السّجيل

' الأرض السُّفلية '

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب السادس '

مملكة ' الحنِ والبِن ':

منذ فجر التاريخ وملوك الأرض القديمة يبحثون عن عذاب يكون أشد قسوة من الموت لأولئك العُصاة من أفراد شعوبهم؛ لذلك وجُدت الأرض السُّفلية:

حيث الجوع، والوحدة، والخوف والزِّمهرير.

وظلَّ ذلك المكان هو المنفى لزمن طويل منفًا يُرسل إليه كل من لا تكون عقوبة الموت جزاءً كافيًا له، ولكن مع الوقت بدأ عدد المنفيِّين هناك بالتَّزايد نتيجةّ لتزاوجهم ثمَّ تزاوج أبنائهم من بعدهم....

حتى بدأت القبائل والقُرى شيئًا فشيئًا بالتَّكون وظهرت المُدُن وقامت بعدها الممالك....

وباتت الأرض السُّفلية وطنًا تسكنه مخلوقات عديدة من سلالات وأعراق مختلفة يحمونه وينتمون إليه ويدافعون عنه بالروح والدم.

استيقظ ' الحكيم ' من غيبوبته، ليجد نفسه مُمدَّدًا فوق هضبة صخرية تُطل على أسوار إحدى ممالك العالم السُّفلي، كانت المملكة تنهض فوق أرض واسعة وقد أحيطت بأسوار شاهقة الارتفاع.

نظر ' الحكيم ' نحو بوابة السور فوجد هذه العبارة منحوتة عليها:

' مملكة الحنِ والبِن. '

كان الأصدقاء يجلسون بالقرب منه....

يتناقشون فيما بينهم حول مسألة معينة....

نهض من مكانه وسار بجسده المرُهق نحوهم حتى إذا وصل إلى 'بَرقاء ' المُتربعة أرضًا تسلَّقَ ساقها وارتاح في حضنها.

أشار ' عاصف ' بأصبعه نحو البوابة بوابة السور حيث نفر من الحرس الأشداء يعكفون على حراستها، وقال يُكمل حديثًا كان قد بدأه منذ مدة:

ومُهمتنا الآن تنحصر في تجاوز ذلك السور والبحث عن ' سرابي ' داخل أراضي المملكة.

قال طائر العنقاء ' إكليل ':

أستطيع حمل ' الحكيم ' على متني وإنزاله بعد السور.

رفع ' الحكيم ' رأسه من حضن ' بَرقاء ' وقد بدا عليه السخط والاستياء، قال ولم تعجبه فكرة مجابهة الخطر وحده لا سيما وهو في هذه الحالة الصحية السيئة:

خطة جميلة يا طائر ' الشمندر '، نتمنى منك عدم مشاركة غيرها.

أخذ الجميع يفكرون بجدوى تلك الخطة، نعم يستطيع طائر العنقاء 'إكليل ' الطيران ' بالحكيم ' على بُعد ارتفاعٍ عالٍ بحيث لا يراه الحرِّاس ثمَّ يختار بقعة آمنة داخل حدود المملكة ويهبط ' بالحكيم ' إليها....