بسم الله يلا نبدأ:
' الباب السادس '
لم يختلف شكلها كثيرًا عن آخر مرة رآها فيها ' الحكيم '، وبرغم ذلك كان يشعر وهو يحدّق إلى وجهها بأنه يقف أمام إنسان مختلف تقدَّمَتْ ' سرابي ' في غرفة السجن حتى لم يعد يفصلها عن القفص سوى أشبار قليلة، حدّقت نحو ' عاصف ' وقد استطاعت رغم قلة الإضاءة أن تقرأ في عينيه السؤال الذي قطع كل هذه المسافة لأجله.
قالت كما لو أنها لا تريده أن يُلقي عليها ذلك السؤال:
إنهم قادمون للتحقيق معكما.
تقدم ' عاصف ' حتى وقف أمامها ولم يعد يفصله عنها غير القضبان الحديدية للقفص:
أحقًا ما يُقال عنكِ؟!
قالت متجاهلة:
سوف يأمرون بقتلكما لمحاولتكما اقتحام بوابة المملكة.
لم يكن يكترث تلك اللحظة بشيء غير أن يسألها السؤال الذي تكبد عناء هذه المغامرة الخطيرة لأجله:
' هل وافقتِ على الزواج من الشيطان المملوك؟ '
عادت للتجاهل مرَّةً أخرى:
سأحرركما من هنا، فتغادران إلى الأبد.
' هل وافقتِ على الزواج من الشيطان المملوك؟ '
سوف يأتون في أي لحظة.
' عاصف ' وهو يركّز نظراته الحادِّة الغاضبة نحوها ويكرّر سؤاله للمرّة الرابعة:
' هل وافقتِ على الزواج من الشيطان المملوك؟! '
فتحت لهما باب القفص وقالت:
يجب أن تهربا من هنا قبل وصولهم.
لم يتحرك ' عاصف ' من مكانه وظلِّ ثابتًا يواصل تحديقه إليها.
قال ' الحكيم ':
لقد قطعنا مشوارًا طويلًا للوصول إليكِ يا ' سرابي '....
لقد كاد بعضنا أن يموت أثناء الطريق....
فإذا كانت هذه التضحية لا تعني لكِ شيئًا، فإني أسألكِ بحقّ الصداقة القديمة التي جمعتنا يومًا أن تخبرينا بالحقيقة؛ فلا شيء غيرها سيجعلنا نرحل من هنا.
فإذا أخبرتكما بالحقيقة؟!
نعدك بأن نرحل.

أنت تقرأ
السّجيل
Lãng mạn' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الرابع...