كان مراد يجلس وأمامه كلا من ياسمين وحسن ورنا ومها ، وكأنه بقاعة المحكمة أو مسجون ينتظر اصدار الحكم عليه ، كان ينظر إليهم بترقب فالبداية لم تكن مبشرة إطلاقاً ، ولولا تواجد حسن معهم لكانوا قاموا بشنقه او اصدار الحكم عليه بالاعدام رمياً بالرصاص ، فكل منهن كانت على أتم الاستعداد لقتله ان تحدث بكلمة واحدة غير لائقة عن صديقتهن ، هو لايعلم مقدارها لديهم ، انهم يحبونها جميعاً ولا يقبلون عليها لفظاً واحداً يؤلمها وهو قد فعل ، بل وفعل الاقبح فقد فضل عليها أخرى ، اختار امرأة غيرها ، أحب غيرها بعد ان تحملت طول مدة فراقه ، هن يعلمن أنه كان كثير السفر ودائماً ماتركها وحدها ، ثم بالنهاية وتقديراً لتحملها له أعطاها مكافئتها بأن أحب غيرها ، ياله من وقح ، ان مايمنعهن الآن من الانقضاض عليه ليس سوى حسن الذي جعلهن يعدنه ألا يفعلن شيئاً متهورا قبل أن يستمعن لما لديه ، لذا انهن منتظرات ليتحدث وقد طال صمته وهو يراقبهن بأعين مترددة ، وعندما نظر اليهن حسن علم أنهن قد فقدن الصبر ، فكل منهن تقتله بطريقة مختلفة بتفكيرها ، لذا حاول أن يهدأهن فقال: مراد انت طلبت اني أقعد معاك ونتكلم ، اديني جيت اهو قول اللي انت عايز تقوله ، انت من ساعة ماجيت وانت ساكت مابتتكلمش .
نظر اليهن مراد ثم أعاد نظره الى حسن ففهم حسن مايجري بخلده لذا قال: سوري ماعرفتش أخليهم مايجوش معايا ، هما صمموا يجوا ويسمعوك ، لو عايز تقول حاجه فانت مضطر تقولها قدامهم .
نظف مراد حلقه ثم قال بعد ان حاول تجاهل نظراتهن إليه: الحقيقة أنا كنت عايز أعرف ايه اللي حصل يوم مااتأخرت تاليا بره من أسبوع يعني ، هي أكيد حكت لكم اللي حصل وانا عايز اعرف.
قالت ياسمين بغيظ: وعايز تعرف ليه ان شاء الله ، تخصك ف ايه عشان تعرف عنها حاجه.
مراد : تخصني ف انها مراتي ولازم اعرف عنها كل حاجه ، واعرف هي كانت فين واتأخرت ليه.
مها: مراتك؟! هي كلها كام يوم وهتبقى طليقتك ماتقلقش ، وبعدين هي دلوقتي لا ف بيتك ولا ف حياتك وكمان هي مابقتش عايزاك عشان تسأل عنها .
مراد : اديكي قولتيها لسه ماتطلقناش ولسه مراتي ، حتى لو مش ف بيتي هي مازالت مراتي ومن حقي اعرف هي كانت فين ومع مين وبتعمل ايه .
رنا بغضب: وانت كنت لسه فاكر تسأل ، فين من يوم ماحصلها اللي حصل ، لسه فاكر بعد اسبوع تسأل كانت فين ومع مين .
ياسمين: وبعدين أصلا انت مش كنت موجود يوم اللي حصل ، مش مكفيك الكلام اللي قولته لها ، مش مكفيك التعب اللي انت سببته لها ، بدل ماتكون عون ليها وتساعدها وتسألها وتكون ف ضهرها انت كسرتها بكلامك ، عايز منها ايه تاني بتسأل عليها ليه ، انت مالكش اي حق تسأل عنها ولا تتكلم نص كلمة عليها انت فاهم.
أنت تقرأ
لقد بلغت مرادي
Romanceتاليا ومراد زوجان لكن بقوانين وضعت لحياتهما ولكن مع فقدان مراد لذاكرته هل تتغير هذه القوانين أم يذهب كل منهما بطريقه