الفصل السابع والعشرون

1.3K 19 0
                                    

منذ أن حدثته ياسمين وهو يشعر بأنه يكاد يفقد صوابه ، أين ذهبت ومالذي حدث لها ، أربعة ساعات كاملة انها فترة زمنية طويلة للغاية ، من الممكن أن يحدث بها الكثير ، ظل عقله يتسائل أين أنت ياتاليا وماذا يحدث لك الآن؟! حاول مهاتفتها ولكن بكل مرة يجيبه الهاتف اللعين أن هاتفها مغلقا ، لا يدري كيف وصل اليهما بهذه السرعة ولكنه عندما وصل وجد ياسمين بحالة انهيار تام وحسن يحاول مواساتها ولكنه لايقل انهيارا عنها ، لقد كانت ياسمين تنتحب بقوة ، في حين أن حسن يربت على ظهرها وعينيه ممتلئة بالدموع ، عندما اقترب منهم قال له حسن بلهفة : عرفت عنها حاجه ، وصلت لحاجه ؟!

مراد بقلق واضح : لا ، كل مابكلمها تليفونها مقفول ، ومش عارف أسأل عنها مين .

حسن بتوتر:احنا سألنا عنها كل اللي نعرفهم ، حتى عادل مع انه مسافر سألناه وقال مايعرفش عنها حاجه ، انا قلقان اوي يكون حصلها حاجه ، هي عمرها ماراحت مكان من غير ماتقولنا وكانت مكلمه ياسمين وقالتلها خمس دقايق وأكون قدامك ، يبقى راحت فين أنا هتجنن .

ياسمين ببكاء: احنا لازم ندور عليها حتى لو اضطرينا نوري صورتها للناس اللي ف الشارع ، هي اكيد حصلها حاجه ، ممكن يكون اغمى عليها ف مكان ، او التاكسي اللي كانت جايه فيه عمل حادثة ، او يكون عملها حاجه ، انا قولتلها ماتجيش لوحدك ، قولتلها اجي اخدها انا وحسن بس هي صممت ،انا خايفه ياحسن اوي .

حسن وهو يحاول تهدئتها : اهدي يا ياسمين ، اكيد هي كويسة ، ممكن تليفونها فصل شحن أو وقع منها ، هي اكيد كويسة وهتظهر دلوقتي.

مراد الذي اشتعلت أعصابه من تخيل مايمكن أن يحدث لها قال: أنا مش هقدر أقف كده استنى ، انت روحت شوفتها ف المكتبة اللي بتشتغل فيها ؟!

حسن : لا هي ايه اللي هيوديها المكتبة ، وبعدين كانت زمانها قالت .

مراد: لازم نحط كل الاحتمالات ياحسن ، يمكن حد طلب منها كتاب واضطرت تروح ، المهم نروح نشوفها هناك .

ياسمين: أيوه معاه حق ، يلا ياحسن نروح نشوفها هناك ، المكتبة قريبة .

حسن: طيب افرضوا رجعت واحنا ف المكتبة هنعرف ازاي ، لازم حد يفضل هنا وحد يروح يشوفها هناك .

مراد: خلاص انا هروح أشوفها وانت خليك هنا مع ياسمين ولو حصل حاجه كلموني .

بعدما اتفق الجميع ، ذهب مراد للبحث عنها وهو يدعو الله أن تكون هناك وأن تكون بخير ، انه يشعر بألم بصدره ، يشعر بأنه لا يستطيع التحمل ، يجب أن يجدها ، انها أكثر ما أحبه بل عشقه يوماً بالحياة ، طوال الطريق كان يتوسل إلى الله أن يجدها وأن يحفظها من كل شر ، أما ياسمين فهاتفت مها وروان وسألتهما عن أي أخبار ، لكن جوابهما كان بالنفي ، انها لم تظهر حتى الآن ، حتى ان عادل قام بمهاتفتهم مرات عدة حتى يطمئن ، فقد سافر منذ وقت طويل بعدما لم تسامحه تاليا وهو لم يقدر على مواجهتها لذا وجد السفر السبيل الوحيد أمامه .

لقد بلغت مراديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن