' قصر مملكة ' أبابيل ' '

1.3K 37 0
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الأول '

قاعه الملك ' طاغين ':

سار الحاجب حاجب البوابة بخطوات بطيئة مترددة فوق رخام القاعة حتى وصل إلى حدود العرش ثم أحنى رأسه تأدبًا وأخذ ينتظر حتى يؤذن له بالكلام.

التفت إليه الجالس فوق العرش ' الملك طاغين ' وقد أدرك من خلال النظرة الأولى أن هنالك أمرًا هامًّا قد جاء به الحاجب إليه؛ فقال يستنطقه:

ما وراءك أيها الحاجب؟

ثمّة شيطان يقف خلف البوابة يا سيدي، وقد جاء برسالة إليك.

التفت ' طاغين ' نحو أفراد حاشيته حيث الوزراء والمستشارون من الإنس والجن يحفون عرشه عن ذات اليمين وذات الشمال، قال مخمنًا والابتسامة تعتلي وجهه:

لا بد أنه المسترق....

وأضاف:

يبدو أنه قد جاء يُبشرنا بخبر انتصارنا في المعركة.

تهللت الوجوه وجوه أفراد الحاشية واستبشر الجميع خيرًا ما عدا حاجب البوابة؛ إذ إنه الشخص الوحيد الذي كان يعلم جيدًا فحوى تلك الرسالة.

بعد قليل:

سار الشيطان المسترق بخطوات عرجاء مشوهة فوق رخام القاعة الملكية، كان يملك وجهًا دائريًّا مثل رغيف خبز متعفن، ولديه عين وحيدة تتمركز في منتصف وجهه تكاد لفرط جحوظها أن تسقط إلى الخارج.

كانت خطواته لا تُبشر بالخير أبدًا، لذلك اختفت الابتسامة من وجوه الحاضرين ،تباعًا وحل مكانها شعور يُنذر بالقلق....

واصل المسترق خطواته حتى وصل إلى حدود العرش، ثم أحنى رأسه الكبير وقال ينقل رسالته:

' لقد هُزمنا يا جلالة الملك. '

تلقى ' طاغين ' ذلك الخبر بصدمة قاسية؛ فقد بلغت به ثقة الانتصار على ' عاصف ' حد أنه كان مستعدًّا لأن يقيم احتفال النصر قبل أن تصله الأخبار الأكيدة.

كانت الطبيعة النفسية لطاغين تُحتم عليه التصرف بقسوة حين تصله الأخبار السيئة؛ لذلك توقع الجميع رؤية غضبه المخيف يعصفُ بالمكان ولكن لفرط سوء ذلك الخبر وجد ' طاغين ' نفسه راغبًا في الضحك كما لو أن لوثة من الجنون أصابت عقله لكنه لم يضحك....

بل أسند ظهره إلى العرش ووضع قدمًا فوق قدم، ثم أخذ نفسًا عميقًا وكأنه بذلك النفس أراد أن يُخمد شيئًا من الحريق الذي اندلع داخل صدره.

وأخذ وهو بتلك الوضعية يراجع بينه وبين نفسه الخطة التي كان قد وضعها للتخلص من عاصف، محاولًا أن يكتشف السبب الذي أدى إلى فشلها.

فقبل خمس سنوات تقريبًا نجح ' طاغين ' وأتباعه من أفراد منظمة ' الجاثوم ' في الانقلاب على السُّلطة الشرعية للمملكة وقام بتنصيب نفسه ملكًا على ' أبابيل '.

ثم ومن أجل الاستدامة استدامة ملكه الجديد كان عليه أن يتخلص من الوريث الشرعي للحكم ' عاصف ' فيضمن أن أحدا لن يُطالبه بالمُلك أبدً. '

' ولتحقيق ذلك الهدف قام ' طاغين ' بوضع خطة، اطلق عليها اسم 'مناورة الفيل. ' '

_______________

* استطاع ' طاغين ' في رواية ' الجسَّاسة ':

' أن ينصب كمينٕا محكمًا ' لعاصف ' الذي كان ملكًا آنذاك على 'أبابيل '....

وقد استطاع بذلك الكمين هزيمة جيشه والزحف بعد ذلك نحو المملكة ليحرقه ويقتل جميع الحرَّاس ويستولي عليه. '

_______________

الحمد لله كده خلصنا.

السّجيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن