الفصل الرابع عشر

42.4K 1.4K 11
                                    

عدلت ملاك ملابسها باضطراب ونهضت فجأة وقد غفيت عن قدمها المجبرة من شدة توترها واحراجها
وبمجرد نهوضها حتي صرخة من الالم وترنحت لولا ذراع مروان التي جذبتها من مرفقها حتي لا تسقط
ابتلعت ريقها وملامح الالم ظاهرة بقوة علي محياها ورفعت كفها عن صدره وكأن الكهرباء اصابتها ونظرت له بذعر لا تعلم بماذا كانت تُحلم وما سمعه !!
إعتدلت تتنفس بقوة وقالت باحراج شديد
- انا اسفة والله كنت فاكراك في الشغل وانت مش بتكون نايم واستاذ مازن كمان واعت هنا عشان ..
قاطعها بهدوء فهو يعلم احراجها منه ومن رؤيته لها هكذا
- هشش اهدي خلاص مفيش حاجة انا فاهم كل اللي عاوزة تقوليه وبعدين ايه حضرتك واستاذ مازن دي مش انتي زي مرام يبقي تقولي مروان ومازن عادي وبعدين اعدي بقي عشان رجلك
ابتلعت ريقها ونظرت ارضا وللمقعد خلفها وجلست مرة اخري فاتجه هو الي زر النور واضاء الغرفة
وارتمي بجسده دفعة واحدة علي الاريكة كعادته وقال
- اومال فين ماما ومرام متعرفيش
نفت برأسها وقالت بخفوت
- مش عارفة هم فين انا صحيت من شوية وطلعت ملقتهمش وكنت فاكراكوا في الشغل
ابتسم مروان بخبث وهو يفرك عينيه ويمسد بينهم اعلي انفه يحاول التخلص من الصداع
- امم وانتي طلعتي عارفة مواعدنا لا برافوا
ابتسمت باحراج وقالت
- لا والله بس انا عارفة انكوا دايما في الشغل ومكنتش اعرف انكوا نايمين
اعتدل بجلسته واستند بمرفقيه علي فخذه وقال
- لا احنا مش نايمين مازن في الشغل عادي انا اللي جيت النهاردة الساعة اتنين كده وكنت تعبان اتغديت ونمت وعارف انك متعرفيش لانك اتغديتي في اوضتك النهاردة فخلاص بقي مفيش داعي للاحراج دا كله
أومأت برأسها بهدوء له دون حديث فقط ظلت تنظر لقدميها
ابتسم وهو يحول بصره عنها فلكم يعشق اخلاقها وهدوئها حتي تصرفاتها الصغيرة تلفته بشدة
- قوليلي يا ملاك صحيح انتي مش بتفتكري اي حاجة عن حياتك القديمة
فركت اصابعها وهي تنظر لهم وقالت بتوتر
- لا لسه انا اسفة اني تقلت عليكوا بس انا مش فاكرة
قطب مروان بين حاجبيه وقال
- متقوليش كده ايه تقلت عليكوا دي هو انتي اعدة علي قلبنا يابنتي وبعدين انا اللي لازم اعيش اتأسف لاني السبب في الحادثة وانا اللي ضيعتلك حياتك وضيعتك من اهلك اهه
نفت برأسها سريعاً وقالت
- لالا متقلقش متتأسفش .. وقطعت حديثها وهي تفرك بعصبية باصابعها
ضيق مروان عينيه وقال وهو ينظر لها بإستغراب
- ملاك انتي افتكرتي انتي مين ؟!
قطع حديثهم علي صوت انفتاح الباب نهض مروان كما نهضت هي بتوتر فدلفت مني ومرام للغرفة وجلسوا
نظر لها باستغراب وقال وهو ينقل نظراته بينهم يشعر وكأن مرام كانت تبكي
- في ايه ياماما ؟! .. انتوا كنتوا فين ؟!
