الفصل الواحد والاربعين

297 16 12
                                    

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

بعد خروج ليلى من السرايا كانت تجرى تريد الابتعاد عن هذا المكان لم تفكر اين سوف تذهب كل ما تريده الابتعاد تشعر بالاختناق فى هذا المكان كانت منهاره تماما كانت تجرى وهى لا ترى امامها وكانت تخبط فى الناس ولكنها لم تهتم ولم تشعر اصلا كانت فى عالم اخر لم ترى امامها غير منظر فارس وهبه وهم عراه فى غرفتها حبيبها يقيم علاقه مع ابنة خالها ما اصعب الغدر فهى تراهم خدعوها وغدروا بها وحطموها كانت تبكى بقهر وجدت نفسها امام الشجره التى جمعتهم انهارت اكثر وقعت ارضا اسفلها واصبحت تضرب الارض بيدها وتضرب قلبها وتقول ليه ليه عملتوا فيا كده ليه عمل  فيا كده قتلتنى ليه وتضرب قلبها وتقول ليه حبيته ليه اهو طعنك استريحت وجدت من يحضنها من الخلف ويمسك يدها يمنعها من ضرب قلبها ويقول اهدى عشان خاطرى
فهو كان يبحث عنها فى كل مكان حتى وجدها اسفل شجرتهم منهاره تماما
انتفضت عندما سمعت صوته وحاولت ابعاده وقامت تصرخ : ابعد عنى ما تلمسنيش  وهى تبعد عنه اشمئزاز وقرف واضح
فارس: اسمعينى انتى فاهمه غلط
ليلى: وهى تضع يدها على ودانها اسكت مش عايزه اسمع صوتك مش عايزه اشوفك انت ازاى كده ازاى طايق نفسك انا مش طايقاك امشى من هنا مش قادره اتنفس نفس الهوى اللى بتتنفسه
اقترب فارس منها حتى يهدئها وقال يا ليلى عشان خاطرى اسمعينى
صرخت اكثر وهى تبتعد عنه قلت لك ما تلمسنيش اياك تلمسنى انا قرفانه منك مشمئزه  منك انت ازاى بالقذاره دى كلها قلت لك  لومش عايزنى اتجوز غيرى وخيرتك تطلقنى او تتجوز عليا بس النجس هيفضل نجس انت ايه ما بتخفش من ربنا وصلت للزنا فعلا الزمن بيغير الناس كنت  طول عمرى شايفاك بطلى اللى مافيش زيه اللى ما بيغلطش كنت بتقعد تعلمنى الاخلاق والصح والغلط بس لما كبرت طلعت  انت اللى معدوم الاخلاق والتربيه فهى كانت تتحدث عن طفولتهم لم يعد يهمها ان يعرف انها لولى فهى كانت تخفى الامر حتى لا تشوه منظرها وجمالها فى الصغر امامه ويظل يتذكرها بجمالها وانا اللى كنت زعلانه انى اتشوهت وبقول انك ما تتستحقش تاخد واحده مشوها زى طلعت انت اللى متشوه اكتر منى طب انا متشوها شكلا لكن انت متشوه من جوه و ده اصعب لان انت جواك سواد وقرف وقذاره طلعت انا احسن منك بكتير وانت اللى ماتستحقنيش كنت قرفان منى لانى مشوها وبيقولوا رجع لما شاف وشها تصدق انا دلوقتى الى عايزه اجيب اللى فى بطنى من منظركم المقرف عمرى ما كنت اتوقع انك تبقى كده انتى ازاى اتغيرت كده ازاى بقيت ماشى ورا شهواتك عشان انا منعتك عنى روحت للزنا ولا انت كنت بتخدعنى اصلا ومتفق معاها
فارس بعصبيه : اسكتى كفايه انا ساكت على كلامك عشان مقدر حالتك لكن مش هسكت لك اكتر من كده
ليلى: ايه هتضربنى عادى اتوقع منك اى حاجه عشان انت مش راجل اصل اللى تمشيه شهواته زى الحيوانات ما يبقاش راجل
وجدت قلم نزل على خدها اسكتها وضعت يدها على خدها بصدمه والدموع تنزل بغزاره نظرت له بخزلان وقالت مش قلت لك مش راجل
فارس جابها من شعرها من فوق الحجاب وقال انا مش راجل طيب انا بقى هوريكى اللى مش راجل هيعمل فيكى ايه ترك شعرها وجرها من يدها وهى تصرخ وتحاول ان تفلت منه
ليلى بصريخ: سيبتى سيبنى ابعد عنى ابعدوا عنى حرام عليكى وهى تزق فى ايده تحاول ان تبعده وثبتت قدمها على الارض حتى لا يأخذها معه سيبونى حرام عليكم سيبونى كانت تبكى بانهيار وتضرب يده حتى يتركها وجدها تختنق اثر البكاء فترك يدها وجدها تدخل فى حاله هستيريه ارحمونى بقى انتوا ايه ما بتخفوش ربنا انتوا ليه كده اذيتكم فى ايه عشان تعملوا فيا كده كانت تصرخ
خاف فارس عندما راى سوء حالتها فاقترب منها بهدوء وقال اهدى يا ليلى اهدى والله ما فى حاجه حصلت اهدى انا اسف اسف انى مديت ايدى عليكى ماكنتش اقصد انتى اللى استفزتينى اهدى وكل حاجه هتتحل
كانت ليلى لا تسمع شئ من كلامه هى لا يوجد امامها سوا منظرهم معا هو وهبه اصبحت تريد الاستفراغ واصبحت تستفرغ اقترب فارس منها بفزع يطبطب على ظهرها ويرفع لها النقاب ويقول ليلى اهدى عشان خاطرى اهدى يا ماما كانت هى تحاول ان تبعد يده عنها وهى تستفرغ ووجها مزيج من الألوان الاحمر من شده البكاء و المزرق من حاله الاختناق وضيق التنفس بعد ما انتهت من الاستفراغ ابتعدت عنه وكانت تضع يدها على صدرها ورقبتها من ضيق التنفس فهى يجب ان لا تتضايق حتى لا تاتى لها حاله الاختناق ولكن هى الان فى اكثر الاوقات ضيقا وحزنا وقالت بتقطع :
قلت لك ا بعد ع نى ما ت لم س نيش
( قلت لك ابعد عنى ما تلمسنيش)
فارس : طيب طيب مش هلمسك بس اهدى وحاولى تتنفسى خدى نفس بالراحه
ليلى: م ش ق ا د ره ا ت ن ف س (مش قادر اتنفس)
فارس بخوف: ما تخافيش ما تخافيش هاخدك المستشفى وهتبقى كويس وجدها وقعت امامه مغمى عليها صرخ فارس باسمها وجرى عليها وجلس امامها على الارض ورفع راسها وقال بخوف وصريخ وهو يخبط على وجهها ليلى ليلى ردى عليا ردى عليا عشان خاطرى انا اسف ليلى لم يجد استجابه فقام بحملها سريعا واصبح يجرى بها ليصل لاقرب مستشفى وهو يجرى راه مجاهد فى الطريق
مجاهد: فارس فى ايه ليلى مالها حصل لها ايه
فارس: مش وقته يا بابا لازم الحق اوديها المستشفى بسرعه ذهب معه مجاهد وبالفعل وصلوا المستشفى واخدوها الى غرفه الطوارئ وقاموا بوضعها تحت جهاز الأكسجين
كان فارس فى الخارج قلق جدا لم يستطيع الجلوس ومنظر وجهها المزرق لم يغيب عن باله امام عينه منظرها يفطر قلبه
مجاهد: ايه اللى حصل يا فارس
فارس بتيه: انا ماعنتش عارف حاجه انا انا
مجاهد راى حالته انه تايه ولم يستطيع ان يجمع الكلام خاف عليه واقترب منه وضمه الى حضنه وقال له اهدى كل حاجه هتتحل مفيش مشكله ملهاش حل وليلى هتقوم وهتبقى كويسه ماتقلقش
كان فارس يشعر بالاختناق ويريد البكاء ولكنه يحاول ان يتماسك ولا تنزل دموعه عندما وجد حضن والده نزلت دموعه داخل حضنه اختباء داخل حضن سنده فالاب سند لابنه مهما كبر الابن واصبح رجل يظل ابوه هو ظهره وحاميه وسنده ظل مجاهد حاضن فارس يهدئه ثم سمعوا صوت فتح بابا غرفه الطوارئ ابتعدوا ومسح فارس دموعه دون ان يراه احد ثم توجه للدكتور وساله عن حالة ليلى
الدكتور: مدام ليلى عندها انهيار عصبى ودا سبب لها حاله الاختناق لانها تعانى من ضيق تنفس عند البكاء والحزن
احنا حاطينها تحت اجهزت الاكسجين واعطيناها حقنه مهدئه مش هتفوق دلوقتى هتبات هنا الليله حتى يعود التنفس الى طبيعته وحالتها النفسيه سيئه لازم تبعدوها عن اى شئ يضايقها انا بقترح لو ظلت حالتها النفسيه كده تعرضوها على دكتور نفسانى دا هيسعدها تخرج من الحاله اللى هى فيها
تنهد فارس وشكر الدكتور
مجاهد: يلا يا فارس نمشئ قعدتنا هنا ملهاش لازمه هى هتفضل نايمه مش هتفوق النهارده زى ما الدكتور قال
فارس: لا انا هفضل هنا معاها مش هسيبها لوحدها
مجاهد : انت كمان محتاج ترتاح وتفكر بالراحه
فارس: مش هعرف ارتاح وهى بعيده عنى مش هقدر اتنفس فى مكان هى مش موجوده فيه
مجاهد: للدرجادى بتحبها يا فارس
فارس: اكتر مما تتخيل هى النفس اللى بتنفسه هى روحى اللى لو تركتنى اموت
مجاهد: بعد الشر عنك ربنا يخليك ليا ويخليهالك ويصلح حالكم يارب
فارس: ايوه يا بابا ادعي لى كده
مجاهد: ربنا معاك يا حبيبى ويصلح حالك ويروق بالك ويلين لك الصعب
فارس: امين يارب العالمين امشى انت يا بابا انا قاعد
مجاهد: ماشى يا حبيبى لو احتجتوا حاجه كلمنى
فارس: ماشى ان شاء الله
غادر مجاهد وجلس فارس أمام غرفتها لم يقدر ان يدخل لها كلامها كان قاسى عليه فهى هانته فى رجولته فهوا يريد ان يدخل للاطمئنان عليها ولكن كلامها يتردد داخل راسه لم يتوقع يوم ان يسمع منها هذا الكلام و يكون فى نظرها بهذا الشكل القذر والحقير كلامها يجرحه ويطعنه لم يقدر ان يسامحها على هذا الكلام رغم انه يعذرها لانها راته بعينيها مع واحده اخرى فى غرفه نومهم لكنها هانته كثيرا قللت منه ومن رجولته
ظل جالس فى الخارج مده كبيره يصارع نفسه حتى قرر ان يدخل لها ليراها قبل ان تستيقظ وبالفعل قام و
دخل لها وجدها على جهاز الاكسجين لم تعى شئ مما يحدث اقترب منها ومسك يدها وظل ينظر لها واخذ يفتكر كلامها وكان يشعر بالاختناق والضيق فابتعد عنها وخرج مره اخرى من الغرفه ثم خرج من المستشفى كلها ليستنشق الهواء كان يشعر ان الدنيا تضيق بهى لا يوجد اى منفذ له

لم اعرف طفلتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن