بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الرابع '
كان ' عاصف ' يغرق نحو القاع، ورغم ذلك كان عقله ما يزال يستطيع العمل بتركيز مدَّ يده إلى جيبه وأخرج القصبة التي أعطاها إياه ' طاغين ' في السجن مزمار آل ' سُليمان ' وضع الفتحة عند فمه ثم نفخ فيها مستخدمًا آخر ما تبقى لديه من الهواء المخزن في رئتيه.
في الحالات الطبيعية لم يكن الصوت سيخرج من فتحة القصبة لعدم توفر الهواء؛ ولكن تلك القصبة كانت لها قدرة استثنائية جعلتها قادرة على اخراج صوتٍ عالٍ أشبه بصيحة فيل هائج ذهبت بعيدًا إلى أعماق البحر المظلمة.
وبينما كانوا يغرقون نحو القاع، إذ فجأة تكوِّنت حول كل واحدٍ منهم فقاعة حامية:
' فقاعة خالية من الماء مليئة بالهواء الصالح للتنفس. '
استعاد الأصدقاء وعيهم بعد قليل، وأحس كل واحد منهم بالاطمئنان في البداية؛ لأنه كان يستطيع رؤية صديقه الآخر من خلال السطح الشفاف للفقاعة....
غير أنهم لم يلبثوا طويلًا حتى تمنوا لو أنهم لم يكونوا قادرين على الرؤية وذلك بسبب المشهد المخيف الذي شاهدوه أمامهم صاح 'أُوس' قائلًا:
لا تقترب، لا تقترب!!
ولكن ذلك الشيء كان يقترب نحوهم....
الحمد لله كده خلصنا.
أنت تقرأ
السّجيل
Romantizm' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' السّجيل ' الجزء الرابع...
