الفصل السادس والاربعون

40.9K 1.4K 16
                                    

     قال حازم بعصبية لمازن خد بقي الخبر الحلو ياعريس
- بكر هو اللي كان خاطف ماتيلدا !!!!!
تسمر مازن بصدمة وهو ينظر له وكأنه لم يستوعب بعد !
فقال حازم وهو يجلس أعلي مكتبه
- عارف دا معناه إيه ؟!
وأكمل وهو يتلاعب بقلمه
معناه حاجة من إتنين .. يا إما بكر ليه هدف في توقيف الشحنة وشوشرة علي الايطاليان
يا إما بكر كان عاوز الفلوس ودا معناه إنه عارف بحبك ليها !!
ودا معناه إن كارتك إتحرق وبكر وقعك !!
قال مازن نافياً
- لالا معتقدش هو كلمني عادي والنهاردة هنتقابل وبعدين دا كشف ورقه قدامي
علي الأقل بقيت أعرف كل أماكنه بره مصر والمكاتب بتاعته
ثم تابع ومازال الذهول مسيطر عليه
- بس إزاي كان خاطفها إنت مشفتش حالته !!
فقال حازم بهدوء وتفكير
- نحدد موقفه بعد إجتماعك معاه .. تخلص معاه وتكلمني نأمن الدنيا ونتقابل !
*************************************
إرتدت مرام ملابسها بعد أن أغلقت الهاتف مع أكرم الباكي بندم علي الهاتف
وخرجت بهدوء حتي لا يشعر بها أحد !
تنفست بضيق عندما وصلت أسفل شقة أخيه المُسافر
وتذكرت حديثها معه فلكم توسلت له ليأخذ تلك الشقة مقابل شقته
حتي تسكن قريب من أهلها ولكنه رفض رفضاً قاطعاً رغم خلوها !
صعدت إليه وضغطت زر الجرس بهدوء
فتح أكرم الباب وبمجرد رؤيتها حتي جذبها بقوة لحضنه قائلاً بإشتياق
- كنت عارف إني مش ههون عليكي .. كنت عارف إنك بتحبيني وهتيجي !
إبتلعت ريقها تحاول التغلب علي الرعشة المصاحبة لها وإبتعدت عنه بهدوء دالفة للداخل
أغلق أكرم الباب وتوجه خلفها مستغرباً هدوئها !
بينما أخذت هي شهيقاً قوياً تستمد القوة من كلمات مازن وقد قررت المواجهة وقالت بهدوء
- أنا عاوزة أطلق يا أكرم !
نظر لها بصدمة وذهول وقال بعدم تصديق
- نعم !!
أجابته بهدوء
- زي ما سمعت كل شئ قسمة ونصيب وأنا وإنت متفقناش
نظر لها مقطب الجبين وقال بعصبية عندما إقترب منها قابضاً فوق معصمها بحدة
- ودا بقي كلام البيه مازن ولا البيه التاني !
أفلتت ذراعها منه بقوة وقالت بضيق
- متتكلمش عنهم كده !
أمسكها مرة أخري ولكن أقوي هاتفاً بها
- لا .. دا إنتي إتعملك غسيل مخ بقي !
دفعته وقد بدأت بالإنهيار صارخة به
- محدش عملي حاجة غيرك ..
إنت .. إنت اللي أذتني يا أكرم أنا حبيتك وإخترتك وفضلتك عن الكل وإنت عملت إيه ها ؟ ..
إنت إغتصبتني وبهدلتني يا أكرم ضمرتني !
صرخ بها بقوة وعصبية
- أنا مغتصبتكيش أنا حبيتك ودي طريقتي إنتي اللي عيلة ومستحملتيش
قالت ببكاء وهي تنظر له ولكم كرهت هذا الوصف منه
- تمام أنا عيلة يا أكرم ومستحملتش وعشان كده عاوزة أطلق
نظر لها بعصبية وجذبها إليه فجأة فإصطدمت بصدره
وأخر ما سمعته كان صرخته بحبه لها قبل أن يقبلها بكل عنف وحدة مخيفة مخرجاً بها كل غضبه !!
دفعته بإرتعاش وهي تتحسس شفتيها بصدمة وقد شُقت من أسنانه الحادة !
وإرتفعت عينها إليه عندما قال بعصبية
- محدش هيلمسك غيري يا مرام إنتي بتاعتي !
وبمجرد ما لاحظت إقترابه مرة أخري بنظرات مخيفة حتي تراجعت للخلف قائلة بتوسل وبكاء وقد بدأ ضعفها وهستيريتها بالظهور مرة أخري
- لا يا أكرم أنا مش عاوزة إنت كده هتأذيني
لكنه ظل يقترب هاتفاً بوحشة
- بالعكس أنا هفكرك باللي كان بنا ودا حقي !!
صرخت وهي تهرب جرياً منه دالفة لإحدي الغرف بقلق مغلقة الباب بالمفتاح الداخلي وقالت بذعر وإرتعاش
- أكرم سبني أمشي .. متخذلنيش تاني عشان خاطري أنا تعبانة ..
وخلاص بلاش طلاق إتعالج ونرجع !
فصرخ بها بصوت مخيف من الخارج وهو يحاول فتح الباب
- أنا مش مريض يا مرام دي طريقتي إنتي اللي غبية وتافهة .. وهتف بقوة
- إفتحي البااااااب ..!!
إنتفضت مرام وأخرجت هاتفها من حقيبتها ببكاء وقامت بالإتصال بمازن تستنجد به !!
قال أكرم من الخارج بعصبية
- أهو اللي بتعمليه دا شغل عيال والباب أنا هفتحه بالمفتاح الاحتياطي !
أنهي حديثه متوجهاً للمطبخ أتياً بمعلقة ذهبية ليسقط المفتاح الداخلي ويفتح بالاخر !!
صرخت مرام بالهاتف فمازن لا يجيب وقام بالإتصال بمروان وهي تبكي
وبمجرد ما أجابها حتي صرخت ببكاء وذعر
- إلحقني يا مروان أكرم هيغتصبني أنا عنده في شقة أخوه أنا خ....
صرخت بذعر عندما سقط الهاتف وهي تسقط أرضاً عندما دفعها أكرم هاتفاً بعصبية
- شوفتي إنك غبية بقي..
وأنا مش هطلقك يامرام ومحدش هياخد الحاجة اللي كانت بتاعتي
فقالت مرام ببكاء وصراخ عندما جذبها من قدمها
- لا يا أكرم فوق .. والنبي أنا أسفة .. أنا أسفة خلاااااص !!
خرج مروان مسرعاً وهو يستمع لصراخ مرام وتعنيف أكرم فإصطدم بسلمي والتي سقطت أرضاً بذعر
فقال بصوت مرتفع متجهاً للخارج
- مرام عند أكرم !!
شهقت سلمي بذعر وهي تنظر لباب الشقة المفتوح بعد خروج مروان
ونهضت ترتجف بقلق لا تفهم شئ وعندما إتصلت بمروان وجدته مشغولاً
فأعادة الإتصال ولكن بمازن فلم يأتيها رد !!
******************************************
كان مروان يطرق الباب بقوة وهو يهتف بعصبية
- إفتح يا أكرم .. وديني لو قربتلها لقتلك !!
وبدأ بدفع الباب بقوة وصراخ تجمع الجيران علي أثره بذهول
بينما قال أحدهم محاولاً تهدئته
- يا أستاذ صاحب الشقة دي مسافر ومفيهاش حد والباب مستحيل يتفتح بالزق
هتف به مروان بعصبية يشعر بالجنون من شدة قلقه علي أخته
- أختي جوا ..أختي جواااا .. وتابع بصراخ
- إفتح يا أكرم !!!
صعد البواب بقلق يرفع عبائته قائلاً بسرعة ليهدأ ذلك الرجل
- إهدي يا بيه أنا معايا مفتاح إحتياطي من صاحب الشقة لأنه مبيجيش فلازم ..
لم يكمل عندما قاطعه مروان ملتقطاً من المفتاح وفتح الباب راكضاً للداخل وخلفه الجيران المذهولين !!
وعندما دلف للغرفة وجد أكرم يعتدي عليها بالفعل تحت صراخها وإستنجادها !!!
رفعه عنها مسدداً له لكمة واخري واخري !
كان يضربه وكأن شياطين الكون أمامه .. تخرج المسبات منه بصوت مخيف ووعيد !
سقط أكرم أرضا ولم يستطع التنفس حتي جذبه مروان بين قدميه مائلاً عليه يلكمه كمن ينفض مرتبة هوائية!!
حاول الجيران إبعاده ولكنه كان كالثور الهائج وينال كل من يقربه دَفعه قوية
بينما جلست مرام تضم ركبتيها إلي صدرها تحاول إخفاء جسدها بذعر وهي تبكي وتصرخ بإنهيار
كان أكرم قد فقد وعيه تحت ضربات مروان القوية المتتالية بسرعة
ورغم ذلك لم يتوقف مروان عن الضرب وكأنه مغيب بالفعل !
إلي أن أمسكه عدة رجال من الجيران إحداهم البواب عندما أمسك بالمزهرية يريد قتله بها
لا يستمع غير صراخها في الهاتف وذعرها وإستنجادها !!
إبتعد مروان يلهث بعنف وألم وهو ينفض نفسه من بينهم عندما أمسكوه بالقوة فسقطت المزهرية متهشة أرضا ً
وبمجرد ما رأي مرام الجالسة علي تلك الحالة إتجه لها بقلق شديد
جلس أرضا يضمها يحاول إخفاء جسدها عن الجميع
كما تمسكت هي به تحاول الإختباء تنتفض بقوة مخيفة
حينها صرخ مروان بالجميع
- إطلعوا بره..
وتابع عندما وجدهم علي نفس حالتهم
- خلاص مش هقربله أنا هحبسه الكلب دا وديني لربيه !
خرج الرجال بالفعل دون النظر لها منهم من يستغفر
ومنهم من يشعر بالذهول والصدمة فالفتاه كانت علي بعد لحظات من ضياعها !
إبتعد مروان عنها يتفقد وجهها وهو يسأل بقلق
- حاسه بحاجة نروح مستشفي ؟! .. إغتصبك ؟!
نظرت له بصمت ترتجف فبدأ بلملمة ملابسها الممزقة وقام بخلع قميصه وألبسها إياه
وبدأ بغلق الأزرار وهو يتفحصها فلا تصدر أي من ردات الفعل !
شعر بالقلق من أن تصاب بالصدمة أو الإكتئاب أو أياً من مشاكل فقدان النطق
وسألها بصراخ وخوف
- مرام إنطقي عملك حاجة ؟!
كانت تنظر لأكرم بذعر تهتز بل تنتفض دون إرادتها
فصفعها بقوة حتي تفيق وبالفعل صرخت أثر صفعته وهي تصرخ
إستنجاداً به كما كانت تفعل وكأنه لم يصل !!
ضمها لصدره بقوة وهو يهدأها
- متخافيش بس .. بس أنا هنا متخافيش خلاص ..بس
نهض بها وبمجرد ما وقف حتي إنتفضت تشعر بعدم قدرتها علي الحركة فتمسكت بذراعه الداعم لها
هنا دلفت إمرأة من الجيران تحمل إزدالاً للصلاة وأخفضت بصرها للأسفل
بمجرد رؤية مروان علي تلك الحالة فلا يرتدي غير البنطال فقط !
أخده منها مروان مسرعاً وإقترب يلبسه لمرام ولكن توقف علي صرخت المرأة
- البنت بتنزف !!!
نظر لمرام فوجد الدماء تسيل فوق قدميها !!!!!
***************************************
وقف مازن أعلي البناية المرتفعة يعبث الهواء الطلق بملابسه وشعره
إلي أن إستدار علي صوت بكر المرحب خلفه
- أهلا خالد باشا
نظر له يحاول سبر أغواره وقال بهدوء
- أهلا يا بكر بيه ..
ثم تابع بتساؤل وهو ينظر حوله للمكان
- إيه التجمع الغريب دا حد يسيب مكتب الشركة ويطلع علي السطح !
..............................
وفجأة شعر بخفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !!
فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير
وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !
بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء
فكانت كالملائكة بخصلاتها الذهبية المتطايرة حول وجهها الابيض الرقيق
وتغير كل شئ عندما إلتقطت عينه الثاقبة عينها الدامعة !!
إعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !!
يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله
غامت عينه وتحولت نظراته للقسوة
يشعر بنبضها ..
يشعر بعينها ورسائلها الصامتة ..
يشعر بها !!
بينما إبتلعت ماتيلدا ريقها وهي تنظر له بخوف تري عروقه النافرة النابضة !..
تتلقي عينها رسائله الغاضبة ونظراته المشتعلة !
تشعر بنبضه داخل صدرها بقوة !..
تشعر بقبضته تؤلمها وكأنها ممسكة بها! ..
تشعر بكل شئ .. تشعر به !!
وتوقف الشعور والحديث الصامت عندما قال بكر بسخرية
- تعالي يا ماتيلدا ياحياتي ما خلاص عرف إن أنا اللي كنت خاطفك !!
************************************** ;mso-bidi-langu3|{

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن