فصل 30

1.4K 46 10
                                    

كانت سالي مندهشة تماما و لم تعرف بما تجيبه بينما كان ينظر اليها متوترا و علامات القلق بادية على وجهه،فسألها:
لماذا لا تجيبين؟!
نظرت اليه و هي صامتة تستمع إلى ضجيج افكارها" لما فعلت ذلك؟! لما عرضت علي الزواج؟! انا...لا يمكنني أن اقبل...كلا،احبك لكن لن اسمح لهذا ان يوقف انتقامي.."
قام احمد من مكانه و وقف و عينيه على سالي التي وقفت بدورها ليتواجها وجها لوجه نظرت الى عينيه غارقة في سحرهما و هو بدوره يتامل ملامح وجهها و خائفا من رفضها.
احمد: على الاقل تفوهي و لو بكلمة واحدة.
سالي:: ...لم اكن اتوقع عرضك هذا..انا لا... لا اعرف كيف اجيبك..احمد..
احمد: قولي فقط ان كنتي موافقة ام لا؟
سالي: نحن اصدقاء لا اكثر..ما الذي دفعك الى فعل امر هكذا.. انت لا تعرفني حتى هذا حقا تهور.
احمد: ممكن انني لا اعرفك من مدة طويلة لكني متأكد من انك دخلتي قلبي و تملكته.. انت تعني لي الكثير..كيف يمكنك القول اننا أصدقاء لا اكثر؟!
سالي: بالنسبة لي انت صديق لا اكثر..لذا لا يمكنني ان اوافق.
تغيرت ملامح وجه احمد و شعر بالخيبة و احس بوجع في قلبه،انصدم لانه لم يكن يتوقع رفضها له،وضعت سالي يدها على كتفها فابتعد قائلا:
لا تواسيني.. لا اريد شفقتك.
سالي: انا لا اشفق عليك انا..
قاطعها: هذا يكفي.. هل كنت اتوهم عندما احسست ان هناك رابطا بيننا؟! هل كذبت على نفسي عندما اقنعتها انك معحبة بي؟! او هل نظراتك كانت كاذبة و مخادعة؟ اجيبيني..
سالي: اهدأ يا احمد رجاء.
احمد (بنبرة ساخرة): لا اريد محاضرة في علم النفس الآن... وفري كلامك.
ثم قفز من القارب و راح يسبح باقصى جهد، تفاجأت سالي فصرخت قائلة:
احمد..احمد...ما الذي تفعله؟! ارجع..هيا..
لم يعرها اي انتباه ارادت ان تقفز ورائه فجاة امسكها صاحب القارب من يدها و هو يقول:
سيدتي، تراجعي رجاء.
ردت عليه سالي قلقة و هي تشير الى احمد:
انظر اليه...الماء بارد..و كذلك ما زال البر بعيدا.
الرجل:لا تقلقي،نحن ورائه اجلسي رجاء لالحق به.
جلست سالي و عينيها مليئة بالدموع،تشعر بوخز في قلبها و كانما احدهم طعنها بخنجر...كانت تبكي بحرقة و هي تنظر الى احمد يبتعد سابحا مما شتت افكارها و هي تتذكر كلامه و تقول بداخلها " انا اسفة..صدقني احبك لكن لا يمكنني ان اوافق.. انا اسفة اسفة جدا...لا تبتعد عني... "
منزل ال جاسر.
كان وائل في غرفته يتجول على صفحات الانترنيت حتى دخلت عليه ياسمين امه.
وائل: امي، ما الامر؟
جلست ياسمين في السرير الى جانبه و نظرت اليه نظرة جدية جعلته يلفت كل انتباهه لها متساؤلا: ما الامر يا امي؟!
ياسمين: اريد التكلم معك فحسب..لا تقلق.
وائل: حسنا.
ياسمين: لم تخبرني الكثير عن صديقتك سالي.
ابتسم وائل و قال: انها فتاة جميلة و لطيفة و...
ياسمين: يكفي رجاء.
وائل: ما هذا؟! طلبتي مني ان اكلمك عنها و حين فعلت ذلك تطلبين مني الصمت.
ياسمين: اريد ان اتعرف اليها بنفسي.
وائل: و كيف ذلك،!
ياسمين: اراهن انك ان دعوتها الى العشاء معنا ستلبي الدعوة،صحيح؟!
وائل: تريدين دعوتها و لماذا؟!
ياسمين: وائل لا تكن سخيفا نحن اصحاب هذه البلدة يجب علينا ان نرحب بالضيوف.. اقصد سالي هي و عمها.
وائل: و كيف تعرفين بشأنه؟!
ياسمين: لا تطرح علي اسئلة كثيرة..
وائل: كما تشائين يا امي.

الإنتقام ( لعبة الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن