بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الخامس '
وما أن بات جسده في الماء حتى اكتشف أنه يستطيع الثبات دون بذل أي جهد يُذكَر وكأنَّ لجسده خاصًية غامضة تجعله قادرًا على التوازن من تلقاء نفسه.
تعجَّبَ ' الشمالي ' لأمر آخر وهو أنه كان قادرًا على الرؤية من خلال مياه البحر المالحة والمظلمة بطريقة ربما تكون أشد وضوحًا ممَّا كان يستطيع الرؤية بها وهو فوق اليابسة....
عاد الصِّوت الداخلي يأمره بشيء غریب كان يعلم النتيجة مُسبقًا:
' تنفَّسْ. '
سوف تمتلئ رئتاه بالماء وسيختنق ولكنه يثق بقلبه.
أخذ ' الشمالي ' نفسًا عميقًا، فوجد أن الهواء يدخل إلى جسده بشكل سلس ولكن ليس عبر أنفه بل عبر ثلاث فتحات شُقَّت أسفل كل واحدة من أذنَيْه، فتحات تُشبه خياشيم المخلوقات البحرية.
وما أن دخل الهواء البحري إلى جوفه حتى تحوِّلت قدماه إلى ذيل طويل ينتهي بزعنفة كبيرة عليها بعض الوشوم المُتوهّجة التي ما أن شاهدها الحرس حرس مملكة ' أغاريب ' حتى أحنوا له رؤوسهم احترامًا وإكبارًا.
كان يحقَّ له أن يتساءل عن سرَّ تحوَّله، لكن الموقف لم يكن مُناسِبًا للدَّهشة أو البحث عن الأسباب، كان هنالك أمر واحد يجب عليه القيام به تلك اللحظة ويجب عليه تنفيذه بسرعة....
حرِّكَ ' الشمالي ' ذيله الطويل ببراعة وكأنَّ التحرُّك في المياه بالنسبة إليه كان شيئًا فِطريًّا مُخزّنًا في أعماق لا وعيِه وانطلق مُندفِعًا نحو ظلام المحيط ليعود بعد وقتٍ قصير وهو يُمسك في يده بمخلوق قارض صغير اسمه ' الحكيم '.
الحمد لله كده خلصنا.
أنت تقرأ
السّجيل
Romance' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الرابع...