او اصدار الحكم عليه بالاعدام رمياً بالرصاص ، فكل منهن كانت على أتم الاستعداد لقتله ان تحدث بكلمة واحدة غير لائقة عن صديقتهن ، هو لايعلم مقدارها لديهم ، انهم يحبونها جميعاً ولا يقبلون عليها لفظاً واحداً يؤلمها وهو قد فعل ، بل وفعل الاقبح فقد فضل عليها أخرى ، اختار امرأة غيرها ، أحب غيرها بعد ان تحملت طول مدة فراقه ، هن يعلمن أنه كان كثير السفر ودائماً ماتركها وحدها ، ثم بالنهاية وتقديراً لتحملها له أعطاها مكافئتها بأن أحب غيرها ، ياله من وقح ، ان مايمنعهن الآن من الانقضاض عليه ليس سوى حسن الذي جعلهن يعدنه ألا يفعلن شيئاً متهورا قبل أن يستمعن لما لديه ، لذا انهن منتظرات ليتحدث وقد طال صمته وهو يراقبهن بأعين مترددة ، وعندما نظر اليهن حسن علم أنهن قد فقدن الصبر ، فكل منهن تقتله بطريقة مختلفة بتفكيرها ، لذا حاول أن يهدأهن فقال: مراد انت طلبت اني أقعد معاك ونتكلم ، اديني جيت اهو قول اللي انت عايز تقوله ، انت من ساعة ماجيت وانت ساكت مابتتكلمش .

نظر اليهن مراد ثم أعاد نظره الى حسن ففهم حسن مايجري بخلده لذا قال: سوري ماعرفتش أخليهم مايجوش معايا ، هما صمموا يجوا ويسمعوك ، لو عايز تقول حاجه فانت مضطر تقولها قدامهم .

نظف مراد حلقه ثم قال بعد ان حاول تجاهل نظراتهن إليه: الحقيقة أنا كنت عايز أعرف ايه اللي حصل يوم مااتأخرت تاليا بره من أسبوع يعني ، هي أكيد حكت لكم اللي حصل وانا عايز اعرف.

قالت ياسمين بغيظ: وعايز تعرف ليه ان شاء الله ، تخصك ف ايه عشان تعرف عنها حاجه.

مراد : تخصني ف انها مراتي ولازم اعرف عنها كل حاجه ، واعرف هي كانت فين واتأخرت ليه.

مها: مراتك؟! هي كلها كام يوم وهتبقى طليقتك ماتقلقش ، وبعدين هي دلوقتي لا ف بيتك ولا ف حياتك وكمان هي مابقتش عايزاك عشان تسأل عنها .

مراد : اديكي قولتيها لسه ماتطلقناش ولسه مراتي ، حتى لو مش ف بيتي هي مازالت مراتي ومن حقي اعرف هي كانت فين ومع مين وبتعمل ايه .

رنا بغضب: وانت كنت لسه فاكر تسأل ، فين من يوم ماحصلها اللي حصل ، لسه فاكر بعد اسبوع تسأل كانت فين ومع مين .

ياسمين: وبعدين أصلا انت مش كنت موجود يوم اللي حصل ، مش مكفيك الكلام اللي قولته لها ، مش مكفيك التعب اللي انت سببته لها ، بدل ماتكون عون ليها وتساعدها وتسألها وتكون ف ضهرها انت كسرتها بكلامك ، عايز منها ايه تاني بتسأل عليها ليه ، انت مالكش اي حق تسأل عنها ولا تتكلم نص كلمة عليها انت فاهم.

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن