29

188 33 110
                                    


اللهم صلٍ على محمد وآل محمد
...

محاولاته للهرب من ماضيه بائت
بالفشل الذريع لم يتبقى له سوى الكتمان الذي يجثم على قلبه المريض

....
الساعة الثانية بعد منتصف الليل

سكون المكان الذي أجبر الجالس  على الكرسي
تذكر ماضيه الكئيب

صوت عقارب الساعة التي أخترقت أذنيه قد تاهت بين أصوات أطياف الماضي ، ذبلت زرقاويتيه التي علقت بشرود على جسد أخيه

الذي يكتنفه السرير  بعثرة خصلاته الشقراء
كانت دليل على ما يمر به من وقت عصيب

شعور العجز الذي كان أكثر ما يشعر به أثناء هذه المدة
التي يشاهد فيها أخيه الأصغر لا يستطيع فعل شيء معه
يعلم بأن العنف أو القساوة و الإجبار و الإكراه على شيء
لن ينفع معه خصوصاً مع شخصيته الباردة !
طرق الباب ثم تلاه صوت فتحه

دلفت الخادمة ومعها الطبيب أستقام
مباشرة زيكو والقلق الذي سيطر على ملامحه
أقترب الطبيب بعد أن ألقى التحية

و قد بدأ بمباشرة عمله دقائق معدودة
مرت وهو يفحص الشاب الذي يسكن السرير
وكأنه جثمان سيتم دفنه بعد قليل

نطق بقلق
" أخبرني أيها الطبيب مما يعاني؟"

ثوانٍ و أطلق الطبيب تنهيدة يجيبه

" يجب أن يذهب إلى المشفى هو لن يشفى هنا يعاني من الحمى ولديه مشاكل في القلب"

وقعت كلمات الطبيب كالصاعقة
على قلب زيكو الذي تلاشى ذلك القلق من ملامحه وتحول لعدم تصديق

أرتجفت شفتيه أثناء سؤاله
مجدداً
" ماذا تعني سيدي كيف مشاكل في القلب
هل هذا يعني بأنه  مريض؟"

أومئ الطبيب بأسف يجيبه
" أن لم تكن تعلم به فيجب إجراء فحوصات لنتأكد من ذلك كما سوف أصف لك دواء عليه تناوله مع إجراء فحوصات وتحاليل طبية في المشفى لن أستطيع فعل شيء هنا دون تواجده بالمشفى"

أخذ زيكو الورقة بأيد مرتجفة
يومئ بشكل ظاهري على عكس العواصف التي تقام بداخله

خرج الطبيب بعد أن أوصلته الخادمة إلى الخارج

أنامله ضغطت على الورقة التي بيده
بعنف لقد كان أستيقاضه بشكل مفاجئ
ونزوله لشرب الماء ثم سماعه لصوت الجرس

هو ما جعله يعلم بحالة ويليام ولكنه مازال لم يتأكد من مرضه هل حقاً مريض؟

أخي البارد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن