' في الطريق نحو الأعماق '

5.2K 196 16
                                        

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الخامس '

وبينما الجميع في جوف الحوت:

كانوا يستمعون إلى همهمات أصواتٍ غريبة تصلهم من الخارج من مخلوقات أعماق البحر قالت ' بَرقاء ' التي لم تفهم معناها:

ما معنى هذه الأصوات يا ترى؟!

أجابها ' الحكيم ' الذي تذكر أنه قد قرأ شيئًا ربما يُفسر الأمر:

لقد جاء مكتوبًا في بعض الكتب القديمة أن نبي الرب ' يونس ' قد استمع إلى أصوات مشابهة لهذه الأصوات....

وحين سأل عنها قيل له بأنها تسبيح المخلوقات لخالقها.

راح كل واحد من الأصدقاء بينه وبين نفسه وبدافع الفضول يردد تلك التسابيح الإلهية....

صحيح أنهم لم يفهموا معناها الدقيق لكنهم أحسوا براحة عميقة وهم يرددونها سرًا غاص بهم الحوت لظلمات البحر السحيقة، حتى أوصلهم إلى نهاية القاع حيث تنهض مملكة بحرية ذات أبراج صخرية شاهقة الارتفاع تزينها قناديل يشع منها إضاءات بيضاء تشبه وهج المصابيح.

على مشارف أسوار تلك المملكة توقف الحوت؛ فهو يدرك جيدًا أنه لا ينبغي عليه الاقتراب أكثر من ذلك الحد.

فتح الحوت العظيم فمه وأخرج الأصدقاء من جوفه ثم استدار من هُناك وعام مبتعدًا بسرعة وكأنه لا يريد أن يشهد ما سوف يحدث لهم بعد قليل.

قال ' الحكيم ' وهو يلوح مودعًا من داخل الفقاعة:

شكرًا أيها الحوت اللطيف....

ثم وهو ينظر نحو ' بَرقاء ':

يبدو أن الحيتان مخلوقات ظريفة؛ عندما أعود للديار سأقتني واحدًا لأقوم بتربيته.

أظن أنك بحاجة إلى أن تربي نفسك أولًا.

كاد ' الحكيم ' أن يردّ عليها ولكنه أمسك عن الكلام؛ ذلك أنه لاحظ أمرًا غريبًا لقد اختفى جميع الأصدقاء من حوله....

عاد ينظر نحو ' بَرقاء ' ويسألها:

أين ذهب الجمي.....

لم يُكمل سؤاله؛ وذلك لأن ' بَرقاء ' أيضًا كانت قد اختفت!

فكر بالذهاب للبحث عنهم ولكنه حين نظر حوله وجد عُمق البحر مظلمًا ومخيفًا، فقرر أن ينجو بنفسه....

وقال كما ليرضي ضميره وهو يبتعد:

لو كانوا خيرًا لبقوا.

ثم متحصنًا داخل فقاعة الحماية الخاصة به قطع ' الحكيم ' ثلاث خطوات فقط ثم اختفى فجأة بعد أن هاجمه مخلوق ما واختطفه.

الحمد لله كده خلصنا.

السّجيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن