زفرت تتقلب على السرير الواسع بفتور تغمر جسدها في دفء الملاءات لكن شعور غريب تسلل إلى أعماقها. كان هناك شيء مختلف في هذا الصباح.
مدت سينا يدها ببطء نحو الجانب الآخر من السرير، تبحث بعفوية عن حضوره، عن جسده الدافئ بجانبها. توقفت أصابعها في المكان الخالي عندما لم تجد إلا الملاءات الباردة الشعثاء و ملمس القماش البارد تجعد جبينها
عادةً ما كانت تشعر بثقله، وجوده القريب منها و أنفاسه الهادئة التي كانت تطمئنها بأنه ما يزال بجانبها كلما تشاركا الفراش معا
فتحت عينيها الناعسة ببطء و أدركت وحدتها في الفراش، عندما وقع بصرها على الوسادة التي كان يضع رأسه عليها مرتبة بشكل غريب، كما لو أنها لم تستخدم
غم الضيق في صدرها
أين ذهب؟
جلست على السرير تحاول استعادة شتات أفكارها. تنظر حولها في الغرفة، كل شيء كان في مكانه المعتاد طبيعيا، لكن غيابه يخلق فراغًا غير مرئي، شعورًا بالخواء. نهضت سينا ببطء من السرير تخطو نحو الباب
« سينا؟ »
خرجت ماري من الحمام تحمل المناشف القطنية و تنظر إلى سينا الواقفة بحيرة ممسكة مقبض الباب
« أين .. كيران؟ »
كسر دوي صافرات الانذار الصاخبة الموزعة في أرجاء القاعدة المحيطة بالقصر الملكي السكون السائد
« نيكيتا! »
التفت المعني بزيه العسكري الأبيض نحو صاحب الصوت الفزع و المضطرب الذي اندفع داخل قمرته جاهرا
« القائد اقتحم الحصن! »
« ماذا؟! »
مال كيران برأسه يميناً ثم يساراً يفك تشنج رقبته، يتدلى من قبضته الرأس المقطوع و على جانبيه حارسان مطروحان أرضا
يقف أمام البوابة العالية لقاعة الحكم و قبل أن أن يقوم بأي فعل اندفع الحرس الامبراطوريون بصخب دروعهم الثقيلة يحيطون المكان و أيديهم على مقابض سيوفهم بتأهب يتقدمهم قائدهم ذو الدرع الذهبي جاهرا :
« بإسم الإمبراطورية و الحرس الامبراطوري أطلب من قيادتك التراجع، الرجاء الانصياع للأوامر »
تراجع كيران خطوة نحو الخلف ثم تنفس عميقاً و في لحظة مباغتا دفع دفة الباب بقدمه بعنف فارتفع صوت دوي انفتاح البوابة على مصراعيها ثم دخل كيران بعنفوان كالعاصفة تحيطه هالة باهتة زرقاء باردة ينظر حوله إلى الجنود الذين يحيطون الامبراطورة الفزعة مثل درع و سيوفهم مسلولة و عيونه موجهة نحوه تحدق نحوه من خلال خوذهم بترقب و حذر و تحولت القاعة الفسيحة إلى ساحة توتر مشحونة
أنت تقرأ
شمس أوستن
Fantasyلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...