' ' عاصف ' و ' طاغين ' '

669 31 0
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الثالث '

قصر مملكة ' أبابيل '.

' السجن ':

استعاد ' عاصف ' وعيه ليجد نفسه محبوسًا في سجن القصر، كانت العتمة تسود أرجاء المكان إلا من ضوء القمر الناعم المتسلّل عبر قضبان النافذة.

كان ذهنه شاردًا؛ لذلك لم ينتبه للشخص الجالس بالقرب منه حتى نطق ذلك الشخص قائلًا:

أظن أنه حان الوقت لنصبح صديقَين.

ما أن انتبه على المتكلم حتى هجم عليه، قال وهو يطبق بيدَيْه القويَّتَيْن على عنقه:

من سينقذك الآن مني يا ' طاغين '؟!!

كان ' طاغين ' يستطيع الدفاع عن نفسه تلك اللحظة؛ فهو يملك القوة الكافية للمهاجمة والدَّفاع وإلحاق الضَّرَر بخصمه لكنه اكتفى بأن ابتسم وقال:

لقد أمرتُ كل جنودي بالابتعاد عن السجن؛ فتستطيع أن تقتلني إذا أردت وتغادر من هُنا بسلام.

ثمَّ صمت لبعض الوقت قبل أن يُردف قائلًا:

ولكنني أعلم بأنك لن تفعل شيئًا سيّئًا لصديقك المستقبلي.

أدرك ' عاصف ' تلك اللحظة بعد أن هدأ عقله قليلًا أن هنالك شيئًا غريبًا يحدث:

' لقد كان هو و ' طاغين ' يقبعان في سجن واحد! '

وعندما التفت حول نفسه أدرك أن السجن يخلو تمامًا من الحرَّاس وهذا سلوك لا يفعله ' طاغين '؛ فهو يحرص دائمًا على إحاطة نفسه بكل ما يلزم من احتياطات أمنية تجعل من إلحاق الضَّرَرِ به مهمة شبه مستحيلة.

لماذا أنت واثق إلى هذا الحد من أنني لن أقتلك؟!

لأنك لن تعرف الحقيقة إن قتلتني.

أيُّ حقيقة؟

حقيقة ما حدث لزوجتك، والطريق إلى الوصول إليها.

ما أن سمع ذلك حتى ارتخت يداه بطريقة لا شعورية من حول عنق 'طاغين ' وقال:

ما الذي تعرفه؟

أعرف أنني أستطيع مساعدتك....

وأضاف ' طاغين ' وضوء القمر يكشف ابتسامته الخبيثة:

أنا الوحيد الذي يستطيع أن يُعيد إليك زوجتك ' سرابي '.

أخذ ' عاصف ' يتأمَّل عينَيْ ' طاغين ' في ظلام السجن وكأنه يبحث فيهما عن شيء مفقود.

لماذا تنظر إليَّ هكذا؟!

أحاول أن أعرف أي مكيدة جديدة تدبرها لي.

إننا نكيد لمن لا نقدر عليهم، أما أنت فقد قدرنا عليك.

كان مُحِقًا في كلامه؛ ' فعاصف ' الآن في قبضته تماًما وبالتالي فإنه ليس بحاجة لأن يدبَّر له المكائد والكمائن.

ما الذي تعرفه؟

اجلس أولًا؛ فلا أعتقد أن ركبتَيْك ستُطيقان حملك بعد أن أخبرك بما أعرف.

جلس ' عاصف ' فوق المقعد اللَّصيق بحائط السجن، وأخذ يُصغي إلى الكلام الذي بدأ ' طاغين ' يقوله له....

ومع مرور الدقائق اليسيرة....

' كان ضوء القمر يكشف علامات الدهشة والقلق والخوف التي تظهر بانتظام على وجه ' عاصف ' ابن ' بحر ' وهو يُصغي إلى ذلك الكلام الكلام الذي يكشف الحقيقة المرعبة التي آلت إليها 'سرابي .' '

الحمد لله كده خلصنا.

السّجيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن