' بحر ' ذو النون ' '

5.6K 207 30
                                        

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الرابع '

كان ' طاغين ' قد أخبره بأن هنالك طريقتين للانتقال إلى العالم السُّفلي الطريقة الأولى:

عبر ما يُسمى بالبوابة الطبيعية، حيث يوجد في أقصى شمال الأرض بوابة طبيعية تربط بين عالم الأعلى والأسفل....

ولكن ما يعيب  هذه البوابة هو مشقة الوصول إليها:

فالمسافة بين مملكة ' أبابيل ' وبينها ربما تستغرق شهورًا في المسير.

كما أن تلك البوابة أيضًا ولضمان فرض السلام بين العالمين كانت تحظى بحراسات خاصة من قِبل اتحاد جيوش الأعلى والأسفل تمنع مرور العابرين من خلالها.

ولهذا كان على ' عاصف ' أن يلجأ للطريق الآخر الأقل صعوبة وهو العبور من خلال البوابة السريّة التي تتواجد أسفل بحر ' ذي النون ' حيث مملكة ' أغاريب '.

وصل الأصدقاء أخيرًا إلى بحر ' ذي النون ' بعد ثلاثة أيام قضوها في المسير إليه....

وقف الجميع على ظهر  َتلَّ عالٍ يكشف المحيط الضخم الأزرق أمامهم، قالت ' بَرقاء ' وهي تمسك شعرها بيديها لتحافظ على تصفيفته من عبث الرياح:

والآن ما الخطة يا تُرى؟!

كان جواب ' عاصف ' بسيطًا للغاية:

سوف نقفز إلى البحر.

' الحكيم ' وهو يقترب من حافة التل وينظر بحذر نحو المحيط الهائج الأمواج:

خطة رائعة تستحق وصاحبها الدفن.

' الشمالي ':

أنا لا أجيد السباحة.

أُوس وهو يضم صوته إليه:

وأنا أيضًا لا أجيد السباحة!!

' عاصف ' بدون مقدمات وهو يركض نحو الحافة:

اطمئنا....

ثم وهو يقفز نحو البحر:

وأنا لا أجيد السباحة أيضًا!!

' الحكيم ' وهو يراقب هبوط ' عاصف ' حتى اللحظة التي يرتطم فيها بالمياه ويغرق:

انقل إلى والدي ووالدتي تحياتي وأشواقي!!

حلَّق ' إكليل ' عاليًا ثم استدار وهبط بشكل عمودي نحو البحر يتبع سيده الغارق....

لم يلبث ' الشمالي ' كثيرًا حتى قفز هو أيضًا ومن بعده ' أُوس ' بينما تراجعت ' بَرقاء ' وامتنعت عن اللحاق بهم.

التفت ' الحكيم ' إليها وقال:

كنت أعلم أنك الوحيدة العاقلة فيهم.

خفت أن أقفز؛ فيُفسد الماء تصفيفة شعري.

صمت ' الحكيم ' وجعل يُحدق فيها ببلاهة.

ما بك تنظر إليَّ هكذا؟!

أتساءل عن نوع البقرة التي كانت تتوحم عليها المرحومة عندما كنتِ ببطنها.

أتعلم؟!....

لسانك الطويل هذا هو من سيُدخلك الجحيم.

قال مغمغمًا وهو يبتعد عن حافة التل:

يدفعونك لشتمهم، ثم يلومونك على طولة لسانك!!

وحين وصل إلى منطقة بعيدة بعض الشيء توقف ثم استدار وجعل يركض بكل سرعته نحو الحافة.

' بَرقاء ' تسأله:

ماذا ستفعل؟!!

قفز ' الحكيم ' نحو البحر وقال شيئًا وهو يسقط، لم تستطع ' بَرقاء ' تمييز ما قاله بسبب الرياح التي بعثرت صوته....

ولكنها كانت تعلم جيدًا أنه شتمها بكلام بذيء.

لم يمض كثير من الوقت حتى قفزت ' بَرقاء ' وراءه.

' وهكذا أصبح الجميع أسفل الماء يغرقون نحو القاع، وأثناء ذلك كان الشخص صاحب العيون السوداء والأشبه بحجر مقدس يراقبهم في الأسفل وهم لا يعلمون. '

الحمد لله كده خلصنا.

السّجيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن