الفصل الخامس و الأربعون: مجرد امرأة.

278 15 2
                                    

تقف في الرواق الخالي المظلم، أمام الباب الموارب لإحدى الغرف المضاءة التي نفذ نورها من فتحة الباب وانعكس على الأرضية الرخامية، تسمع صوتا خافت منفعل بغضب للشخص المضطرب يذرع جيئة و ذهابا و الضماد حول رأسه يغطى إحدى عينيه، بحيرة و فضول، ثم أدركت صوت هسهسة فحيح عندها خفضت ناظريها ببطء و أبصرت الأفعى البيضاء تزحف في اتجاهها ..

تندفع مكشرة عن أنيابها اللزجة بالسم!

« هاه! »

شهقت سينا بفزع جاحظة العيون متجمدة الاحداق، تحدق في السقف و صدرها يعلو و يهبط بسرعة ثم أدركت نفسها دبقة، غارقة في عرقها المتصبب البارد

« حلم؟ »

زفرت بارتياح تعتدل بصعوبة جالسة على السرير، تربت على صدرها لتهدئة دقات قلبها المسعور

« حلم! »

« سينا؟ »

« كان لدي حلم! »

نبست سينا بذعر مصدومة تنظر إلى ماري التي تخطو داخل الغرفة

« ماذا؟ »

« لقد .. حلمت! »

انكمش جبين ماري بعدم فهم

« هل تقصدين أنه كان لديك كابوس؟ »

« لا! أنا - لقد حلمت »

« ما زلت لا أفهم أين المشكلة؟ »

قالت ماري بينما تمشي مقتربة من سينا

« أم أنها مجرد رؤية أخرى؟ »

تمتمت سينا تساءلها بحيرة تفكر ثم أمسكت رأسها بين يديها

« ما الذي يحدث لي؟ »

لقد بدأ ذلك صباحاً، شعرت سينا بالفتور و الإعياء كما لو كانت مريضة لكن لم يكن هناك أي تفسير لذلك، أفكارها الضبابية والاكتئاب جعل وجهها منطفئ

« أي شيء تريد القيام به؟ هل تريد الذهاب معي إلى القاعدة؟ »

حركت رأسها رافضة بارهاق

« إذا هل هناك ما تريدين القيام به؟ »

« هل يمكنني أن أرمي نفسي من النافذة؟ »

« ماذا؟ »

« أريد ذلك »

شمس أوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن