' عاصف والصديق القديم '

1.1K 55 5
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب التاسع '

أخيرًا:

وصلت جميع الجيوش المتحالفة إلى مملكة ' أبابيل ' صعد قادتها إلى قاعدة التخطيط العسكري ووضعوا خطط الدفاع والهجوم، وقد استعدوا لجميع الاحتمالات التي قد تطرأ عليهم في ساحة المعركة.

ثم كخطوة أخيرة قبل الانطلاق بالجيوش، كان على كُبراء القادة الذهاب إلى قاعة الاجتماعات لأخذ الإذن بالتحرك.

قاعة الاجتماعات:

أخفض جميع القادة رؤوسهم احترامًا للملوك إلا رأسًا واحدًا لم ينحنِ؛ إنه رأس ' عاصف ' ابن ' بحر ' الذي ظل شامخًا ينظر إلى الملوك نظرة الند للند.

لم يعتب عليه الملوك ولم يجرؤ أحدً منهم أن يطالبه بتقديم فروض الاحترام والطاعة ذلك أنهم كلما نظروا إليه تذكروا جده ' جبَّار الأباطرة '؛ الأمر الذي جعلهم يعاملونه وكأنه ملك مثلهم؛ وهذا أيضًا ما جعلهم ينصبونه قائدًا أعلى الجيوشهم المتحالفة.

طلب الملوك منه أن يقطع لهم الوعد ببذل ما يستطيع لتحقيق النصر كان ' عاصف ' ينتظر تلك اللحظة منذ مدة ويتحين حدوثها ليطلب شيئًا في نفسه:

إن سقوط القائد يعني انهيار الجيش؛ لذلك على القائد أن يمتطي صهوة حصان تضمن له الثبات في المعركة والهجوم الكاسح ومراوغة مكائد العدو.

عرض الملوك عليه أجود أنواع الأحصنة، إلا أنه طلب حصانًا خاصًا يتواجد في الإسطبلات الملكية ' لأبابيل '، كاد ' طاغين ' أن يرفض ولكن ' عاصف ' أخجله بطلبه ذاك أمام الملوك فقال على مضض:

اذهب إلى الإسطبل، واختر ما تشاء من الأحصنة الُمجنحة.

كان الإسطبل يضم أجود أنواع الأحصنة الأبابيلية ورغم ذلك فإن ' عاصف ' لم ينظر إلا لحصانٍ واحدٍ:

' إنه حصان أبيض رشيق....

ذو جناحين رهيفين طويلين كأنما استعارهما من أحد مخلوقات النور. '

' سابح.... '

التفت الحصان نحو مصدر الصوت وهو لا يصدق ما تسمعه أذناه، وما إن رأى ' عاصف ' حتى وقف على قدميه الخلفيتين وأطلق صهيلًا عاليًا وكأنه يقول لصديقه القديم:

' كُنت واثقًا من أنك ستأتي. '
_______________

* ' ' سابح ' هو حصان ' عاصف ' الخاص، وقد استطاع ' طاغين ' في رواية ' الجسَّاسة ' أن يأخذه أسيرًا لديه. '

_______________

امتطى ' عاصف ' ظهر حصانه الُمجنح ثم وجهه نحو بوابة المغادرة ولكزه في بطنه.

ركض الحصان ' سابح ' بسرعته كلها حتى إذا أصبح خارج الإسطبل فرد جناحيه الطويلين الأبيضين بلون الحليب وضرب بهما الهواء بقوة جعلته يرتفع نحو السماء.

قال ' عاصف ' ونسمات الريح تُداعب وجهه وشعره الطويل:

' سابق الريح يا ' سابح '....

سابق الريح واهزمها. '

الحمد لله كده خلصنا.

السّجيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن