السّجيل

' العاصفة والسراب '

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب التاسع '

رغم كثرة الجنود جنود مملكة ' الحنِ واليِن ' الذين كانوا يشكلون أطواقًا أمنية حول ملكتهم إلا أن 'عاصف' استطاع أن يخترق تلك الصفوف واحدًا تلو الآخر حتى وصل إليها ووقف أمامها وجهًا لوجه.

حدقت ' سرابي ' إليه، ولكن هذه المرة لم تجد في عينيه الحب أو الحنين اللذين كانت تجدهما دائمًا، بل قرأت في البحر البُندقي الهائج لعينيه شيئًا واحدًا:

' الرغبة في قتلها. '

صاحت في جنودها آمرة إياهم بعدم التدخل:

قابقوا قجانبًا!!

حاول بعض الجنود استهداف طائر العنقاء، ولكنها أمرتهم أيضًا بالَّا يفعلوا؛ فهي تعلم بأن ' إكليل ' لا يغدر وإنما سيحوم في الهواء فقط ليضمن عدم تدخل الأطراف الخارجية في القتال الذي سوف يدور بينها وبين سيده.

لم تكن ' سرابي ' تريد مجابهته منذ البداية كل ما كانت تريده فقط هو أن ينساها إلى الأبد ويُكمل كل واحدٍ منهما طريقه بعيدًا عن الآخر؛ وهذا ما جعلها تقول الآن:

لا أريد قتالك يا ' عاصف '.

لقد قتلتِ ' بَرقاء ' وكنتِ تنوين قتل ' الحكيم ' ثم قتلنا فعلتِ ما يستوجب قتلك ولا أستطيع إلغاء هذا الحكم عليكِ.

ألن تحزن إن مُت؟

لا يُحزننا فراق الخونة.

لم يقنعها جوابه، فعادت تقول:

لا أصدق بأنك لن تحزن على موتي.

يُقال بأنكِ أصبحت واحدة من أقوى نساء الأرض السُّفلية....

الحزن الوحيد الذي قد يُصيبني الآن هو أن أقتلكِ بسهولة؛ فقاتلي بكل ما تستطيعين من قوة.

لم يكن أمامها خيار يجب أن تقاتل؛فإن لم يكن من أجل نفسها فمن أجل طفلها ' غَريد ' إذًا.

بدأت ' سرابي ' الهجوم حيث قرأت طُلسمًا ما خلق منها نُسخًا كثيرة متقنة الصُنع جعلت ' عاصف ' يتوه فلا يستطيع تحديد أيَّ منها يكون نسختها الحقيقية.

واستطاعت ' سرابي ' بذلك الأسلوب القتالي البارع أن تُسدد إليه ضربات متتالية اخترقت كل الدفاعات التي أحاط بها نفسه....

كان ' عاصف ' يُهاجم من وقت إلى آخر ولكنه في كل مرة كان يختار النسخة الخطأ منها فيضرب الهواء بدلًا من إصابتها.