الفصل الثالث عشر

45.1K 1.4K 22
                                    

قال كمال وهو ينظر لها بهدوء
- انتي كويسة متقلقيش و الرضوض والكسور اللي في جسمك دي هتخف بإذن الله وانا هتابع حالتك بنفسي إن شاء الله بس احنا محتاجين بيانات عشان نوصل لاهلك لان انتي مكنش معاكي حاجة
تنفست بعمق وهي تنظر لهم وقالت
- انا .. انا .. انا مش عارفة انا مين !!
اتسعت عين مازن واقترب منها اكثر وهو يسألها
- يعني ايه مش عارفة ؟!..
- اسمك ايه ؟
ابتلعت ريقها وقالت بتعب وصوت هزيل
- مش فاكرة ... مش عارفة حاجة مش عارفة !
تبادل كمال ومازن النظرات بين صدمة ودهشة
فقال مروان بقلق وهو ينتقل بنظراته بينهم
- يعني ايه هي فقدت الذاكرة كده ولا ايه ؟!
حدجة مازن بنظرة قوية ونظر لكمال بنظرات يعرفها جيدا وخرج بعد ان أخذ مروان ********************************
إنحنت مُني وهي تضع صحن الحساء علي الطاولة المتحركة مع بقية الاطعمة وقامت بدفعها بهدوء الي الغرفة
طرقت الباب بهدوء ودلفت وعلي وجهها تلك البسمة المُشرقة التي لا تفارقها
بادلتها ملاك الابتسامة وقالت بعتاب
- حضرتك ليه بتتعبي نفسك انا خفيت خلاص وبتحرك
رفعت مني حاجبيها بعلامة رفض قائلة بحزم
- ممنوع .. مازن قال متتحركيش قبل اسبوعين كمان
زمت ملاك شفتيها وقالت بشكر
- انا مش عارفة اشكركوا ازاي والله يعني بقالي أكتر من شهرين عندكوا ومزهقتوش مني وكويسين معايا
ضحكت مني وقالت
- وهتفضلي علي طول عندنا ياروح قلبي انا خلاص معتبرة انك بنتي زي مرام والله انا بس زعلانة علي اهلك اللي لسه مش عارفين نوصلهم اكيد قلبهم محروق عليكي
ابتسمت ملاك بحزن وقالت بهدوء
- ربنا يعينهم
جلست مني علي جانب الفراش وأخذت احدي الصحون وهي تضع به المعلقة لتطعمها
فقالت ملاك برجاء
- لا عشان خاطري سيبيني اكل لوحدي انا بعرف والله احرك ايدي اهه وكفايا تعب حضرتك معايا
حدجتها مني بقوة وقالت وهي تضيق عينها
- افتحي بؤك احسنلك بدل ما اجيبلك مرام الزنانة وانتي عارفاها وعارفة زنها اكيد اتعودتي
ضحكت ملاك بشدة
- لالا خلاص اكليني بلاش مرام والنبي
فجأة إنفتح الباب ودلفت مرام وهي تقول
- اممم بتتكلموا عليا يا نماميين ليه
رفعت مني حاجبيها دهشة وقالت بجدية مصتنعة
- اتلمي ياحمارة هو انا صاحبتك دا انا امك
مطت مرام شفتيها وقالت بطفولية
- ياسلام ما انتو بتنموا عليا وبعدين انا اقصد ملاك مش انتي ياماما
ضحكت كلا من مني وملاك وقالت مني
- سلامة النظر ياقلبي ملاك يعني شخص يبقي مش نماميين وبعدين بطلي رغي تعالي اعدي اكليها علي ما اشوف اخواتك زمانهم جايين
جلست مرام مكان والدتها وهمست لملاك بشئ ضحك الاثنين عليه وعندما اغلقت والدتها باب الغرفة حتي انفجرتا ضحك وقالت ملاك
- والله مامتك دي عسل جدا وعلي فكرة هي عارفة انك مقولتيش حاجة وبتعملي كده قال يعني بنم عليها
قالت مرام من وسط ضحكاتها
- ياشيخة متفهميش ايه حب البيت دا في الترزيل والترخيم علي الست دي
شردت ملاك وهي تتمني اسرة كتلك اسرة هادئة حنونة بسيطة
فاقت من شرودها علي صوت مرام
- ايه ياحجة انتي سافرتي الهند وانتي اعدة ولا ايه
ابتسمت ملاك لها بهدوء فقالت مرام
- طيب انتي مزهقتيش من الاعدة دي بقي خليني اقنع ماما ونخرج ايه رايك
نفت ملاك برأسها وقالت بحب
- لالا مش عاوزة اخرج انا بحب البيت هنا اوي سبيني كده
مطت مرام شفتيها وهي تتابع بينما تحرك الطعام بالمعلقة
- انتي فعلا فقر والله انا كنت عارفة ان اسم ملاك دا مش مناسبلك
ضحكت ملاك وقالت بتساؤل
- هو صحيح اشمعني ملاك ؟!
اجابتها مرام وكأنها سوف تقول معلومات ثمينة
- بصي انا جدتي كان اسمها ملاك وبعدين احنا هنا امراطورية ميم يعني مازن ومروان ومني ومرام اهه وبابا الله يرحمه كان اسمه محمد كمان فاكيد هتبقي انتي ملاك في الاخر
أومأت لها وقالت بابتسامة
- بس حلو اسم ملاك انا حبيته
ضحكت مرام بشدة وقالت
- تعرفي كنت بتحايل عليهم نسميكي شكيرا والله وكأن جبنا نونو جديد
ومر الوقت بين ضحكاتهم وهدوئهم وشرودهم!!
*******************************
ارتمي مروان بجسده دفعة واحدة علي الكرسي للصالون وهو يقول بتعب وارهاق
- اه يا ماما جعان موت ونفسي انام الاتنين والله
قالت مني بشماتة بصوت مرتفع حتي يصل اليه وهي تضع الاطباق بترتيب علي الطاولة بالغرفة المقابلة له
- تستاهل والله عشان تفضل كده ومتسمعش كلامي لحد ما الشغل هياكل صحتكوا
أغمض عينيه وقال بخفوت
- بس يا ماما بس ياحببتي حطي الاكل بقولك جعاان
فتح عينه بعد لحظات علي صوت والدته تدعوه للطعام
نهض ببطئ وجلس وهو يقول بدهشة لمازن
- انت جيت امتي انا محستش
قالت مني بضيق
- اكيد مش هتحس لانك نمت علي نفسك انت بقالك نص ساعة نايم
رفع مروان حاجبه دهشة وقال بصدمة
- قولي والله
ابتسم مازن بهدوء وقال
- والله .. كل بقي امك قطمتني كل ونام مفيش شغل
ضحك مروان وقال بمداعبة
- يا حببتي يا مصر .. انا بحبك والله
ثم نظر حوله عندما اقبلت مرام عليهم وقال
- اومال فين ملاك هي مش هتاكل ولا ايه
سحبت مرام الكرسي الخاص بها وهي تجيبه
- لا ملاك كلت خلاص هي تعبانة شوية وماما عملتلها اكل مسلوق وشوربة وكلت عشان معاد الدوا قبلنا
نظر لوالدته وسأل بقلق
- تعبانة مالها ؟! ..عندها ايه ؟!
اجابته مني بخبث وهي تأكل
- متقلقتش ياحنين دا برد بس وهتبقي كويسة انا مخلية بالي منها
ثم شردت قليلاً وأكملت بحنان
- تعرفوا ياولاد البنت دي صعبانة عليا اوي بحسها حزينة مش عارفة ليه واخلاقها جميلة ومؤدبة اوي وهادية كده تخيل انها متمسكة بحجابها عشان من ساعة الحادثة وهي عارفة انها كانت بحجاب
ابتسم مروان وقال
- اومال لو شفتيها اول ما بدأت تحس وتفوق اعدت تعيط لما لقت شعرها باين وهدومها مقطعة من الحادثة
كل دا عشان شفناها انا ومازن والدكاترة وكده ساعتها احترمتها جدا وكبرت بنظري اوي
ضيق مازن عينيه وقال بنبرة عابثة
- اممم وايه كمان ياحبيبي
ضحك مروان بشدة وبدأ بطعامه مرة اخري وهو يقول ؟
- اتلم يا مازن وبطل حركاتك ها .. وبعدين خلينا واضحين ايه يعني لما اعجب بيها
قطب مازن بين حاجبيه وهو يجيبه بسخرية
- عشان ببساطة مينفعش احنا معرفش البنت ولا نعرف اهلها ممكن تكون مخطوبة وممكن متجوزة كمان ويمكن ويمكن احنا منعرفش حاجة لسه
أومأ مروان وهو يمط شفتيه بضيق يعلم ان اخيه محق ولكن لا يريد التفكير بفكرة زواجها او ارتباطها !
*********************************
جلس مازن يتابع اعماله علي جهازه المحمول وشرد وهو يفكر بخديجة يتمني رؤيتها باي شكل كان
ظل يفكر ما به ليشعر هكذا ..كان مندهش بشعوره بخديجة بشدة حتي عندما كانت معه في المواصلات شعر بها بشدة دون ان يراها او يعرف عنها شئ فقط نبض قلبه وهو يشعر انها خلفه الان واصاب !
كيف ذلك مرت اعوام وهو يسأل نفسه كيف استطاع الشعور بها والان اختلت الموازين عندما شعر باخري ونفس قوة الشعور !!
اغمض عينه وهو يمسح علي وجهه يشعر انه سيصاب الجنون فحالته غريبة ولا يستطيع تفسيرها وما قرأه خيالي ولا يستطيع تصديقه كيف يحدث ترابط وصلة قوية بين اثنين هكذا !
ابتسم بسخرية عندما تذكر كلام احدي الاطباء عن حالته
(احنا مش قادرين نفسر حالة شعور بعض التؤام ببعض لحد الان ولا حالة شعور بعض الامهات بانقباض القلب او التعب وقت حدوث الكارثة فعلا لاطفالها او زوجها .. ورغم ان حالة الشعور القوية بينكوا تخطت كل دا بس موجودة ولكن في حالات نادرة جدا لكن بنقابلها ساعات وكل ما هتقرب من الشخصية دي الشعور هيقوي زي تجاذب المغناطيسات كده فمتستغربش
ولكن حافظ علي الشخصية دي عشان احنا بنعتبر الناس دي اتخلقت لبعض ! )
****************************
قام بكر بتجهيز كل شئ للسفر للعين السخنة ليريح رأسه
استند بظهره علي الكرسي الجلدي الخاص به في احدي اركان غرفته وقام باشعال سجارته
خرجت ماتيلدا بعد فترة من الباب الداخلي للغرفه وسعلت بشدة من كثرة الدخان بالغرفة
اتجهت للنافذة وقامت بفتحها وهي تقول باختناق
- ايه دا يا بكر كنت فتحت حتي البلكونة ..الاوضة خنقة جدا
قام بإطفاء سجارته وهو ينظر لها بطريقة غريبة هائمة
وفجأة نهض واقترب منها حتي حاوطها من ظهرها
انتفضت ماتيلدا فجأة وهي تبتعد عنه وقالت بعصبية
- في ايه يابكر انت عارف انه مينفعش
نفخ بضيق شديد وقال بعصبية
- انا زهقت من عاداتك وتقاليدك دي
اجابته بضيق من تصرفاته
- دي مش عادات وتقاليد دا واقع وانت فاهمني كويس وعارف انه مينفعش
ابتعد بكر وهو يسب كل شئ واول السب اصاب نرمين بالتاكيد
قال وهو يتجه للمرحاض
- جهزي نفسك احنا مسافرين السخنة بكرة
قالت بدهشة فهي لم تكن علي معرفة بالامر مسبقا
- فجأة كده ؟! .. ومسافرين لوحدنا ولا ايه النظام بقي ؟
اجابها ببرود
- المفروض لوحدنا بس انا قررت انها تبقي اسرية وعازم صحابي
نفخت بضيق وتذمر وقالت بغضب
- اوف بقي انا مش عاوزة احضر اجتماعتكوا دي يابكر لوسمحت ملهاش لزمة السفرية
التفت لها وقال بهدوء
- انا .. انا بس ياماتيلدا اللي احدد ايه اللي ليه لزمة وايه اللي ملوش خليكي فاهمة دا كويس
وبعدين انا مش بضيقك انتي عارفة اللي فيها !!
اقترب منها وهو يتأملها ويتابع حديثه
- انا بحبك يا ماتيلدا بالعكس بعشقك وانتي عارفة دا كويس برده فملوش لزمة الكلام دا
انهي حديثه ودلف للمرحاض واغلق الباب بهدوء
جلست ماتيلدا باختناق علي الفراش تفكر بقلق كيف ستقابل خالد مرة اخري وفي حضور اصدقاء بكر مما يعني في حضور اسوء ملابسها كيف ستتجنب الخلافات معه فلا تستطيع عصيان بكر
تفخت بضيق وهي تشعر برغبة شديدة بالبكاء !
****************************
نهض مروان من فراشه يشعر بصداع شديد أخذ هاتفه من علي الكومودينوا جانبه ونظر للساعة وجدها الحادي عشر مساءاً قطب بين حاجبيه قلد مر الوقت دون شعور نهض بتعب وهو ينفخ بضيق فهو لا يحب النوم كثيرا يشعر بالدوار بسببه كما يشعر الان
نهض وارتدي بلوزة خفيفة علي بنطاله القطني الواسع وخرج
وجد الانوار مطفئة فدلف لغرفة المعيشة وهو يفرك رأسه مغمضا عينه ويقول بصوت يبدوا عليه اثر النوم
- ياااه محدش صحاني ليه ياجماعة انا بتعب من النوم الكتير وانتو عارفين
ضيق عينه فيبدوا ان الشقة فارغة ولا يوجد احد
ولكنه تسمر فجأة وهو يراها جالسة علي الكرسي مستندة برأسها علي الجانب ونائمة !
اقترب بهدوء يحاول ايقاظها هامساً بخفوت
- ملاك ..ملاك
تحركت حركة بسيطة وهي تتمتم وتنتفض انتفاضة بسيطة
- خلاص سبني عشان خاطري انا معملتش حاجة والله
قبض قلبه بشدة وهو يستمع لكلماتها ونظر حوله متسائلاً اين الجميع
اقترب منها ووقف علي مسافة منها ونده عليها بخفوت حتي لا تفزع
ووفجأة فتحت عينها باضطراب ونظرت له بفزع وزعر وهدأت نظراتها فجأة وكأنها استوعبت الواقع !
ابتلعت ريقها وهي تراه يبتعد ويبتسم لها بهدوء قائلاً
- ايه يابنتي كانوا بيعذبوكي ولا ايه
تنفست بسرعة وعدلت حجابها بتوتر شديد منه وهي لا تعلم كيف غفت دون شعور هكذا
عدلت ملابسها باضطراب ونهضت فجأة وقد غفيت عن قدمها المجبرة من شدة توترها واحراجها
وبمجرد نهوضها حتي صرخة من الالم وترنحت لولا ذراع مروان
*********************************

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن