الفصل الأول

164K 2.3K 100
                                    

  استيقظت ماتيلدا علي رنين هاتفها ..رفع
ت خصلاتها وهي تضع كفها الاخر علي فمها متثائبةورفعت الهاتف وأجابت دون رؤية ..فلا داعي للروؤية فهي لا تتحدث الي غيره
- الو
اتاها الصوت الرجولي علي الطرف الاخر
- ايه يا حياتي ..انتي لسه نايمة ؟
قالت بنعاس وهي تعتدل بالجلوس
- اه .. في حاجة ولا ايه ؟
استمعت للصوت بنبرة حانية
- اه يلا قومي صحصحي كده هاخدك نفطر بره
زمت شفتيها بضيق وقالت بتوسل هادئ
- ليه طيب ما مهرة هتحضر الفطار وهفطر في الجنينة يبقي كأنوا بره برده عشان خاطري بلاش خروج
اتاها الصوت حازم مدلل لها في نفس الوقت
- قوومي بلاش كسل نص ساعة وهبعتلك السواق
اغمضت عينها باستسلام وهي تقول
- حاضر !
نهضت ماتيلدا وأخذت حمامها المنعش وشرعت في إرتداء ثيابها والتي تكرها بشدة!! ..
كان الشئ الوحيد الذي يشعرها بالضيق ويجعلها تكره الخروج هو ملابسها !!
خرجت ماتيلدا بعد ان إنتهت وبالفعل وجدت السائق بانتظارها وأخذها ذهابا لزوجها ..بكر الديب

كان بكر الديب في التاسع والثلاثون من عمره ..رجل اعمال له اسمه الكبير والخطير !! ..
يمتلك ثروة لا تحصي لديه شركات للاصدرات والتصدير في جميع المنتجات والمجالات وبرغم الفارق العمري بينهم الا ان لا تستطيع فتاه مثلها رفض بكر الديب بجلالة قدره !!
ترجلت ماتيلدا من السيارة ووجدت بكر في انتظارها علي وجهه تلك الابتسامة المحبة لها !
سارت معه الي داخل المطعم الفاخر والذي لديه نصيب من شراكته ولكن ضئيل
جلست تنظر له بعد أن سحب لها المقعد
وقالت بابتسامة
- ايه سر السعادة دي كلها ؟!
قال بكر وهو يجلس هو الاخر ناظرا لها
- لا.. أولا انا دايما سعيد مدام حببتي قدام عنيا .. بس سعادتي زيادة عشان انا كلمت شريكي صاحب المطعم وهقنعه اني اخده كله
ابتسمت ماتيلدا بهدوء وقالت
- مش عارفة ليه انت متمسك بالمطعم دا كده !.. ماشي هو فخم جدا وكبير اوي بس بيتهيالي انت مش محتاج ارباحه كده بالنسبة للي عندك يعني
فقال بكر بعملية
- بصي يا حياتي انا مش عاوزه عشان الارباح ..لا انا عاوزة عشان انا بتفائل بيه اكبر صفقات في حياتي عملتها هنا تقريبا وبرتاح فيه نفسيا ..وعلي فكرة صاحبه برغم انه صغير في السن بس مش محتاجة برده وأكبر دليل انه مطعم من سلسلة كاملة اشتراها من فترة وهو بتاع استثمار وهشتريه منه ولو محتاجة اوي مكنش وافق اني ادخل بنسبة فيه حتي لوكانت صغيرة ..
هو بقاله بره اكتر من سنة حاليا لانه اشتري مطعم تاني بره من نفس السلسة دي وانا مكنتش عاوز اشتري من صاحب المطعم الاساسي وماصدقت ان في طرف جديد اشتري ودلوقتي اهه رجع وانا قررت ادق الحديد وهو سخن زي ما بيقوله واتكلمت معاه ..
برده عاوزك تبقي لطيفة معاه ..وتابع وهو ينظر لقائمة الطعام الزجاجية الراقية
- ها تحبي تطلبي ايه بقي قبل ما يجي معادنا معاه ..اطلبي اللي تتمنيه ..
انتي روحي اللي بتفائل بيها
ابتسمت ماتيلدا بهدوء وقامت بالنظر في قائمة الطعام حتي تختار
*************************************
وبعد عدة ساعات وقف بكر يرحب بحرارة بخالد وهو يعرفهم ببعض قائلا
- دا خالد الزياد صاحب المطاعم اللي حكتلك عنها ثم حول بصره لخالد وقال
- ودي ماتيلدا مراتي
نظرت ماتيلدا له ووضعت كفها داخل قبضته وقلبها يخفق بعنف غريب !!
ظلت نظرات خالد هادئة مناقضة لخفقان قلبه بين ضلوعه !!
وجلس بهدوء وبدؤا بالحديث عن الاعمال وغيرها ..
كانت ماتيلدا تنظر في جميع أنحاء المطعم محاولة تفادي عين هذا الرجل الغربية ..
تشعر بخفقان شديد ولا تعرف له سبب .!!
شردت وهي تفكر بمازن !!
أغمضت عينها تحاول تهدئة النبضات المتقافزة داخلها وفتحتها مرة اخري علي صوت زوجها بكر وهو يتحدث لها
في الواقع هي لم تستمع الي كلمة واحدة مما تحدث به ولكن حاولت الابتسام حتي لا تظهر كالبلهاء وبالطبع فشلت !
فقال بكر وهو يمسح علي ظهرها بحنان
- مالك يا روحي ؟ انتي كويسة ؟!
أومأت بإضطراب وهي تبتسم بمجاملة إبتسامة ظهرت مهزوزة ومضطربة بشدة
Crn
كان خالد ينظر لملامحها بهدوء ويتسائل داخله هل لفتته بجمالها الساحر ؟!
ألهذا قلبه ينبض بعنف!!
أغمض عينه بغضب وهو يجز علي أسنانه ويعنف نفسه ..
كيف يفكر بها هي ليست من حقه !
تذكر وقتها خديجة كانت الفتاه الاولي التي ينبض قلبه بطريقة غريبة لأجلها كان خالد يجزم أنها الاخيرة كما الاولي ولكن هاهو أمام اخري مختلفة تماما عنها و ينبض قلبه لها بدون وجه حق
إلتفت حوله وهو يتسائل داخله هل خديجة في المكان الأن لذلك يصطحبه هذا النبض ! ..
ولكن إن كان النبض بعيدا عن تلك الساحرة أمامه ..
لما ارتعش كفها الرقيق بين قبضته لقد شعرت اصابعه بنبض رسغها الشديد ؟!!! ..
تنهد داخله وهو ينظر لها.. يجزم انه يشعر بقلبها ويستمع الي نبضها !!
رفع بصره لها وجدها مضطربة بشدة ..ونظراتها حائرة متوترة !
قالت ماتيلدا لبكر أنها بخير حقا ولا يوجد شئ فقط شعرت بالدوار قليلا ..
نظرت نظرة خاطفة لخالد واصطدمت عينها بعينه وإزداد خفقان قلبها الغريب والغير مبرر حد الألم!!
فأغمضت عينها سريعا ونظرت لبكر والذي أتي صوته وكأنه بعيدا عندما سمعته يقول لها
- لا انتي مش كويسة مالك ياروحي ؟!
نفت برأسها بحركة ضعيفة وهي تتمني من بكر ان يصمت تشعر بأن كل سؤال منه عن حالتها يزيد من اضطرابها أمام هذا الرجل المريب
قام بكر بطلب مشروب لها ونهض عندما رن هاتفه بعد أن إستأذن من خالد فلديه مكالمة هامة !
نظرت ماتيلدا أرضا باضطراب وهي تشعر بنظرات ذلك الرجل المخترقة لها بشدة
رفعت عينها له وجدته ينظر لها بطريقة غريبة تزيد من نبضها بقوة !!
إبتلعت ريقها وقالت بنبرة قوية متعصبة خرجت مهتزة
- في حاجة؟!
أجابها بهدوء وهي تري بسمة غريبة علي جانب ثغره رغم عدم ابتسامه !
- لا مفيش .. ليه بتسالي ؟
قالت بتوتر وعصبية مفرطة وقد بدأ وجهها بالاحمرار من شدة الاضطراب
- أصلك بتبصلي يعني وكأن في حاجة بنا ابتسم خالد ببرود وقال ما لم تتوقعه
- قلبك ماله ؟!
إتسعت عينها وإزداد تنفسها وهي تنظر له بذهول!
ولم تجب فقط حولت بصرها عنه تحاول الهدوء !
أتي بكر وهو يعتذر مرة اخري من خالد فقال خالد له أن لا عليه وأنه سيذهب الأن فلديه عمل ..
كما أن مدام ماتيلدا تبدو ليست علي ما يرام فليتأجل اللقاء لمرة أخري !
نهض بكر بإبتسامة وودع خالد كما فعلت ماتيلدا ولكن بمجرد ما وضعت كفها بين قبضته تلك المرة كان مرتعشا باردا بشدة وكأن الحرارة قد غادرت جسدها بأكمله !
إبتسم خالد بهدوء وانطلق من هذا المكان مسرعا حتي يتخلص من هذا النبض !
جلس داخل سيارته وهو يفكر ما به... وما بها !
أغمض عينه وهو يتمني ظهور خديجة ..ابتسم بسخرية من حاله ..فلقد عاش علي أمل رؤيتها الي أن نسي حياته الشخصية .. هو يريد الزواج بذلك الشعور الغريب والذي كان يمتلكه لخديجة فقط ..فلم يؤمن بالحب قط ولا بالشعور مطلقا ولكن تجربته مع خديجة قلبت جميع موازين حياته وأصبح يبحث عنها في كل مكان ..
والأن وبعد عشر سنوات!..
حصل علي الشعور وشعر به مرة اخري ولكن مع زوجة بكر الديب!!
تنفس داخله حتي إن كانت غير متزوجة لم يكن ليتقرب منها هو يريد خديجة وفقط تلك الفتاه البريئة نفخ بضيق كيف لبكر أن يسمح لها بإرتداء ذلك الثوب العاري القصير ! الا يغار !
فجأة ضغط علي دواستة بنزينه وانطلق من هذا المكان عل قلبه يهدأ ولو قليل!! !
********************************  

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن