عينان بلون أوراق الشاي الجافة باهتة الخضرة، كانت تلك المرة الأولى التي رأيتهم فيها عندما كنت طريحة على الأرضية الباردة، شبه عارية .. كان جنديًا، جنديًا مختلفًا، ليس مثل الآخرين الذين حاولوا اغتصابي.
لكن الأمر استغرق مني بعض الوقت كي أدرك أنه كان مختلفًا حتى مع ملامحه المألوف .. وجه أخي.
لقد أنقذني لكنه وضع نفسه في موقف اعتقدت أنني لن أستطيع إنقاذه كما فعل من أجلي
ولكنني لم أستسلم فنجحت في إسعافه و علاجه
ومنذ تلك اللحظة عاهدت نفسي أن لا أضعه في موقف لانقاذي، مطلقاً.. أبداً.
" بالطبع أنا هنا من أجل عملي، من الذي سيسافر إلى هنا للاشيء في هذا الشتاء البارد؟ "
قال بتهكم ضاحكاً بسخرية، يضع يديه في جيبه و يخطو مغادرا القاعة فالكازينو.
استرجعت صوفيا ذلك المشهد في ذاكرتها عن الليلة، واقفة أمام نافذة شرفتها، بصرها شارد في نتف الثلج التي تتساقط في صمت بعد أن نفض الغبار عن قلبها البائس.
أكره استخدام عقلي لأنه عندما أفعل .. أصبح سيئة!
تتباعد جفونها ببطء، تبصر بياض الثلج الذي يفرش الأرض على مدى البصر، شجر الصنوبر العالي منتشر في المساحة الفسيحة.
الوسط حولها مرتفع هادئ. الهواء يهب بارد يلسع بشرتها، رائحة اوراق الصنوبر القوية تعبق في الهواء الذي تتنفسه. يبرد صدرها، وسط غابة، الأشجار العالية مغطاة بالثلوج البيضاء، الصمت الثقيل يحيط بها كما لو أن الزمن توقف،
تنهدت ثم خفضت بصرها و أدركت آثار أقدام حفرت في الثلج السميك بجانبها.
" الاحتيال، الابتزاز، الاستيلاء غير المشروع، التشهير ، التآمر، خداع المزادات كلها تهم تجعلك تقضين وقتا معتبراً في سجن القلعة."
ضحكت سينا ضحكة صامتة بسخرية ثم التفتت تستدير خلفها حيث يقف صاحب الخصلات الشقراء ذو الملامح الأميرية لكن هذه المرة دون قناع، مستندا بظهره على العربة المتوقفة فوق المنحدر.
" أوه! رجاءا سيدي عميل الاستخبارات كان بامكانك البدء في الإجراءات بدل احضاري الى هنا. "ردت ضاحكة بثقة و استخفاف بالموقف
"من أنت؟" سأل بجدية
دفعت خصلات شعرها الأسود عن كتفها بغرور و عزة قائلة:
"سيدة جميلة العقل و المظهر، ألا تعتقد؟"تقطب جبين الأشقر باستغراب
"صوتك مألوف""عظيم! إذا أعتقد أنه لا حاجة لهذا المظهر الآن"
علقت ثم رفعت يدها تخلع الشعر الأسود المستعار عن رأسها بحذر مع الطاقية عندها بانت خصلات شعرها بلون الغروب.
![](https://img.wattpad.com/cover/232561047-288-k992383.jpg)
أنت تقرأ
شمس أوستن
Фэнтезиلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...