تجاهلت حرقة عينيها و ثقل جفنيها ، كانت تكافح لإنقاذ كبريائها الضرير، تكتم تلك الشهقة العالقة في حلقها كالغبار ، عيناها و نظراتها لم تفارق خاصته ، تفرست ملامحه الثابتة ، تمعنت في زرقة عينيه ، أنفه المنحوت و صولا الى شفتيه ، ترددت للحظة ، حولت نظرها الى موريس و السيدة بجانبه ، لقد أدرك بالفعل ما أرادت فعله ، في اللحظة التي اغلقت فيها عينيها بإحكام تحبس دموعها التي توشك على الانهمار، كانت تفكر في شيء غبي ، تصرف متهور ، لفت ذراعيها حول عنقه بعدها ..
قبلة !
حقا سينا؟! لم تجدِ سوى القبلة كحل للخلاص ؟!
" سينا ! "
استفاقت اخيرا من شرودها على صوت ميش تناديها ، لقد كانت واقفة تحمل الصحن بين يديها
" بما كنت شاردة ؟! "
لقد مر على تلك الحادثة يومان بالفعل لكنني لازلت افكر في ما فعلته ليلتها ، تبا لي !
بعثرت خصلات شعرها بإحراج تلعن نفسها في صمت ثم اتخذت كرسيا للجلوس تتأفف بعبوس
" ما الذي كنت تفكرين فيه بحق السماء ؟! "
جلست ميش بجوارها ثم وضعت الصحن على الطاولة تضيف :
"قبل افتراقنا قُلتِ أنكِ سَتلتقين بموريس ثم اختفيتِ ، اعتقدتُ بأنكِ حَللتِ المُشكلة لكن عندما قَدِمتُ لتَفقّدكِ فُوجِئتُ حقًا ، أنتِ تَحفرين قَبركِ بيديكِ سينا ، أتعلمين هذا ؟! "
" لم ارغب في الظهور بمظهر الخاسرة "
" ها حقا ! لأنك لم ترغبي بذلك قمت ب- "
سحبت ميش نفسا عميقا تتبع صارخة :
" التصقت بالرجل تقبلين شفتيه ! "
" كم مرة علي ان اقول هذا .."
رفعت سينا يدها تشير بأصبعها السبابة الى زاوية فمها معارضة بانفعال
" انا لم اقبل شفتيه بل زاوية فمه فقط ! "
" وما الفرق !؟ ، انا لا اصدق انك فعلت ذلك وسط ذلك العدد الهائل من الناس "
زفرت ميش انفاسها تقول معاتبةً :
" انت لا تعرفين حتى من يكون ذلك الشخص ، هل تعرفينه ؟! "
أنت تقرأ
شمس أوستن
Fantasiلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...