الفصل إحدى عشر

1.9K 65 1
                                    

كانت سالي في غرفتها تحضر نفسها لحضور حفل إفتتاح مطعم أب أحمد، إرتدت فستانا أبيضا مزخرف في أكمام اليد و يصل إلى ركبتين، أما بالنسبة للحذاء فإرتدت كعب عالي لون فضي، سرحت شعرها ثم وضعت ماكياج خفيف يناسب السهرة، وحين حملت قارورة العطر دق الجرس، وضعت قليلا و ركضت لتفتح لأنها متأكدة أنه أحمد فتحت متحمسة، و كان فعلا هو إبتسمت و قالت: مرحبا! جئت في الموعد تماما.
رد ببرود : اجل، فلنذهب.
سالي: لحظة ، سأرتدي معطفي.
ذهب إلى سيارته لينتظرها و هو لا يزال غاضبا منها، لما رآها تنزل من سيارة وائل، أغلقت سالي باب منزلها و توجهت لتركب بجانب أحمد، وضعت حزام الأمان و هي تقول: أنا متحمسة جدا لحضور الحفل، سيكون الامر مسليا حتما.
تجاهلها أحمد ، لم ينظر إليها حتى ، شغل الراديو و وجهه على محطته المفضلة، إستغربت سالي من تصرفه و راحت تتساؤل لما لا يكلمني؟ هل هو مزعوج من أمر ما؟ و رغم ذلك تغاضت عن الأمر و لزمت الهدوء، كان أحمد مسرعا جدا لدرجة أنه أخاف سالي فقالت مرعوبة: خفف السرعة رجاء.
لم يخفف أحمد السرعة و لم ينطق بكلمة حتى، لكن سالي صرخت: خفف السرعة يا أحمد، هل أنت مجنون؟ ستصيبني نوبة قلبية.
أوقف أحمد السيارة فجأة و نظر إلى سالي ، قال بنبرة حادة: ألا تعجبك طريقة قيادتي؟ أم أن السيارة لا تعجبك؟ !
تعجبت سالي من قوله و ردت عليه: ماذا؟ ما الذي تقصده؟ ما هذا الكلام السخيف؟
أحمد: اوه حقا!! كلامي سخيف.
تنهدت سالي بقوة و قالت: ما خطبك؟ هل من أمر يزعجك؟
أحمد: أجل، أ تريدين معرفة ما يزعجني، يزعجني ان...
أدرك أحمد أنه سيرتكب خطأ كبيرا بمعاتبته لسالي بشأن وائل، في الأخير الأمر لا يخصه.لذا سكت ثم شغل السيارة من جديد و تقدم .
سالي: لما لم تكمل جملتك؟ ما الذي يزعجك؟
رد أحمد من دون أن ينظر إليها: و ما شأنك أنت على أية حال؟
جرح أحمد بكلامه مشاعر سالي كثيرا، فبدأت الدموع تنهمر من عينيها، لذا أدارت وجهها نحو النافذة حتى لا يراها أحمد و راحت تبكي بصمت و تمسح دموعها بيدها و هي مستغربة تماما من تصرفه و محبطة أيضا فقد زينت نفسها لأجله لكنه لم يتكبد عناء النظر إليها عليه و زيادة على ذلك يعاملها ببرود شديد، اوقف أحمد السيارة بجانب لافتة كبيرة مكتوب عليها " مطعم العائلة السعيدة يرحب بكم"
نزل من السيارة و نزلت سالي أيضا، فإنتبهت إلى ضجة تأتي من المطعم، كان المكان كله يخضور ؛ أشجار كثيفة و زهور مختلفة، و بالونات تزين باب المطعم، توجهت إليه ، دخلت فكان المكان جميل و دافئ كان ديكوره يشبه الكوخ لكن بشكل لافت و جميل، و كان الناس يستمتعون بوقتهم فهذا يشرب شاي بجانب صديقه و أم تطعم إبنتها كعكا و البعض يرقصون على صوت الموسيقى الهادئة فيما البعض الأخر يهنئ صاحب المطعم و ما زالت تتأمل ما يجري حولها حتى إقترب منها شاب في الثلاثين يحمل في يديه كأسين عصير، سلمها كأسا قائلا : تفضلي يا آنسة.
نظرت إليه مستغربة دون ان تتحرك، أضاف: هيا خذيه رجاء، سيحسن مزاجك.
مدت سالي يدها و أخذت الكأس منه قائلة: شكرا، و على فكرة مزاجي جيد.
ضحك قائلا: مزاج جيد و وجه حزين.
سالي: لست حزينة، ومن أنت على أية حال؟ محلل شخصيات.
الرجل : لا، أنا ملحن أغاني.
سالي : لم أسألك عن مهنتك.

الإنتقام ( لعبة الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن