بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الثالث '
أحسَّ ' عاصف ' على نحو غريب بأن الكلام الذي قاله ' طاغين ' للتوّ كان حقيقيًّا....
ورغم ذلك إلَّا أنه أراد دفعه دفع الكلام بعيدًا وعدم تصديقه:
أنت تكذب؛ ' سرابي ' لا يمكن أن تفعل ذلك.
أعرف أن الأمر ليس سهلًا، ولكنها الحقيقة.
أنا لا أصدقك.
ربما لا تصدقني، ولكن الوشوم لا تكذب؟
نعم إنه يذكر بأنه شاهد سلسلة من الحروف الغريبة التي ظهرت كالوشم فوق الحاجب الأيسر لعينها حين استخدمت قوَّتها الخاصَّة، قال مُتسائلًا:
ماذا عنها؟!
إنها ترمز إلى القوة التي حصلت عليها زوجتك ' سرابي '....
وتلك القوة لا يمكن الحصول عليها إلَّا من ذلك المكان الذي أخبرتك عنه قبل قليل....
أكمل ' طاغين ':
إذا كنت تريد استعادتها من هناك فعليك أن تُعلن الحرب....
وفي هذه الحرب لن تنتصر دون أن تكون جنديًّا تقاتل تحت راية جيشي، وجيوش حلفائي من الممالك الأخرى.
كان السؤال الذي يُحيره هو:
إن كان ' طاغين ' مُحِقًا فيما قاله بخصوص ' سرابي '، فلماذا يرغب بمساعدته؟!....
لماذا يُقحم مملكته وحلفاءها في أتون حرب لا تعنيه؟!
وأنت ما مصلحتك من كل هذا؟!
فعل الخير.
صمت ' عاصف ' قليلًا قبل أن يقول:
هل تعرف ' الحكيم '؟
صديقك الفأر؟!....
نعم ماذا عنه؟!
كم كنتُ أتمنى لو أنه كان هنا ليستمع إلى جوابك هذا؛ إنه الشخص الوحيد القادر على أن يرد عليك ببعض الكلمات المهذبة.
ذلك الفأر لسانه طويل حقًّا.
رغم الظرف الصعب الذي كان يمرُّ فيه إلَّا أنه ابتسم....
ابتسم لأنه تخيَّلَ الرد البذيء الذي كان ' الحكيم ' سيرد به على 'طاغين ' لو أنه كان هنا وسمعه يقول بأن لسانه طويل.
أنت تقرأ
السّجيل
Romance' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الرابع...