' ' غَياث ' و ' نورس ' '

656 32 1
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الثاني '

المنزل:

كان ' غَياث ' يُدرك أنه قد أرسل كلبه إلى الموت حين طلب منه الذهاب إلى هناك؛ فتلك المنطقة لا يُسمح لأحد غير الملك ' يُمان ' ونفر قليل من أفراد عائلته بالدخول إليها ولكنه كان يراهن على الكلمات الثلاث التي كتبها بدمه على الرقعة.

طال وقت الانتظار ولم يأته الجواب، وهذا ما دفع الكثير من مياه القلق للتسرب إلى قلبه حتى كاد أن يغرق في القاع قاع اليأس لولا أن سمع أخيرًا طرقًا على باب منزله فتجدد بداخله الأمل.

كان الطارق امرأة بدت أنها قادمة من عالم الموت، أصلها إنسيًّ ولكنها لا تملك جسدًا كما بني الإنس؛ فقد كان جسدها يخلو من الجلد والأعضاء الداخلية حيث يتكون فقط من هيكل عظمي أسود اللون تستره بأقمشة واسعة.

رفعت سيدة البرزخ طرف ثوبها فخرج منه الكلب ' رعد ' الذي هرول إل داخل المنزل صاعدًا درجات السلم متجهًا إلى الطابق الثاني حيث ترقد جثة ' نورس '.

قالت سيدة البرزخ:

لم يُعرف أبدًا أن كائنًا غير هذا الكلب قد ولج سلسلة جبال ' إيل ' وعاد منها حيًّا.

لقد حدث مع كلبه كما توقع:

فبعد أن قامت سيدة البرزخ بقتل ' رعد ' أخذت الرسالة التي سقطت من بين أسنانه....

وما أن قرأت الكلمات الثلاث المكتوبة فيها حتى أنها وقعت على كنز ثمين فاستخدمت قدراتها الخاصة لجعل الكلب ينهض أدركت من موته.

قالت سيدة البرزخ:

أرجو أن يستحق طلبك كل هذه التضحية التي تقدمها.

استدار ' غَياث '، ثم قال وهو يدلف إلى منزله:

اتبعيني.

في الطابق الثاني من المنزل:

أزال ' غَياث ' اللحاف عن جسد ابنته الميتة ثم التفت نحو ' عِزرا ' التي فهمت من تلقاء نفسها الأمر المطلوب منها تنفيذه قالت تسأله:

أريد أن أعرف السبب.

لقد دفعت لكِ المقابل، أما السبب فهذا ليس من شأنك.

لن أغوص إلى عالم ' البرزخ ' لأفتش عن روح تائهة لا أعرف عنها شيئًا.

وأضافت توضح له أمرًا:

الوقت في مثل هذه الحالات عامل مهم جدًّا؛ فإذا كنت تريد لابنتك أن تعود فعليك أن تجيب عن سؤالي بسرعة.

أن الجروح تُبعث من قبورها عند الحديث عنها؛ لذلك لم يكن يحب الحديث عن ماضيه ولكن إن كانت سيدة البرزخ تطلب منه هذا الشيء كثمن إضافي مقابل الخدمة التي سوف تقدمها إليه فإنه لن يتأخر في دفعه لها:

ما الذي تريدين أن تعرفيه يا ' عِزرا '؟!

رفعت سيدة البرزخ قطعة الجلد وقد كان مكتوبًا عليها بالدم هذه الكلمات الثلاث:

' أنا أتعهد بتنفيذه. '

وهذا يعني أنه يحق لحامل قطعة الجلد تلك أن يكتب عليها أي طلب يريده وعلى ' غَياث ' أن يُحقق له ذلك الطلب مهما كان مستحيلًا فقد كتب على نفسه مسبقًا بخط دمه أنه يتعهد بالتنفيذ.

قالت سيدة البرزخ:

أريد أن أعرف السر الذي يدفعك إلى تقديم كل هذه التضحية من أجل فتاة ليست ابنتك الحقيقية؟

الحمد لله كده خلصنا.

السّجيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن