نظرت مرام له بيأس وقالت بخفوت مرتجف
- طيب في زميل ليا في الكلية عاوز يتقدملي
فهم مقصدها سريعاً وغامت عينه بنظرات غاضبة تعرفها جيداً !
ابتلعت ريقها بتوتر بالغ وقالت وهي تنظرا ارضاً متجنبة لنظراته المخيفة
- هو عاوز يجي يتقدم وانا مرتحاله وهو مرتاحلي
انهت كلماتها الاخيرة بخفوت شديد خوفاً من بطشه
غرز أصابعه داخل خصلاته قائلاً بقوة
- وانتي بقي ضمناه ؟! اصل واضح انك موافقة يعني
ابتلعت ريقها مرة اخري وقالت بقلق
- مش موافقة بس يعني بقول يجي يتقدم مدام عاوز
قال بهدوء اخافها بشدة وهي تعرف معني كلماته جيدا
- تمام .. خليه ينورنا يامرام بكرة الساعة 8 حلو كده !
نهض فجأة وهو ينظر لوالته الا تتحدث اليها في الموضوع مرة اخري وقال وهو يتجه للغرفة
- هريح شوية عندي شغل كمان شوية
دلفت مرام للغرفة بعد فترة وقامت بطلب عدة ارقام قائلة بخوف عندما اتاها الصوت الرجولي علي الجهة الاخري
- ازيك يا أكرم أنا مرام
نهض أكرم وقال بلهفة
- مرام حببتي ازيك انا مش عارف اوصلك خالص وخايف احاول أسببلك أذية
أجابته بتوتر وإضطراب
- انا قلت لاهلي انك هتيجي تتقدم زي ما كنت طالب مني قبل كده
واخويا هيستناك الساعة 8 بليل بكرة
هو كان هيقابلك في مكتبه زي ما بيعمل مع اي حد بس انا بينت اني موافقة عليك شوية عشان تيجي ونقرأ فاتحة لان كان هيتقدملي عريس وانا رفضت ودا اللي فتح الموضوع
قال أكرم مسرعا
- تمام ياحياتي متقلقيش انا هاجي بكرة والامور كلها هتبقي تمام متخافيش
اغلقت مرام الهاتف وجلست علي طرف الفراش تبكي لا تعلم السبب ولكن تعرف انها اخطأت بمكالمته الان
بعد ان وعدت مازن واعطاها ثقته ولكن ليس امامها خيار فهذا حبها
وهي لا تريد اضاعته والزواج التقليدي الذي يكون دائما مصيره الفشل !!
*******************************
جلس مراد في مكتبه يشعر بالحزن الشديد بعد أن أبلغه مازن الرفض علي طلبه منذ ايام
ليس هذا فقط فاليوم علم بخطبتها لاخر
كم كان يحبها بشدة لم يراها الا عدة مرات قليلة ولكنها خطفت قلبه دون ارادته وتعلق بها
وقريبا ستصبح ملك غيره !
نفخ بضيق وهو يفتح احدي الملفات امامه بشرود لا يستطيع العمل ولا التركيز بشئ ولكن حمد ربه أن مازن لا يأتي للعمل منذ أشهر فكان الرفض عن طريق الهاتف
رفع رأسه علي صوت الحذاء العالي والذي يطرق الارض قريباً منه فوجد زميلته داليا في المكتب تجلس علي مكتبها وهي تنظر له نظرات لا يخطئها رجل تظهر كم تريده وتحبه !
ابتسم لها ابتسامه هادئة ونظر مرة اخري للملف بيده
يحاول العمل حتي يمر الوقت دون ان يظل تحت افكاره المتفرسه له دون رحمه
**********************
قالت مني بسعادة لسعادة ابنتها
- مبروك ياوردتي اخيراً كبرتي وبقيتي عروسة خلاص
ابتسمت مرام بفرحة فمازن ومروان وافقوا علي الزواج بعد عناء واقناع بكل طرف منهم
اقتربت ملاك وقالت بحنان وسعادة
- المفروض تشوفي ايه ناقصك وننزل نجيبه مش فاضل الا شهر والفستان كمان بيكون عاوز وقت
قالت مني بسعادة وراحة وهي تجلس
- مرام جاهزة من كله ياملوكة والحاجات اللي فاضلة هتيجي في يوم
والفستان مازن صمم يجيبوا من بره وقالها تختار بس الشكل ثم نظرت لمرام وقالت بداعبة
- مفيش دلع أكتر من كده أظن
بس عارفة يا مرام انتوا استعجلتوا يعني شهر خطوبة قليل برده
جلست مرام جانب والدتها وهي تقبل وجنتها وقالت بسعادة كبيرة
- ياماما ياحببتي مش بالوقت انا وأكرم متفاهمين وهو بيحبني اوي وحنين جدا
ومدام هو جاهز خلاص ملوش لزمة الوقت وبعدين انا مصدقت اقنعت مازن ومروان
متقوليش كده والنبي ليقلبوا دا أكرم هيجري يحجز القاعة عشان خايف يرجعوا في كلامهم
قطع حديثها رنين الهاتف فنظرت لشاشته وجدته أكرم
اقتربت من النافذة وتحدث بصوت خافت
- الو
قال أكرم وهو يخرج من سيارته
- ايوة ياروحي بصي انا اتفقت مع ناس معرفة عشان نظبط امور القاعة وكل حاجة
بصراحة انا مش قابل هدية مازن في الفرح لان حياتي وروح قلبي انا اللي اسعدها واجبلها
المهم كل شئ تمام متقلقيش بقي
ابتسمت بسعادة وهي تحمد ربها كثيرا فاخيراً أصبحت من نصيب حبيبها والذي طلاما تمنته منذ ان رأته أثناء تواجده في الجامعة فأكرم أخ صديقة لها ويكبرها بتسع سنوات تقريباً ولكن تعلق ببرائتها وعفويتها
منذ ان رأها لاول مرة وأقسم أن تصبح ملكه كما قال لها
وكبرت بنظره اكثر واكثر عندما امتنعت عن حديثه بالهاتف خوفاً من اخيها برغم قلقه واشتياقه لها
فهذا منافي لتربيتها واخلاقها
قالت بخفوت وصوت مُحب
- ربنا يخليك ياأكرم ..انا عارفة انك هسعدني وهكون معاك فوق السما والله
ضحك أكرم بقوة وقال وهو يستند علي سيارته
- يلا كلمتين كمان عشان أعيط منك في الشارع ها يلا كملي
ضحكت بحرج وهي تقول
- خلاص لا .. هقفل بقي
فقال بصوت عميق مس شعورها بقوة
- متخيلة انك هتبقي مراتي بعد أيام بس حتي لو كانوا كتير وهتبقي في بيتي متخيلة يامرمورتي
ضحكت بخفوت ضحكتها الساحرة وقالت بتحذير
- بس يا أكرم احنا اتفقنا علي ايه بقي لما نكتب الكتاب هبقي اسمعك يلا باي دلوقتي
أغلقت الهاتف وهي تضمه لصدرها بسعادة متمتمة بكلمات شكر نابعة من داخلها
*****************************
جلست ماتيلدا علي الاريكة
ورفعت قدميها الي صدرها وهي تستمع الي صوت صرخات نرمين القاتلة بالغرفة
فبكر يضربها بوحشة كبيرة رفعت رأسها علي هتاف شهيرة بها
- ادخلي وحاولي تهديه يا ماتيلدا دا ممكن يقتلها
قالت من وسط دموعها واضطرابها الشديد
- هددني هيضربني لو فضلت أخبط علي الباب واخليه يفتحه
قالت شهيرة بعصبية وبكاء
- بكر مش بيضربك لازم تساعديني انا عارفة ان نرمين غلطانة وهي اللي استفذته بموضوع زمان
بس برده احنا لازم نساعدها قومي معايا عشان خاطري
نهضت ماتيلدا باضطراب تخشي موتها فمرة طالتها يده ومرة سقطت من فوق الدرج وكادت ان تفقد حياتها ومرة ومرة ومرة ولا تنتهي المرات مدامت نرمين وبكر في مكان واحد !
اقتربت من الباب وبدأت بالطرق وهي تتوسله مرة اخري وانفتح الباب فجأة
وظلت نرمين مكومة كالجنين علي الارض تنتحب والدماء تخفي ملامحها
دلفت ماتيلدا مسرعة وخلفها شهيرة اليها تشعر بالصدمة فلم يتحكموا به تلك المرة عندما دفع الجميع مدخلً نرمين للغرفة وغالقاً لبابها من الداخل
جثت ماتيلدا علي ركبتيها وهي تتفحص نرمين بينما خرج بكر وهو لا يري اي منهم فقط مازال يستمع كلمات نرمين والتي القتها عليه منذ قليل عندما فتحت سيرة زوجها ووالده
ظلت ماتيلدا تحاول اسعافها وهي تتفقدها ولكن فجأة تسمرت عندما دفعها بكر بعنف
فاستندت بمرفقيها علي الارضية وهي تنظر له بذعر
فكان يقوم بلف حبل سميك يبدوا أنه اتي به من الخارج من احدي الستائر المعلقة
شهقت شهيرة وهي تصرخ به بجنون
- انت اتجننت هتعمل ايه ؟!!
دفعها بقوة ولم يجيبها بل بدء بلف الحبل حول عنق نرمين وكأنه لا يسمع ولا يري
فقط يتمتم بصوت مخيف
- انا هوريكي انا راجل ولا لا
نهضت ماتيلدا وقد بدأت تستوعب ما يحدث
فبكر يقتل نرمين خنقا !!
صرخت بذعر وهي تجذبه من كتفيه وتصرخ بعنف عل احداً ينجدهم وأمسكت بالحبل حتي تحوله عن عنق نرمين بينما تضربه شهيرة وهي تسبه ولكنه قام بدفع الاثنين بعنف وهو يسب باقذح الالفاظ علي الجميع صرخت ماتيلدا وهي تنهض مرة اخري وتتمسك به
حينها دلف الخدم علي الصراخ المخيف منهم وانقض عليه الطباخين ليجذبوه ولسانه لا يتوقف عن السباب والتهديد بالرفد ولكن ماتيلدا شجعتهم وهي تأمرهم بصراخ وبكاء بجذبه
تحاول نزع نرمين من بين براثنه والتي بدأ بالاختناق وبدأت عينها تتحول للابيض فركل بعنف ميصبً ماتيلدا والتي سقطت علي الارض وهي تصرخ ألم من جمبها
وجزع مما يحدث وعندما استطاع الخدم جذبه نهضت شهيرة وهي تدفعه معهم خارج الغرفة واغلقت الباب خلفهم بالدفع وبمساعدة احدي الخادمات والتي ظلت بالداخل واغلقوا بالمفتاح حتي لا يدلف لهم مرة اخري إلتفتت شهيرة وجلست جانب نرمين وهي تهتف بها أن تفيق ولكن دون جدوي
بينما اخرجت ماتيلدا هاتفها وهي تقوم بطلب مازن عله يستطيع مساعدتهم فيبدو طبيب !!
لا تعرف كيف ولكنه يعلم الكثير تنفست بإختناق عندما اتاها صوته الهادئ فقالت ببكاء ونبرة مرتعبة
- خالد تعالي حالا بكر كان هيقتل نرمين لازم تساعدها عشان خاطري
نهض مازن مسرعاً من فوق مقعد مكتبه وقال بقلق
- مش فاهم حاجة يقتلها ازاي وانتي كويسة ؟!! في ايه؟
قالت ببكاء شديد وهي تنظر لنرمين الفاقدة للوعي والشعور تنزف من انفها بغزارة
- انا كويسة تعالي عشان نرمين بتموت ياخالد
واكملت كلماتها باضطراب حتي خرجت الحروف متقطعة من ضيق تنفسها وبكائها
- بكر ض ..ضربها وكان هيقتلها تعالي بتنزف ياخالد تعالي بسرعة
قال مازن مهدئاً لها وقد بدأ يستوعب بعد إن إطمئن عليها
- اهدي واسمعيني اوعي تعرفي حد اني دكتور سمعاني !!
انا هجيب دكتور واجي ركزي ياماتيلدا ومتخافيش انا جاي ياحببتي!
أومأت ماتيلدا بشرود وخوف وانزلت الهاتف متجهة لنرمين تشعر بالفزع من تورم نصف وجهها الايسر بينما لا تتوقف انفها وفمها عن النزيف وقد ترك الحبل طوق احمر بشدة أعلي عنقها
شهقت ببكاء وهي تجلس جانب نرمين تهمس لها ببكاء انها ستكون بخير فقط تتحمل قليلاً
**************************
وصلت سيارة مازن ومعه صديقه كمال وخرج منها مسرعاً متجهاً لاعلي بعد أن دلته احدي الخادمات انهم بالطابق العلوي وعن خروج بكر من القصر
وعندما وصلوا طرق الباب فصرخت شهيرة بعنف
- امشي يا بكر نرمين لو جرالها حاجة انا مش هسامحك سامع
فأتاهم صوت مازن هادئ مطمئن
- انا خالد افتحوا الباب انا معايا دكتور
نهضت شهيرة مسرعة وفتحت له الباب فدلف يبحث عنها وخلفه كمال مسرعاً
اقترب كمال من نرمين وقام بقياس النبض من رسغها
ثم فتح حقيبته السوداء وهو يقول لماتيلدا الجالسة جانبها
- ابعدي يامدام ماتيلدا انا هكشف عليها ان شاء الله خير متخافيش في نبض
نهضت ماتيلدا بوهن وهي تشعر بالصدمة مما حدث ومن هذه الاحداث المخيفة بينما خلعت شهيرة حذائها العالي وجلست جانب نرمين علي الجانب الاخر تنظر لها باكية تتمني أن تنجو
كان مازن يتابع ماتيلدا وهي تقف مترنحة مذعورة واقترب منها بهدوء ولكن ما أن لمس ذراعها حتي إنتفضت وهي تنظر له بذعر شديد
أغمض عينه لها مطمئناً فلا داعي لذعرها فهي الان بأمان
هدأت نظراتها بالفعل بمجرد التفاتها ورؤيتها له وحولت نظراتها مرة اخري لنرمين
فقال بخفوت جانب اذنها حتي يهدئها
- متخافيش هتبقي كويسة اهدي خلاص انا هنا محدش هيقربلك ولا حتي هيقربلها
ابتلعت ريقها وهي تشعر بالدوار وبألم ينحر جانبها فركلة بكر كانت قوية
وضعت يدها علي جانبها لتتفقده وشعرت بالذعر وهي تري اصابعها ملوثة بالدماء فجرحها ينزف
حمدت ربها أن ثوبها اسود اللون لم يظهر الدماء وهالها فكرة أن تكشف الان ويعلم بكر انها مجروحة
ويأخذها مشفي فيعلم أن الجرح مُقضب !
ابتلعت ريقها تحاول عدم التفكير في معرفة بكر وهي تتنفس قدر المستطاع متأكدة بأنه سيقتلها كما كان يفعل مع نرمين
فكم شعرت بالصدمة حينما رأته هكذا يستطيع القتل بدمٍ بارد ومن !! ..قتل اخته !
لم تشعر بميلها للخلف دون شعور من دورانها الا عندما شعرت بذراع خالد وهو يجذبها قائلاً بقلق
- انتي مش كويسة تعالي اعدي
ابتعدت عنه كالملسوعة تخشي رؤية بكر لها رغم تأكدها من أن الباب موصد الان
ولكن لا تفكر فقط تخاف بشدة من الاتي
نظر لها مازن مقطب الجبين فما بها .. لما تخافه الان ؟!
بينما أخفضت بصرها عنه وهي تنظر للأرض والتي بدأت بالدوران بشدة
فاقتربت من احدي المقاعد وجلست ببطئ !
ظل ينظر لها بغرابة فما بها ثم تنفس ورفع يده يمسح فوق خصلاته يحاول الهدوء
ولكنه صُدم وهو يري كفه ملوث بالدماء ومعصم قميصه الرمادي !!
إرتفعت عينه لها فجأة !
فهو لم يقترب من نرمين بل لم يقترب من أحدً غيرها !!
اتسعت عينه فالان علم سبب ذعرها فيبدوا ان جرحها قد فُتح وتنزف!!
**********************************
![](https://img.wattpad.com/cover/126840097-288-k667791.jpg)
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...