فصل 54 و الاخير.

2.3K 68 41
                                    

صار قلب سالي يخفق بشدة و كانت متأكدة أن وائل لن يرحمها أبدا مهما حاولت خصوصا بعد أن عرف هويتها و ما كانت تخطط له، شد وائل على زناد المسدس و إستعد ليطلق النار عليها..أغمضت عينيها خائفة تنتظر ان يوجه لها طلقة نارية تقضي على حياتها لكن حدثت معجزة لم تكن تتوقعها..هجم أحمد على وائل و أسقطه أرضا ليفلت المسدس منه...إندهشت سالي مما رأته و فرحت كثيرا لانه أنقذ حياتها في  آخر لحظة...راح أحمد يتعارك مع وائل و كان كل منهما يسدد ضربة أقوى للآخر.. ركضت سالي و أخذت المسدس المرمي على الارض ..أطلقت طلقة نارية نحو السماء ليتوقفا عن العراك و قالت بغضب:
إنهض يا وائل حالا.
فعل وائل تماما ما طلبته منه بينما أحمد توجه ليقف بالقرب من سالي.
وائل: ما الأمر؟ هل ستقتلينني الآن؟
سالي: كلا، لا يمكنني ان اكون في غاية الطيبة معك و أدعك تفلت من العقاب.
وائل: إسمعي، دعينا نتفق...انا آسف على كل ما حدث حقا لذا دعيني أرحل في سبيلي و أعدك انني سأغادر البلدة حالا.
سخر أحمد من كلامه قائلا: ما الذي يقوله هذا الأحمق؟.
سالي: لقد بدأ يهلوس، اطلب الشرطة يا أحمد.
وائل: كلا، لا تفعل...رجاء لا اريد الذهاب إلى السجن...لا يمكنني قضاء حياتي داخل زنزانة...هذا مستحيل.
سالي: شخص مثلك يستحق ذلك و أكثر.
وائل: يا سالي كوني لطيفة معي و دعيني أرحل..سيجعلك هذا افضل مني.
سالي: يا لك من بائس! هذا آخر شيء قد أفعله.. لا تحلم كثيرا.
وائل: رجاء لا يمكنك فعل هذا.
سالي: حقا؟ شاهدني أفعل.
وائل:  لن أذهب إلى السجن... أفضل الموت على ذلك.
و راح يتراجع إلى الوراء خطوة تلو الاخرى و هو متوتر...إلى ان وصل إلى حافة المرتفع...
سالي: ماذا تفعل ايها المجنون؟!
وائل: يا إما تتركيني أرحل يا إما سأرمي بنفسي من هنا.
سالي: هذه هي خطتك السخيفة للفرار؟!
وائل: أنا لست أمزح.
أحمد: أ تظنين أنه سيرمي بنفسه،  حقا؟!
سالي: تقدم نحوي يا وائل.
و فجأة سمعوا صوت سيارات الشرطة التي سرعان ما إلتفت حول المكان.
وائل: اللعنة، لقد قضي على أمري.
سالي: هيا إنزل من فوق الصخرة.
لم يستمع إلى كلامها بتاتا بل كان خائفا جدا من مصيره بعد ان تلقي الشرطة القبض عليه و كيف سيعاقب و يزج به في السجن إلى آخر أيام في حياته لذا و بدون تردد قفز من فوق الصخرة ليسقط أرضا من علو مرتفع جدا  ....صرخت سالي و أوشكت أن تقع أرضا من الصدمة لولا أن أحمد مسكها و حضنها قائلا:
إهدئي رجاء.
قالت و الدموع تنهمر من عينيها: لقد إنتحر أمام مرأى عيناي، كم هذا رهيب!
أحمد: أعلم....أنا آسف حقا لما حدث.
تدخلت عناصر الشرطة فورا ليقوموا بعملهم و بينما سالي كانت تبكي في حضن أحمد تذكرت فجأة نسيم.
سالي: يا إلهي! يجب أن أطمأن على نسيم...
توجهت نحو الضابط مثل المجنونة و أحمد  وراءها لتسأله:
اعذرني.
الضابط: تفصلي، ما الأمر.
سالي: لقد كانت هنالك جثة رجل مرمية على الأرض...هل هو على قيد الحياة؟
الضابط: أجل، لقد تم نقله إلى المستشفى قبل قليل.
سالي: اوف... حمدا لله.
الضابط: سيدتي، حتى انت مصابة... توجهي إلى سيارة الإسعاف ليسعفوك.
أحمد: إنه محق يا سالي، هيا.
سالي: أجل، شكرا سيد الضابط.
الضابط: هذا من واجبي.
اخذ أحمد بيد سالي و توجها معا لتسعفها الممرضة، و في طريقهما إلى هناك توقفت سالي لتشكره.
سالي: شكرا لك يا أحمد على إنقاذ حياتي، لو لاك لكنت ميتة الآن.
أحمد : لا تقولي هذا الكلام مجددا، كل ما اريده ان تكوني بخير يا رغد.
سالي: ماذا قلت؟!!
أحمد: لقد أخبرني عمك بكل شيء و في الوقت المناسب أيضا... لذا اتيت إلى هنا.
سالي: أنا لا أصدق ما فعله.
أحمد: يا ريتك لم تخفي الأمر عني.
سالي: كان ذلك ضروريا...
أحمد: مهما يكن، أنا سعيد لأن كل شيء إنتهى الآن....أخيرا يمكننا أن نبقى معا.
ردت سالي مبتسمة: أجل، و أخيرا.
بعد مرور أسبوع.
كان نسيم مستلقيا في المستشفى في سريره بعد أن أجرى عملية جراحية ليخرجوا الرصاص الذي اخترق جسده....طرق أحدهم الباب و من تم دخلت سالي برفقة عمها و أحمد.
سالي: مرحبا يا نسيم.
نسيم: أهلا.
أشرف: هل انت بخير يا إبني؟
نسيم: أجل، أحسن من ذي قبل.
سالي: جيد، الحمد لله.
أحمد: لقد كانت سالي قلقة على حالتك كثيرا.
نسيم: أعلم، لكن لا زال عمري طويلا لذا انا حي هنا بينكم.
أشرف: الحياة لا تليق إلا بالرجال أمثالك.
نسيم: شكرا يا عمي.
سالي: هاي، إسمع لدي لك مفاجأة ستحبها كثيرا كثيرا.
نسيم: حقا؟! ما هي؟
سالي: هيا يا أحمد و عمي لنخرج نحن من الغرفة و ندع الزائر الغالي يتفضل.
خرجوا من الغرفة لتدخل ليلى.... حين رآها نسيم إنصدم كثيرا و حاول ان يقوم من مكانه فرحا ناسيا كل آلامه...تقدمت نحوه هي أيضا  و الدموع تنزل من عينيها و بدون شعور حضنته.
ليلى: أنا سعيدة جدا للقائك مجددا.
نسيم: لقد عشت سنين و أنا أنتظر هذه  اللحظة الثمينة.
إبتسمت ليلى و قالت و هي تمسح دموعها:
لم أتوقع أن هذا قد يحصل يوما ما.
نسيم: أنا آسف، آسف لانني تخليت عنك.
ليلى: كلا، أنت لم تتخلى عني...أنا لا أريد ذكر الماضي التعيس مجددا.
نسيم: و لا أنا، لقد نسيت كل شيء بمجرد رؤيتك.
ليلى: نفس الشعور بالنسبة إلي.
أما في الرواق بقت سالي مع عمها و أحمد في الإنتظار... بعد لحظات قليلة جاء كريم مع أمل و كان يبدوان في غاية السعادة.
سالي: ما سر هذه الإبتسامة العريضة يا أحباب؟
أمل: أخبرها  بالسر يا كريم.
سالي: أ لم تسمعها؟! اخبرني هيا.
كريم: أنا و أمل سنتزوج.
سالي: يا للروعة! ألف مبروك!
أمل : شكرا.
أشرف: هذا خبر رائع! هنيئا لكما.
أمل و كريم: شكرا يا عمي.
عانقت سالي أمل من شدة الفرح و كذلك أحمد عانق كريم قائلا: مبارك عليك يا أخي.
القصة من وجهة نظر سالي" و اخيرا حدث ما كنت أتمناه و أخذت بثأري من عائلة جاسر كلها... كم أنا سعيدة لاني إسترجعت حق أختي و حق أمل و ليلى الذي ضاع من قبل...لقد اقتنعت اليوم ان الحق دائما ينتصر على الباطل و أن لكل ظالم يوم... في هذه الحياة الفانية علينا أن نحذر من ظلم غيرنا لذا أن ما هو أكيد - العين بالعين و السن بالسن و البادي أظلم و رجاء لا تفهموا كلامي أني أشجع على الإنتقام أو الحقد... أبدا ليس هذا قصدي لكن أريد أن أنبه كل شخص أنك حين تؤذي شخص ما إن لم يؤذيك هو بدوره  فلا تنسى أن هناك رب يبدع في تصفية الحسابات......على العموم هذه رسالتي لكم و الآن سأذهب للإستمتاع في حفلة زفاف كريم و أمل و أريد  أن اخبركم حفل الزفاف التالي سيكون زفافي... أجل...لقد وافقت على طلب أحمد..ستكون حفلة رائعة بحضور أمي و عمي و صديقتي المفضلة شهد و كذلك نسيم و ليلى و كريم و أمل و خصوصا روح سندس المرحة و اللطيفة....و أنتم مدعوون أيضا...إلى اللقاء.."
نهاية القصة ؛)

الإنتقام ( لعبة الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن