انهارت قلعتي في ليلة وضحاها.
منحتك سكينًا لحمايتنا، لكنك قمت بطعني به.
والأمر المضحك هو أن كل المنافقين ينادونني بـ (تلك).
هل يا ترى أكون فخورة؟ لأن سوء سمعتي تفوق على سمعتك أشواطًا.
أحسنت بجعل الجميع سعيدًا... عدانا.
إنهم يستمتعون.
أحسنت بتركي هنا... في هذا الكمين.
«سيدتي، الأفضل اختبار الحساء أولًا»، قال جيروم بقلق، يقترب منها بخطوات حذرة ونظره على الحساء في الطبق أمامها.
«لا حاجة لذلك».
أعربت سينا عن رفضها، ثم رفعت يدها تستوقف جيروم فتوقف مكانه. عندها اغترفت من الحساء بهدوء.
«لكن سيدتي-»
تنهدت سينا وأفلتت الملعقة تغرق في الحساء، ثم رفعت حدقتيها تنظر إلى جيروم ببرود، متضايقة.
«أنا أؤمن بأنني أستطيع العناية بنفسي»، أكدت بنبرة هادئة وثابتة، بعدها أمسكت الملعقة تقربها من شفتيها، تحتسي الحساء بهدوء، دون تردد في حركتها.
بينما تستمر في تناول الحساء، تزايد ضغط القلق في صدره. كانت هادئة جدًا، الهدوء المثير للريبة، وجعله ذلك يتساءل كيف يمكن لشخص أن يتصرف بهذه الثقة بينما هناك خطر يهدد حياتها؟
«سيدتي-» نطق جيروم، فنظرت إليه مباشرة، تحدق في عينيه.
«رجاءً، توقف عن مقاطعتي وانصرف»، انفعلت سينا بانزعاج ارتسم بوضوح على وجهها، في تقطيبة جبينها وحاجبيها.
امتثل جيروم، أحنى رأسه بطاعة، بعدها استدار يخطو مغادرًا القاعة.
تلك الأثناء، دخلت عربة سوداء عليها شعار ملكية الدوقية ساحة القصر ببطء في غموض. ثم توقف دق حوافر الأحصنة وارتفع صهيل مسموع، وتوقفت الأحصنة عند نهايته، أمام البوابة الداخلية للقصر. وفورًا، فتح الباب فجأة من الداخل. عندها ترجلت امرأة غريبة الطلعة.
يتردد صوت دق كعب حذائها الأسود على الأرضية الحجرية المصقولة وهي تخطو مرتدية فستانًا حريريًا أرجوانيًا مخرمًا بزخارف سوداء دقيقة تحيط بالأكمام والصدر مثل شباك العنكبوت. وفوق رأسها، قبعة سوداء واسعة الحواف على جانبها ريشة أرجوانية طويلة، تتمايل بفعل حركة الهواء البطيئة. تحمل بندقية طويلة بنقوش ذهبية، تضعها على كتفها بثقة، بينما تخطو بثبات وهي تتخطى سلالم العتبة. عندها اندفع جيروم خارجًا.
![](https://img.wattpad.com/cover/232561047-288-k992383.jpg)
أنت تقرأ
شمس أوستن
Fantasyلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...