فصل 51

1.1K 43 13
                                    

منزل سالي
بعد عودة الجميع إلى البيت، أخذت سالي تجمع الفيديوهات لتسلمها إلى ياسمين...و هي تجمعها مكتئبة لان كل الأدلة التي معها ستضيع من يدها إقتربت منها أمل و قالت:
آسفة لأنك ٱضطررت للقيام بهذه التضحية لأجل إبني.
سالي: لا عليك.
أمل: لا يمكنني أن أمضي لحظة واحدة بدونه، أشعر ان قلبي يحترق الآن عليه.
سالي: أتفهم شعورك،  أنت أم و الأم لا يهمها في هذه الحياة شيئا قدر سلامة أبنائها....كما أن أمجد يهمني أيضا و لا يمكنني أن أسمح بأن يتأذى طفلا بريء بسبب حقدي، لست أنانية لهذه الدرجة.
أمل: أشكرك فعلا، أمجد ٱختطف بسبب خطأي أنا لكن أنت شهامة منك ستنقذيه من أيدي تلك المتوحشة التي انقذت نفسها و عائلتها بإختطاف إبني.
سالي: لا تقلقي، ما زال لدي إحساس أن الأمر بيني و بينها لم ينتهي بعد.
و بينما هما يتحدثان دخلا عليهما اشرف و كريم.
كريم: كيف حالك الآن يا أمل؟
أمل: لن تتحسن حالي حتى آخذ إبني بين أحضاني.
كريم: لا تقلقي كلها ساعات قليلة و تسترجعيه.
أمل: أعلم.
أشرف: سالي، رافقيني للحظة رجاء.
سالي: حسنا يا عمي.
بعد أن رافقته للخارج توقفا للحديث.
أشرف: لا يمكنني رؤيتك حزينة لهذه الدرجة.
سالي: أشعر الآن ان ياسمين قد هزمتني.
أشرف: أنت أقوى منها بكثير لا يمكن ان تهزمك.
سالي: ما من فائدة من هذا الكلام الآن.
أشرف: بالطبع هنالك فائدة، أنت يا إبنتي فتاة ذو قلب طيب جدا و غيرك لم يكن يضحي بكل هذه الأدلة لينقذ طفلا غريبا عنه.
سالي: عادي، أتمنى ان يرجع لأمه بسلام.
  أشرف: أتمنى ذلك أيضا، و تذكري دوما يا ما رقصت على جثث الأسود الكلاب.
سالي: أنت محق تماما.
بعد مرور ساعتين.
كانت سالي قد إستعدت لتسليم الأدلة و كذلك ماهر لياسمين، لكن قبل أن تغادر البيت دق شخص ما على الباب، فتحت و إذ بها تجد نور تحمل بيدها حقيبة سفر على ما يبدو.
سالي: نور! ما الذي أتى بك إلى هنا؟
نور: أ يمكنني الدخول أولا.
تنحت سالي جانبا قائلة:طبعا، ادخلي.
دخلت نور و هي تحمل حقيبتها، ثم قالت:
أعرف مكان تواجد الطفل.
سالي: ماذا؟ أين؟
نور: لقد سمعت امي تتحدث في الهاتف و قد سجلت العنوان.
أخرجت ورقة صغيرة من جيبها و سلمتها لسالي ثم أضافت: إنه مسجل هنا.
سالي: أنا أستغرب الأمر و..
قاطعتها نور: أ لا ثتقين بي؟!
سالي: أنا لا أعرف، لماذا تفعلين هذا معي؟
نور: شعرت ان هذا هو الفعل الصواب لن ارضى ان ترتكب امي جريمة اخرى و أبقى صامتة...لقد مضت سنين و أنا كالشيطان الأخرس ارى أفعال أهلي و اتكتم عليها لكن اليوم طفح الكيل، أصبح ضميري يؤنبني كثيرا و اصبحت اشعر انني شريكة في جرائمهم..
صمتت قليلا و الدموع تنزل من عينيها ثم قالت: صحيح إنهم أهلي و أحبهم لكن هناك شيئا بداخلي يجبرني على الفرار بعيدا بدون عودة.... لذا جئت إلى هنا اخبرك بمكان الطفل قبل أن أسافر.
كانت سالي تستمع لكلامها و كذلك أشرف و أمل اللذان إستمعا إلى كلامها منذ البداية دون أن تشعر بهما، بعدما ان انهت كلامها احتضنتها سالي قائلة: شكرا كثيرا لك يا عزيزتي، ما فعلته الآن يتطلب قوة و شجاعة كبيرة.
نور: هذا أقل شيء يمكنني فعله.
تقدمت أمل نحوها، ارتبكت  نور و استعدت لمواجهتها.
نور: أمل، انا آسفة حقا...أعتذر منك عن كل أذى ألحقته عائلتي بك، خاصة وائل.. صدقيني لم يعد أخا بالنسبة لي و أتمنى فعلا ان يتعاقب على ما قام به.
بقت أمل ساكتة إلى ان وضع اشرف يده على كتفها قائلا: أرجو ان تسامحيها يا بنيتي.
أمل: برغم كل الأذى و الظلم الذي تعرضت له إلا اني اسامحك الآن لانه لا دخل لك في الموضوع، و اقدر فعلا محاولة مساعدتك إبني.
نور: شكرا لانك سامحتني، صدقيني هذا يعني لي الكثير...ليت سندس كانت هنا لاعتذر منها هي أيضا،فطيفها لا يفارقني في المنام..لقد كانت صديقتي لكنني خذلتها للأسف.
سالي: بحسب معرفتي لسندس فهي تسامحك بالتأكيد و لم تكن لك أي حقد في قلبها من قبل.
نور: اعرف، فقلبها طيب جدا و ابيض كالثلج.
سالي: هذا صحيح.
نور: علي المغادرة الآن قبل ان تجدني أمي.
سالي: حسنا، اشكرك فعلا يا نور و أتمنى ان تنسي الماضي الاسود و تغلقي ابوابه ورائك.
نور: سأحاول جاهدة لذلك.
أشرف: نور،  أنت فتاة صالحة فعلا و أسأل الله من أعماقي قلبي ان تسعدي بحياتك الجديدة.
نور: شكرا لك يا عمي.
أمل: اطلب منك ان تسامحي نفسك و تريحي ضميرك.
نور: لقد ارتحت بمجرد معرفة أنك سامحتني، هذا من طيبة قلبك.
أمل: لا عليك.
و هكذا ودعت نور الجميع و فرت بعيدا من منزلها و أهلها و قررت أن لا تعود أبدا، أما سالي فإتصلت بكريم و نسيم لتخبرهما ان الخطة  قد تغيرت.

الإنتقام ( لعبة الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن