السّجيل

' الشجرة ' الحرَام' '

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الأول '

لم تكن مثل بقية الأشجار، كانت مَهيبة شاهقة الارتفاع تكاد بأغصانها المتشعبة أن تلامس تلابيب السماء.

يُقال بأنها أول شجرة غُرست على وجه الأرض؛ يزعم بعض الجن القدماء بأنهم شاهدوا أبو البشر ' آدم ' وهو يغرس بذرتها أسفل التربة بنفسه، ويُقال إنهم شاهدوه أيضًا وهو ينحني ليسقيها بقطرات دمعه الحزينة بعد أن أهبطه الرب من الجنة.

' تُسمى:

الشجرة الحرام. '

جاءت تلك التسمية لأن ملوك الأرض القديمة كانوا قد حرموا مساسها بسوء، وقد حيكت الكثير من الأساطير حول تلك الشجرة، ولكن الأسطورة الأكثر تأكيدًا تقول:

' إن أغصانها لا تَهْتز إلا لشأن عظيم سيحدث عما قريب. '

وفي مساء ذلك اليوم اهتزت أغصان الشجرة الحرام، فاستيقظت ساكنة الكوخ وهي امرأة غامضة تتوشح السواد تسكن كوخًا خشبيًّا ينهض بين الأغصان....

اقتربت المرأة الغامضة من نافذة الكوخ وأصاخت السمع بقلبها لكلام الرياح:

' كانت الرياح تُخبرها بما سوف يحدث في ملحمة الطين والنار. '

ولكن الكلام الذي سمعته المرأة كان أكبر من قدرتها على التصديق فصاحت في وجه الريح قائلة:

' لا....

هذا لا يمكن أن يحدث!!! '

زادت الريح من شدة قوتها حتى أوشكت أن تقتلع الشجرة من جذورها؛ الأمر الذي دفع المرأة الغامضة لأن تغادر كوخها وتسير بقدميها الحافيتين فوق الأغصان حتى تصل إلى بقعة تستطيع رؤية السماء من خلالها.

رفعت المرأة رأسها، وقد ساعدها اقتراب مغيب الشمس على رؤية تعامد النجوم في السماء....

كانت النجوم تتعامد بشكل منحنٍ متخذة هيئة قوس كبير السماء يُنذر بقدوم شر آزف.

قالت المرأة وقد أدركت الحقيقة:

' اهدئي أيتها الريح، إنني أصدق الآن كل ما قلتيه. '

هدأت رياح ' أبابيل' وعاد الطقس هادئًا كما كان، قالت المرأة الغامضة وهي ما تزال ترفع رأسها وتحدق نحو نذير الشر:

' سوف يحدث ' لعاصف ' أمر خطير سيجعله يتمنى لو أنه مات قبل أن يراه. '

هبطت المرأة من الشجرة وسارت تركض مبتعدة حافية القدمين بين الحقول....

وكانت كلما ابتعدت عن الشجرة أكثر كلما عاد جسدها شيئًا فشيئًا إلى هيئته الأصلية:

' كائن عملاق زاحف أسود، ينتمي إلى سُلالة كوبرا أفعى الجن.... '

عادت رياح ' أبابيل ' تضع كلامًا في أذنها بينما كانت ما تزال تُسرع من هناك مبتعدة:

' كوني حذرة؛ فالأيام القادمة لا تُبشر بالخير يا ' تارا. ' '

الحمد لله كده خلصنا.