بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الرابع '
وصل ' الحكيم ' و ' بَرقاء ' ليجدا في انتظارهما كلًا من:
' عاصف والشمالي وأُوس وطائر العنقاء إكليل. '
مضى زمن طويل لم يلتق فيه ' الحكيم ' بهم؛ فكان من الطبيعي أن يراهم يُرحبون بقدومه ولكنه بدلًا عن ذلك شاهد وجوهًا يملؤها الكدر والضيق.
قال يسأل بنبرة جادة:
ما بكم وكأني أرى طيف الموت يُحلق فوق رؤوسكم؟!
اجلس أيها ' الحكيم '....
قال ' الشمالي ':
فهنالك شيء يجب أن تسمعه معنا.
اتخذ ' الحكيم ' مكانا للجلوس وتعمدِّت ' بَرقاء ' لحاجة في نفسها أن تجلس في مكان يكون ' أُوس ' فيه أمامها.
تركزَّت العيون نحو ' عاصف ' الذي بدأ يقصُّ عليهم ما حدث معه أثناء غيابهم:
ابتداءً بالفخ الذي نصبته ' الوزيرة خيزران ' وانتهاءً بظهور ' سرابي ' ثمَّ لقائه ' بطاغين ' في السجن.
وعندما انتهى من حديثه كان الأصدقاء بحاجة لفترة من الصمت ليستوعبوا الأحداث الصادمة التي استمعوا إليها للتو.
وبعد مرور بعض الوقت كان ' الحكيم ' هو أَوِّل من كسر فيهم جدار الصمت بأن قال بنبرة بدت أنها تحمل قدرًا لا بأس به من العصبية والغضب:
لماذا لم تقتله حين أُتيحت لك الفرصة داخل السجن؟!
لأنه أخبرني بالسر الذي يخص اختفاء ' سرابي '.
إنه لا يعرف شيئًا، إنه يكذب!!
وما أدراك أنه يكذب؟!
كل المخلوقات رضعت حليبًا من أثداء أمهاتها إلا ذلك النجس فقد رضع الكذب والغدر والخيانة.
وأكمل ' الحكيم ' يُعاتبه:
كان بوسعك أن تقتله وتثأر لكل الأصدقاء الذين ماتوا من أجلك ولكنك كنت أحمقًا كعادتك، تندفع مثل الثور خلف عواطفك.
في الحالات الطبيعية لم يكن ' عاصف ' ليغضب مما قاله ' الحكيم ' إلى هذه الدرجة....
ولكن التراكمات جعلته غير قادر على أن يضبط أعصابه؛ فسدد إليه ضربة قوية.
أما ' الحكيم ' فإنه لم يكن يملك حولًا ولا قوَّة وهو يرى الضرب قادمة نحوه؛ فأغمض عينَيْه وغطى بيدَيْه الهزيلتَين وجهه استعدادًا لتلقَّيها ولكن الضربة لم تصل إليه؛ ذلك أن ' الشمالي ' اعترض طريقها مستخدمًا غِمد سيفه.
أنت تقرأ
السّجيل
Romance' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الرابع...