بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الثامن '
الخطة البديلة:
تقدمت ' سرابي ' إليهم وسط دهشة الجميع، وجلست معهم ضمن الدائرة التي تُحيط بنار التدفئة.
كان الجميع يريدون أن يسألوا عن سبب زيارتها، ولكن في الوقت ذاته كانوا يشعرون بأن تلك اللحظة أجمل من أن يُفسدها أحدهم بالسؤال؛ فعلى الفلاح عندما يهطل المطر ألَّا يُفسد اللحظة الجميلة بسؤاله السماء عن أسباب المطر.
مدت ' سرابي ' يدها تُمررها برفق على ظهر طائر العنقاء الذي وإن حاول كتم حنينه إليها....
إلا أن إضاءة لهب النار استطاعت أن تكشف دموعه المخبأة في مُقلتي عينيه وبينما كان الجميع سعداء بقدومها، كان ' الشمالي ' وحده هو القلق من تلك الزيارة:
فلم يعد يتبقى على الحرب سوى أيام قليلة؛ تُرى ما هو السر الذي يقف وراء قدومها في هذا التوقيت الحساس؛ إنه لا يعرف السر ولكنه ليس مرتاحًا للأمر.
قال يسألها:
ما الذي جاء بك الآن يا ' سرابي '؟!
لم تتعجب ' سرابي ' من سؤاله؛ إنها تعرف إلى أي حد قد يكون ' الشمالي ' ذكيًا؛ وتعلم أن قدومها لن يمر عليه دون أن يخلق بداخله الكثير من الأسئلة التفتت نحو ' عاصف ' وقالت:
جئت أطلب منك أن توقف هذه الحرب.
' أُوس ' يعرف أن ' عاصف ' ربما ينساق وراء عواطفه فقال يحذره قبل أن يتخذ قرارًا قد يندم عليه لاحقًا:
ملوك الأرض العُليا جميعهم يقفون إلى جانبك في هذه الحرب؛ إن انسحابنا من حلفهم في هذا الوقت يعد بمثابة الخيانة التي تستوجب منهم عقابنا عليها.
قالت ' سرابي ' تستخدم ورقة الضغط التي تراهن على نجاحها:
إن كنتُ أعني لك شيئًا، فأرجوك أوقفها.
' عاصف ' لا يكترث بالكلام الذي قاله ' أُوس '؛ إنه يفعل فقط ما يمليه عليه قلبه:
إذا أوقفت الحرب، فهل ستعودين؟
قالت دون أن تفكر في إجابتها مرتين:
لا أستطيع.
الآن وعندما قالت:
' لا أستطيع.... '
تأكد أكثر من نظريته؛ إنها حقًا محتجزة في الأسفل، ولكنها لا تريد أن تخبرهم بالحقيقة لأنها تخاف عليهم.
أنت تقرأ
السّجيل
Romance' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الرابع...