انتشر صوت صدى كعبها العالي يتردد في الارجاء مبددا سكون القصر المعتاد ، يتقدمها الخادم الكهل الذي يكتسي السواد حتى القدمين ، يحمل بيده فانوسا يرشده وسط الظلام الحالك
بعدها ساد الهدوء عندما توقف الاثنان عن السير ، أمام ذلك الباب العتيق الضخم تقف ، رفعت يدها و أذنت للخادم بالانصراف قبل أن تباعد شفتيها و تخاطب الفارسين الواقفين امام البوابة
" هل هو في الداخل ؟ " سألت
تنهد المعني بالحديث ثم اومئ برأسه يشير بأصبعه الابهام خلفه و يقول :
" اجل، يمارس هوايته الوحيدة "
" فهمت "
سحبت نفسا عميقا ثم مدت ذراعيها و دفعت الباب بقوة صارخة :
"جلالتك !"
دخلت الغرفة و رأت صورته ممددا على السرير الضخم المغطى بالحرير و المخمل ، تتشبث بذراعه امرأة شقراء مستلقية بجانبه ، كانت عشيقة اخرى من عشيقاته ، هي تعلم ذلك جيدا
" لا يزال ذوقك منحطا كما كان ، يا صاحب السمو ! "
ابتسم الملك ببهجة ثم سحب نفسه ببطء من السرير ، نظر الى الواقفة أمامه بتقدير قبل أن يهمس للمستلقية بجانبه عندها ابتسمت المرأة بخفوت ثم لفت اللحاف الخفيف حول جسدها قبل أن تتجه نحو باب صغير في الزاوية و تختفي خلفه
" لويز ، زهرتي ! "
لم يكن لسموه فرصة لتعديل ملابسه الشعثاء ولم يفكر في ذلك حتى ، شرع في الجلوس على السرير و ساقاه متصلبتان يقول بعد أن اعتدل واقفا بصعوبة
" لقد اشتقت لكِ! "
دفع ساقه للتقدم باسطا ذراعيه
" احذرك! ابقى بعيدًا "
كانت نظرتها الحادة كفيلة بجعله يتراجع نحو الخلف عائدًا الى مكانه ، ضحك بخفوت ثم سكب لنفسه كأسا من النبيذ الأحمر الفاخر
" ألن تتوقف عن معاملتي بهذه الطريقة ، انت تؤلمين قلبي ؟ "
قال بشاعرية متصنعا العبوس يراقب ملامحها المنزعجة باستمتاع
أنت تقرأ
شمس أوستن
Fantasyلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...