بسم الله يلا نبدأ:
' الباب التاسع '
أما بالنسبة ' لعاصف ' فقد كان يرى تحالفاته تُهزم أمام عينيه، ومملكة ' أبابيل ' في طريقها إلى أن تصبح مُستباحة للأعداء، لقد فقد في حياته الكثير من الأعزاء إلى قلبه:
' والدته، ووالده، ابنته وجده ' جبّار الأباطرة '، صديقه ' أيوب ' ، ' بَرقاء ' ، و ' أُوس ' ، والآن في طريقه إلى أن يفقد ' الشمالي '. '
كانت تلك الخسارات تفوق طاقته؛ فرفع إلى السماء رأسه وبكى مثل ما بكت روحه يوم فراق والدته 'جومانا ' ابنة ' جبّار الأباطرة ' وبينما هو بكل ذلك الضعف وقِلة الحيلة إذ حدث أمر غريب:
لقد بدأ هنالك دخان أبيض يتصاعد من جسده، كما لو أن جسده كان يغلي لفرط الاحتراق والغضب، وأحس بأن هنالك نارًا جَهنمية حارقة تطبخ قلبه.
ثم فجأة انبعثت من صدره هالة سوداء غريبة توجهت مباشرة نحو طائر العنقاء ' إكليل ' الذي كان يحوم بالقرب منه وقامت بسحبه إلى الداخل ' داخل جوف ' عاصف ' ليندمج الاثنان في جسد واحد. '
اتسعت عينا كوبرا أفعى الجن لفرط الدهشة وهي تراقب اندماج ' عاصف ' مع ' إكليل '؛ فيما يُعرف في الأساطير القديمة بطور خاص من القوة يُسمى بطور 'السّجيل ' ذلك الطور الذي لم ينجح في الوصول إليه غير القليل من الأشخاص عبر كامل تاريخ الأرض القديمة.
نهض ' عاصف ' وقد ازداد طوله وتمزقت ملابسه جراء التضخم الذي حصلت عليه عضلات جسده وانبثق من ظهره جناحان رهیفان طويلان يُشبهان في هَيبتهما سِعاف النخيل الطويلة.
تساءل ' غَياث ' بدهشة:
من أنت؟!
' أنا حِجارة من طين، طُبخت بنار جهنم. '
قال ذلك ثم اختفى.
وبالرغم من مهارة ' غَياث ' العالية إلا أنه لم يستطع أن يُحدد مكانه أو يتنبأ بحركته القادمة.
حين ظهر ' عاصف ' بعد قليل كان يقف مباشرة أمامه....
وسدد إليه لكمة لفرط قوتها كسرت أحد أضلاعه وقذفته إلى الوراء أمتارًا طويلة.
ورغم الألم الذي أصابه جرَّاء انكسار ضلعه إلا أن 'غَياث' ابتسم وهو ينهض من سقوطه ويقول:
' الآن يُصبح القِتال ممتعًا. '
ثم التحم الاثنان في صِراع عنيف.
من بين الجُثث الملقاة أرضًا، وبكامل يقظته وحذره من أن يُداس عن طريق الخطأ، جعل ' الحكيم ' يركض بكل سرعته متجهًا نحو الجسد الممدد أرضًا قال وهو يصل إلى وجهته:
أنت تقرأ
السّجيل
Romance' في هذا الجزء من ملحمة الطين والنار تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع.... بسبب محاولة ' عاصف' الوصول إلى هدفه المستحيل أن يفعل آخر شيء كان يعتقد أنه سيفعله يومًا.... ' ------------------ رواية ' السّجيل ' الجزء الرابع...