فكت مني حجابها ووضعت الدبابيس وهي تجيبه دون النظر له
- مفيش يا مروان احنا كنا عند جيرانا وخلاص
رفع حاجبه وقال بعصبية
- جيرانا !! .. جيرانا مين بقي ؟!.. ومرام مالها معيطة ليه
نظرت له مني وقالت بحزم
- ما خلاص يا مروان
نهض فجأة واقترب من مرام بعصبية وامسكها من ذراعها قائلاً
- كنتوا عند طنط ميرفت صح ؟! .. ومالك يامرام بتعيطي ليه ؟
ازداد بكاء مرام فجأة مما زاد من غضبه
نهضت ملاك باضطراب شديد وهي لا تعرف ما حدث ولا تفهم شئ
ولكن اسلوب مروان مخيف مما جعلها تتذكر اسلوب شخص تعرفه جيدا !!
فلتت مرام من يده واتجهت لغرفتها وهي تبكي مما زاد من غضبه اكثر وعصبيته
ووقف يصرخ بوالدتها عملك حاجة ابنها صح وديني لوريه
نهضت مني مسرعة وامسكته من ذراعه
- اهدي يا مروان الولد مش واعي ..دا مدمن يعني مش حاسس
ابتلعت ملاك ريقها بخوف وقلق وهي تعلم ان نزول مروان في تلك الحالة سيسبب المتاعب
اتجهت للباب بتوتر ..هي لا تعرف شئ ولكن فقط ماتعرفه هو وجود مدمن ومن الواضح انه اذي السيدة مني ومرام
قال مروان بعصبية ونفاذ صبر وهو يفلت ذراعه من والدته
- والله والله لوريه شغله ايه اللي حصل اوعي يكون مد ايده عليكي ولا علي مرام
وهتف بقوة وجنون
- قولي يا ماما حصل ايه وتابع بصراخ مخيف مرام تعالي هنا قولي عملك ايه
اتجه للباب فصرخت مني بملاك
- ملاك شيلي المفتاح بسرعة
اقترب مروان منها وقال بعصبية
- هاتي المفتاح ياملاك
نفت ملاك برأسها باضطراب شديد وهي تخبئ المفتاح خلفها
فقال بنفاذ صبر وصراخ بوجهها لاول مرة
- بقولك هاتي الزفت ووسعي
بكت فجأة واقتربت منه مني تحاول تهدئته
- طب اهدي بس والله هحكيلك بس اسمعني
التفت لها وهو يزعق بهم
- انا قايلك متنزليش ليهم عشان ابنها ال*** وانتي برده نزلتي وانا مش هعد اتفرج لما امي تطلعلي فيها حاجة واختي معيطة عشان واحد زبالة زي دا ولا يسوا
بكت ملاك بشدة وهي تنفض رأسها وقالت ببكاء
- والنبي خلاص بتقولك مدمن يعني مش حاسس والنبي اهدي خلاص
التفت لها وقال بضيق
- طيب هاتي المفتاح عشان متنرفذونيش انا كده كده هنزله
صرخت به مني
- انا مش هقف اتفرج عليك عشان تنزل تقتله ولا يقتلك
قلتلك مش في وعيه خلاص ربنا يهديه وانا نزلت عشان سمعت صويت ميرفت
اسأل مرام كانت بتستنجد وانا خفت عليها يامروان
قال لها بصراخ وغضب
- يبقي تصحيني يا ماما مش تنزلي وتاخدي مرام
مسحت علي ذراعه ليهدأ وقالت
- انا اسفة يا حبيبي مش هدخل تاني اهدي عشان خاطري والله ما قادرة
شرد قليلا وقال بهدوء غريب !!
- خلاص مش هنزل تعالي اعدي واحكيلي ايه اللي حصل واهدي ..
اتجه للأريكة وقال
- تعالي اعدي يا ماما واهدي وانتي ياملاك تعالي اعدي عشان رجلك
وقفت مني تنظر له بريبة واستغراب واقتربت واخذت المفتاح من ملاك وجلست
وقف ينظر لها بهدوء شديد ثم حول بصره لملاك قائلاً
- تعالي اعدي عشان رجلك بقولك وخلي المفتاح معاكي يا ماما براحتك خلاص قلتلك مش نازل
جلست ملاك بهدوء ومسحت دموعها وظلت تنظر ارضاً
نظر مروان لوالدته قائلاً
- ها احكيلي بقي
زمت مني شفتيها وقالت بهدوء
- انا سمعت صويت ونزلت وخت مرام معايا لقيته بيضرب ميرفت عشان عاوز الفلوس بتاعت جهاز اخته وانت عارف يامروان ملهمش راجل وهو مبهدلهم وانا نزلت علي عياطها وصويتها والله
وحاولت احوش عنها بس منه لله مسك مرام وهدد انه هيقتلها لو مدنالوش الفلوس قامت ميرفت ياعيني دخلت جابتله فلوس اخته وخدها وادي البنت نصيبها راح ومش هتتجهز بسببه
جز مروان علي اسنانه وهو يقبض كفه بعصبيه
لاحظت ملاك تشنجات وجهه وعضلاته هبطت ببصرها علي كف يده وقد اصبح اصفر من كثر انقباضه
وكأن الدم قد هرب منه
نظرت لمني وهي تترجاها بنظراتها ان تكف عن الحديث فهي لا تريد اختبار ومشاهدة نوبة غضب اخري له يكفي ما حدث
والتقطت مني نظراتها وانهت الحديث مسرعة وهي تقول
- ربنا يهديه بقي خلاص وانا مليش دعوة بيهم
أومأ لها ببرود ونهض فجأة واتجه لغرفته !
تبادلت النظرات مع ملاك باستغراب ودهشة
***************************************
خبط مازن علي المكتب وهو ينفخ بضيق بعد أن علم بدعوة بكر له في العين السخنة
طلب سكرتيرته وعندما أتت قال لها بعصبية
- يعني ايه الاجتماع الخاص بمطعم دينير يتعمل في السخنة وانا معرفش
ابتلعت ريقها وقالت بهدوء
- والله يافندم بكر باشا هو اللي حضر كل شئ وقالي ان حضرتك عارف وانا تابعت معاه لانه شريك حضرتك بالنص وحضرتك مديله صلاحية وكنت فاكرة حضرتك تعرف ففكرتك بالمعاد بس
امسك هاتفه وقام بالاتصال وهو يشير لها بأن تخرج
أجابه بكر بترحيب شديد
- خالد باشا ..ازيك عامل ايه ؟ عاش من سمع صوتك ياراجل
اجابه خالد ببرود
– انا تمام ليه موقولتيش علي اجتماع السخنة
- انا توقعتك عارف بس متقلقش انا مجهز كل حاجة والفكرة جتلي عشان العملاء هيكونوا هناك وكمان حبيت نريح دماغنا اسبوع كده وقلت بالمرة نسافر نغير جو
بس لو عندك اي مشاكل اغير المعاد شوف انت براحتك
مسح مازن علي خصلاته بنفاذ صبر قائلاً بهدوء
- لا خلاص تغيرله ليه بقي ملهوش لزمة ان شاء الله علي معادنا بكرة بس لما يبقي في تغيرات زي كده ابقي عرفني قبلها بنفسك ..
- تمام ولا يهمك اشوفك علي خير بكرة ان شاء الله
اغلق مازن الهاتف بضيق شديد
هو يحاول الابتعاد عنها وعنهم وعن تلك الحياه والعلاقة القذرة باكملها ففي النهاية هي لا تخصه حتي وإن كان قلبها يخصه ولكنها متزوجة ولا يصح الا الصحيح !
قام بطلب عدة ارقام وعندما اجابه الطرف الاخر قال
- تمام يا حازم بكرة هنكون في السخنة وهو اللي مظبط الاجتماع يعني ممكن يكون ليه غرض تاني غيره !.. تمام ان شاء الله هبعت التفاصيل في مسج
و الشاليه بتاعه هناك كمان زي ما انت عارف
وانا خلصت موضوع السفرية رامي شريكي هيطلعها وعرفته ان اسمي مينفعش يتحرك ولا يلفت الانتباه لاني اضطريت وهو جهز نفسه خلاص !!
***********************************

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن