بعد طول حديث بين نور و سالي قررت كلاهما المغادرة اخيرا، قامت نور من مكانها برفقة سالي و هما يتجهان نحو الباب و اذ باحمد يدخل الى المقهى... احست سالي حالما رأته فجأة بضيق في التنفس و توتر شديد لدرجة انها لم تتمكن من مواصلة طريقها و مواجهته، لاحظت نور ان ملامح وجه سالي تغيرت تماما و انها وقفت صامدة في مكانها لذا اقتربت منها و سألتها و هي تضع يدها على كتفها :
سالي! سالي! ..هل انت بخير؟
انتبهت لنور و اجابتها محاولة ان تخفي مشاعرها و تكبت دمعتها التي شارفت على النزول: اجل، انا بخير...سأذهب إلى الحمام.
ما زالت سالي لم تبرح مكانها و اذ بنور قد لمحت احمد و نادته ليلتفت حولهما و تقع عينيه بعيني سالي مباشرة...توقف في مكانه جامدا هو الآخر و هو ينظر إلى سالي التي تبادله النظرات في سكوت...انتبهت نور الى ما يحدث و شعرت بان هناك شيء بينهما لذا حاولت كسر هذا الموقف الغريب قائلة:
مرحبا، يا احمد...كيف الحال؟
رد و هو يمد يده ليصافحها: بخير،كيف حالك انت؟
نور: لا بأس، اعرفك هذه صديقتي سالي..هل قابلتها سابقا ؟
احمد: لا، لم اقابلها من قبل..لم اسمع بهذا الاسم يوما حتى.
صدم كلامه سالي كثيرا و كانت ملامح الصدمة و الحزن بادية على وجهها و هي تتساؤل لما كل هذه القسوة منه! لكن كعادتها ادعت القوة و حاولت ان تجاريه.
سالي: انا سالي، تشرفت بمعرفتك يا وائل.
اكتفى بابتسامة طفيفة مجتنبا النظر إلى عينيها و موجها كل انتباهه إلى نور.
نور: إذا ما سر هذا الغياب الطويل؟ لم ارك منذ فترة.
ضحك ثم قال: و لن تريني بعد اليوم.
نور: ماذا تقصد؟
وائل: سأسافر غدا صباحا إلى ابعد مكان يمكنك تصوره.
لم تتمالك سالي اعصابها و سألته قلقة: إلى اين؟
استغرب من سؤالها و رد بكل برود: لماذا تهتمين انت للامر؟ سأرحل بعيدا فحسب.
سالي: حسنا.
نور: فعلا؟ و لما ستفعل ذلك؟
احمد: اشعر بالرغبة في السفر فحسب.
نور: هذا جيد، اشعر بالرغبة في السفر بعيدا انا ايضا.
احمد: يمكنك مرافقتي.
ضحكت و ردت: شكرا،سيسعدني الامر كثيرا.
احمد: ستسعدني رفقتك ايضا.
نور: حسنا كفاك مجاملات كاذبة.. اعذرنا الآن كنا سنغادر قبل مجيئك.
احمد: اكيد، تفضلا.
نور: شكرا لك، اتمنى لك رحلة سعيدة و حياة اجمل.
احمد: شكرا يا صديقتي، هذا لطف منك.
اما سالي فبقت صامتة تنظر إلى احمد و في عينيها الكثير و الكثير من الكلام، انهت نور هذا الموقف بعدما ودعت احمد و اشارت لسالي بالرحيل.
منزل ال جاسر.
كانت ياسمين تمشي في الرواق ذهابا و ايابا و بيدها هاتفها...كانت قد اتصلت بماهر حوالي 20 مرة لكن لا جدوى من ذلك كلما تتصل يرد عليها المجيب الآلي هذا ما جعلها تقلق و بينما هي شاردة في تفكيرها اقترب منها وائل ملفتا انتباهها عن طريق التلويح بيده.
وائل: اين انت يا امي؟
ياسمين: اوه...آسفة، شردت قليلا.
وائل: هل من خطب ما؟
ياسمين: كلا، لا تقلق يا عزيزي.
وائل: حسنا، اتمنى ان لا شيء يشغل بال امي الغالية.
ياسمين: اكيد ،لا شيء يشغل بالي...اخبرني إلى اين انت ذاهب الآن؟
وائل: ستفتخرين بي الآن حتما ،فأنا ذاهب لأحل مكان ابي في الإجتماع.
ياسمين: ماذا؟ جعلك تحل مكانه!
وائل: اجل.
ياسمين: هذا غريب، لماذا؟ هل هو مشغول بشيء آخر؟
وائل: و ما أدراني انا يا امي!
ياسمين: طيب، لا تبالي بسؤالي.
وائل: يجدر بي المغادرة الآن.
ياسمين: حسنا، وداعا.
قبلها قائلا : وداعا.
ثم رحل تاركا اياها تفكر " كمال لا ينشغل عن عمله ابدا و لم يحدث ان غاب عن اجتماع مهما كان الامر، هناك خطب ما...اخشى انه وجد ماهر...آخ ذلك الاحمق لما هاتفه مغلق منذ البارحة..."
اعتذر عن التأخير اعزائي،صدقا انا ابذل ما بوسعي لانشر ما تبقى من الرواية لكن انا مشغولة قليلا للاسف...على كل تسعدني متابعتكم و شكرا :).
أنت تقرأ
الإنتقام ( لعبة الحب)
Romanceما الذي يدفع المرء لبناء حياته على الكره و الحقد و يجره إلى الإنتقام غير إحساسه بالظلم؟ قصة تروي إنتقام فتاة شابة من العائلة التي دمرت حياتها. -لمعرفة المزيد قم بقراءة القصة و أتمنى ان تستمتع.