بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الثالث '
' مملكة النحاس ':
رجل عجوز يركض وسط السوق، يلطم نفسه ويصرخ طالبًا النجدة مما دفع رواد السوق للتَّجمهُر والالتفاف حوله....
لم يُقدِّم أحدًا منهم له يد المساعدة، ليس لأنهم كانوا بلا نخوة أو شهامة؛ بل لأنهم لا يجيدون التواصل بلغة البُكم؛ الأمر الذي حدا بأحدهم أن يقول مُقترحًا:
لنأخذ هذا العجوز المسكين إلى الملك علّه يُنيله مُراده.
في تلك الأثناء كان الملك ' أديم ' ملك مملكة ' النحاس ' كعادته يقوم بجولة تفقدية في الأرجاء برفقة موكب ضخم من حُرِّاسه الأقوياء.
قام رواد السوق بحمل الأبكم إلى حيث الموكب الملكي، وهناك حاول الملك أديم جاهدًا فهم مُراد الأبكم العجوز ولكن دون فائدة.
وبينما المحاولات لا تزال جارية إذ ظهر شَابٌ يُخفي ملامحه خلف لثمة سوداء، ويُعلّق على ظهره سيفًا يشبه سيوف الساموراي يكاد لفرط طوله أن يُلامس الأرض، كان الشاب ذا هيبة طاغية ممَّا دفع الجميع تلقائيًّا إلى أن يّفسحوا له المجال للعبور.
وصل الشاب ذو اللّثام إلى حيث الملك وقال يستأذنه:
إن سمحت لي أيها الملك، فإني قادر على فهم ما يريده الأبكم.
بدت هيأت الشاب ذو اللّثام الأسود مُتناسقةً وتكشف عن مُقاتلٍ خطير؛ الأمر الذي دفع كبير الحرس إلى أن يهمس في أذن الملك قائلًا:
أنا لستُ مُرتاحًا لهذا الشاب، دعني أقبض عليه، أو أأمره بالانصراف.
كان الملك يعلم أنه مهما بلغ ذلك الشاب من القوَّة إلَّا أنه لن يكون خطيرًا مع وجود كل أولئك الحرس من حوله؛ وهذا ما دفعه إلى تجاهل النصيحة الأمنية:
أخبرنا عما يريده الأبكم أيها الشاب.
وضع الشاب يده عند موضع قلب العجوز الأبكم وأخذ يُنصت لصوت نبضات قلبه وكأن له لذلك الشاب القدرة على فهم أحاديث القلوب.
أزال الشاب يده من فوق موضع القلب، ثمَّ قام باليد ذاتها وبسرعة خاطفة بسحب سيفه الطويل المُعلَّق على ظهره وطعن به صدر العجوز الأبكم.
تعالت صيحات المُتجمهرين حين شاهدوا ذلك المنظر الفظيع، وبدؤوا يُطالبون بقتل الشاب جزاءً لفعلته؛ صاح الملك أديم يأمر حراسه:
اقبضوا عليه!!!
كان الشاب يملك الوقت والمهارة الكافيَيْنِ للهرب لكنه لم يفعل.
أنت تقرأ
السّجيل
Lãng mạn' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الرابع...