الفصل الرابع والخمسين

239 12 9
                                    

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

بعد انتهاء مراسم الجنازه عادوا إلى المستشفى
اخبارهم الطبيب باستيقاظ نعمه فستاذن فارس الطبيب ان يسمح لهم بالدخول لها وبالفعل سمح لهم الطبيب
دخل فارس اولا  ظل  متسمر مكانه من منظرها فكانت جسدها ملفوف كاملا بالشاش وكان لا يظهر منها غير عيون مبرقه فذهب  اليها ووقف بجانبها و كانت عيونه ممتلئه بالدموع وقال ماما عامله ايه يا حببتى
كانت نعمه تنظر له وتحاول ان تتكلم ولكن لم تكن تعرف
فارس: ماتتعبيش نفسك يا حببتى وماتقلقيش مجرد وقت مع العلاج وهترجعى زى الاول واحسن
انا هخرج بقى عشان ملك بره وهتموت وتدخل تشوفك
وبالفعل خرج وهو يمسح دموعه التى لم يقدر ان يمسكها اكثر من ذالك وأخبر ملك ان تدخل وبالفعل دخلت واول ما رات حالة امها انهارت وذهبت لها وهى تبكى وتقول ماما حببتى انتى سمعانى
حاولت نعمه ان تتحدث ولكن لم تستطع
ملك: وهى تبكى ماتقلقيش يا حببتى انتى هتبقى كويسه وانا هفضل جنبك مش هسيبك وهترجعى معانا البيت بابا خلاص ردك ماتشيليش هم حاجه ابدا احنا معاكى وحواليكى مش هنسيبك الا لما تقفى على رجليكى وترجعى احسن من الاول ثم خرجت ملك ودخل مجاهد وقف وقال شدى حيلك يا نعمه وخفى بسرعه عشان عيالك محتاجينلك وانا رديتك عشان ترجعى على بيتك وتبقى وسط عيالك ثم تركها وخرج

عدت الايام وكانت ملك لا تترك والدتها مما اغضب سميره حماتها فهى لم تدخل منزلها الى الان كان حازم هو من يحضر لها ملابسها وتبدلها فى المستشفى كانت نفسيتها متدمره كلما رات حاله والدتها وما اصبحت عليه

اما حنان فهى اصبحت منزويه على نفسها لا تتكلم مع احد ولا  تتحرك من مكانها اصبحت تاخذ مهدئات كتيره حتى لا تنهار ولكنها جالسه معهم فى المستشفى ولكن موجوده بجسدها فقط ولكن قلبها وعقلها وروحها فى مكان اخر فهى لم تستوعب بعد موت والدتها

وكان فارس وليلى لم يتركون المستشفى
كانوا جالسون ينتظرون خروج الطبيب من غرفه نعمه ليطمئنوا على حالتها فهم احضروا احد الدكاتره من الخارج
خرج الطبيب قام فارس وقال ها يا دكتور ايه الاخبار
الدكتور : للاسف يا فارس بيه حالتها سيئه جدا ولو عملنالها عمليه نسبه النجاح ضعيفه جدا وممكن ماتتحملهاش عشان هى ست كبيره
فارس: طب مافيش اى حل تانى غير العمليه
الدكتور: ممكن العلاج الطبيعي بس هيبقى التحسن ضعيف جدا
تنهد فارس بحزن ثم قال خلاص خلينا فى العلاج الطبيعى انا مش هخاطر بحياتها ثم سال الدكتور طب والتشوه
الدكتور : ده مش تخصصى دى لازمها دكتور حروق وتجميل
فارس: تمام يا دكتور متشكر جدا على حضورك
الدكتور: عفوا على ايه ده شغلى ربنا يشفيلك عنها استاذن انا
فارس : تمام اتفضل
خرجت ليلى من الغرفه لانها كانت تقف هى وملك مع نعمه اثناء الكشف
ليلى وهى تضع يدها على كتف فارس : ايه يا فارس خير طمنى الدكتور قال ايه
نظر لها فارس قليلا لانها تريد ان تطمئن على امه بعد كل ما فعلته معها كم هى انسانه رائعه ومتسامحه فقال حالتها سيئه مفيش امل العمليه خطر على حياتها عشان سنها الدكتور قال  ممكن العلاج الطبيعى بس التحسن هيبقى ضعيف ومش عارف اعمل ايه انا رفضت العمليه انا خايف عليها ما اقدرش اجازف بحياتها دى امى ما لقدرش اتخيل حياتى من غيرها
كانت ليلى ترى الدموع فى عيونه وهو يحاول ان يمنعها من النزول كانت تشعر بالمه ومعاناته وما يشعر به فجذبته لها واحتضنته تفاجئ فارس من فعلتها لانها اول مره تفعل هذا ولكنه استفاق سريعا من صدمته وبادلها الحضنه لانه كان يحتاج هذا الحتضن  بشده ثم دفن وجهه فى رقبتها كانت تشعر هى بدموعه على رقبتها كانت تعلم انه يريد ان يبكى اصبحت تطبطب على ظهره وتحاول ان تهدئه وتقول ما تقلقش ان شاء الله هتقوم بالسلامه وهتبقى كويسه ماتفقدش الامل طول ما ربنا موجود هو احن عليها مننا وقادر على كل شئ  قادر انه يشفيها من اى مرض دا اختبار خليك قوى وتماسك عشان خاطرها ماتخليهاش تشوفك كده لازم تبقى الداعم ليها عشان نفسيتها وماتقلقش انا جنبك ومعالك وهنخلى بالنا منها مع بعض
فرفع وجهه وكانت دموعه تغرق وجهه وقال يعنى انتى موافقه اننا نرجع السرايا ولا تحبى تفضلى فى الشقه بس مش هقدر افضل معاكى ديما لازم اروح اخدم امى بس هيجيلك كل ما اقدر
هزت ليلى راسها بالرفض وقالت انا مش هسيبك انا معاك مكان ماتكون و والدتك والدتى ولازم اخذ بالى منها مش هسيبها انا هرجع معاك السرايا لغايه ما والدتك ربنا يشفيها ونرجع بتنا تانى
ابتسم لها فارس وسط دموعه وقال ربنا يباركلى فيكى انتى بجد رزقى الحلو من الدنيا
ابتسمت له ليلى ايضا وقالت انت اللى عوض ربنا ليا
ثم تذكرت شئ وقالت والدكتور ما قالكش حاجه على التشوه
فارس: قال ان ده مش تخصصه لازم دكتور تجميل
ليلى: طب ما تجيب لها الدكتور اللى عمل لى العمليه
فارس: كلمته وقال لى انه مسافر عنده مؤتمر  و مش هيعرف يجى
ليلى: طب شوف دكتور تانى
فارس: انا فعلا بدور على دكتور كويس انتى شايفه حالتها صعبه ازاى ولسه لما تفك الشاش ربنا يستر
ليلى: ان شاء الله خير ربنا معاها وهيشفيها
فارس: يارب

لم اعرف طفلتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن