الفصل الثالث و الستون : ملاك.

190 12 5
                                    

" هل من أحد هنا؟"صرخ كايل في الفراغ، راكعٌ على ركبتيه وسط أرضية الاسطبل المتسخة،  مظهره النبيل الأنيق أصبح في حالة يُرثى لها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" هل من أحد هنا؟"
صرخ كايل في الفراغ، راكعٌ على ركبتيه وسط أرضية الاسطبل المتسخة،  مظهره النبيل الأنيق أصبح في حالة يُرثى لها. بدلته الفاخرة البيضاء ممزقة ملطخة بالطين الذي التصق بها من الأرض الرطبة،

  الدماء تسيل ببطء من الجرح العميق في رأسه،اثر الضربة التي تلقاها، تنحدر فوق حاجبه وصولاً إلى عينيه تحجب عنه الرؤية الباهتة داخل ظلام الإسطبل، تتقاطر على قميصه المهترئ، يداه مكبلتان خلف ظهره بسلاسل معدنية خشنة تركت أثار احتكاكها على معصميه، أنفاسه تتردد في لهاث، بغضب و ألم مكتوم.

يبصر خيوط من ضوء النهار الخافت تتسلل عبر شقوق الجدران الخشبية،  تضيء تفاصل صغيرة على الأرضية المليئة بالطين والقش المبلل، الهواء خانق، يعبق برائحة القش المتعفن وروث الحيوانات، يداه المكبلتان خلف ظهره و أقدامه الحافية، يقاومان بلا جدوى السلاسل المعدنية الباردة

ثم انتبه فجأة للضوء الذهبي من أسفل باب الاسطبل، يكبر تدريجيًا تبعه صوت احتكاك الباب الخشبي يُفتح ممزقا السكون، فامتثل ظل ذو جثة ضخمة غير واضح الملامح، يحمل فانوسًا  يبعث نورًا خافتًا شديد الوضوح في عتمة المكان.

"من أنت؟! أين السيدة؟!"
صرخ كايل بحدة فرفع الشخص الملثم الفانوس يسلط الضوء مباشرة على وجهه، و انعكس وهج الفانوس على بشرة كايل الملطخة بالدماء والطين و الكدمات، أغلق كايل عينيه فورًا، إحساسًا بالعمى اللحظي أشبه بطعن مباشر لعينيه، انتشر شرر الصداع في رأسه لكنه قاوم و فتح عينيه ببطء لحظتها اندفع اربعة رجال ضخام الجثة نحوه و قبل أن يستوعب كايل ما يحدث، غطوا عينيه بقماشة

  أمسك به اثنان منهم من ذراعيه بخشونة، يرفعونه عن الأرض.
انتفض رغم ضعفه وإرهاقه يقوم بقوة، قدماه المتسختان بالطين حاولتا التشبث بالأرضية الزلقة، لكن دون جدوى، أطلق صرخ مقاومة و أنفاسه تتقطع، وعضلاته المجهدة تستغيث.

"دعوني!" صرخ بصوت خشن، يملؤه الغضب واليأس، يحاول جاهداً التملص، ظلال الضوء تتحرك على ملامحها."اللعنة أفلت!" صرخ بغضب ويأس.
جُر إلى الخارج و أعمى،  يقاوم بعناد، يداه المكبلتان تتلوى خلف ظهره، الألم ينخر عظامه و الهواء البارد يصفع وجهه  ومع كل خطوة تُبعده يشعر أن مصيره يزداد قتامة.
اللعنة!

شمس أوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن