قال مازن لبكر بهدوء شديد وابتسامة مزيفة
- تمام يلا نمضي
امضي في خانته وامضي بكر في خانته وظلت الخانة الثالثة فارغة الي أن تسمر مازن وهو يري الاوراق تحول الي ماتيلدا امامه وقد امسكت القلم وخطت امضتها !!
شعر بالصدمة وتجمدت نظراته فوق يدها الرقيقة التي تخط التوقيع الثالث بثبات !!
فماتيلدا الشريك الاجنبي !!!!
شعر مازن بضيق انفاسه وهو ينظر لها لا يصدق
فما حدث لا يدل الا علي شئ واحد وهو تورط ماتيلدا حد النخاع مع بكر ونهايته مرتبطة بنهايتها!
ومضي الوقت دون شعور منه بشئ وكأنه مغيب
مازال مصدوم يحاول التعامل ولكن لا يستطيع تحويل نظراته عنها
كيف ماتيلدا !!
الان العقوبة الاكبر عليها فهي الاساس
والشرطة والسلطات المصرية منتظرة منه معرفة الشريك الثاني !!
اغمض عينه يفكر بإرهاق وألم هل سيسلمها !ّ ..
هل ستكون نهايتها علي يده !
هل مهمته الان أصبحت تسليم قلبه !!وبعد مرور الساعات ثقيلة وكأنها أعوام من الحديث واثارة بكر الكبيرة لاخذتلك الصفقة والتي انتظرها كثيراً بينما كانت ماتيلدا تشعر بالقلق الشديد عليهفيبدو ليس بخير
حاولت النظر له او سؤاله ولكن لا تستطيعحتي لا يشعر بكر
ابتلعت ريقها بإضطراب فيبوا عليه الشحوب والتعب !
نهض بكر ووضع المشروب داخل كأسه وهو يدلي بإنجازاته ومشروعاته وصمت عندما دلفتالسكرتيرة متوترة لتخبره شئ !!
وتوتر بشدة وهو يتحدث معها بالايطالية وسرعان ما استأذن بقلق وكأن الدنيا تحترقبالخارج وخرج مسرعاً
رفعت ماتيلدا نظراتها لمازن تشعر وكأنه لا يري برغم نظره لها
شعرت بثقل نبضاتها بطريقة غريبة
رفعت اصابعها فوق صدرها موضع قلبها وهيتنظر له تشعر به يتألم !!
وهمست بقلق
- خالد !
لم يجيبها بشئ حتي نظراته لم تتحرك او تتغير وكأنه لم يسمعها
ابتلعت ريقها وقالت بخفوت وقلق
- خالد !.. مالك ؟ ..
حينها فقط اغمض عينه لحظة يشعر بالدوار يهاجمه
لا يعرف هل هو صدمة ام تعب من ثقل مهمته الحالية
حينها نهضت ماتيلدا بارتعاش من مقعدها وهي تنظر للباب قلقة من حضور بكر
ولكنها تشعر وكأنه ليس علي ما يرام
اقتربت منه ووضعت كفها المرتعش فوق كتفه هامسة بقلق شديد
- مالك ؟ حاسس بايه ؟
فتح عينه علي لمستها يشعر بضخ قلبه القوي ودورا الغرفة
ابتلع ريقه بصعوبة يصدح داخله سؤال
- هل مهمته الان اصبحت تسليمها وأذيتها ؟!
انحنت عليه حتي يشعر وهي تسأله بخفوت وصل له مشوشاً
- خالد مالك في ايه ؟
نظر لها عندما جذبت مقعده المتحرك بقوة فتحرك نصف دائرة حتي اصبحمواجه لها
وسألته بنبرة مرتفعه حتي يفيق
بينما تحركت اصابعها الباردة لا ارادياً تمسح قطرات العرق البارد اعلي جبهته
- خالد رد عليا حاسس بايه قلبك بيوجعك ؟!
حاول التنفس بقوة لا يعلم هل يضيق تنفسه من شعوره بها !
ام من الم قلبه ام من صدمته ام من ماذا !!
انتفضت ماتيلدا فجأة بفزع علي رنين هاتفها وهي تنظر للباب وكأنها قد غفت عن مكانهموحضور بكر
تحركت من امامها بينما حاول هو اغماض عينه بقوة وفتحها مرة اخري يريد الخروج منهنا
امسكت هاتفها واتتها نبرة بكر القلقة
- ماتيلدا اسف ياحببتي بس خلي السواق يرجعك مع خالد علي الاوتيل تولاندوا روزجيرعمل حركة *** معايا وانا مكنتش معرفه اني في ايطاليا بس متقلقيش هسيطر علي الوضعتمام اطلعي وامشي انتي
اغلقت ماتيلدا الهاتف ونظرت لخالد والذي يزداد شحوب وجهه وتعرقه بينما تتحركاصابعه حول رابطة عنقه ترخيها حتي يتنفس
اقتربت منه بقلق ومسحت فوق خصلاته وجبهته وهي تقول متفحصة له
- انت مش عارف تتنفس ؟ .. حاسس بايه تعالي نروح مستشفي
رفع بصره لها وهالها رؤية احمرار عينيه وكأنه يختنق حقاً
تسارع تنفسها وجلست القرفصاء امامه وهي تحل رابطة عنقه مسرعه ثم قامت بفتح اولازرار وهي تهتف به بصوت وصل له خافته رغم ارتفاع نبرته
- اتنفس ياخالد .. قولي اعملك ايه مش انت دكتور قولي أعمل ايه ؟
ابعدها بوهن مستديراً بمقعده واستند بمرفقيه اعلي الطاولة ممسكاً رأسه
وكأن يريد ان يوقف الدوار المداهمله
مسحت ماتيلدا فوق ظهره وهي تنحني جانبهقائلة بنبرة اقرب للبكاء
- انا خايفة مش عارفة اعملك ايه ؟ قولي مالك ياخالد ..
قولي اعمل ايه اساعدك ازاي ؟
رفع رأسه ناظراً لها بضياع وقال بنبرةخرجت مجهدة مصدومة
- انتي الشريك السري ! انتي اللي بتهربي كل الشحن دا ؟!
أومأت له ببكاء وهي تقول بقلق
- عشان خاطري متفكرش في حاجة دلوقتي انت مش كويس انا اول مرة اشوفك كده
قال بضياع وجهد ما جعلها تتسمر مكانها بصدمة
- انا مع الشرطة والمفروض أسلمك !!!
همست بعد لحظات من صدمتها
- شرطة !
أومأ لها وبدأ يسعل يحاول التنفس بقوة وتابع بخفوت
- اطلبي عصير او اي حاجة مسكرة
فاقت من شرودها أو بالاحري من صدمتها علي كلماته البطيئة
واتجهت للهاتف وهي تبكي لتطلب كما قاله
وبعد فترة قليلة وضع مازن الكأس من يده وهو ينظر لاعلي يحاول استنشاق اكبر قدر منالهواء
فقالت وهي تتفحصه بقلق ممسكة بكفه بينما كفها يرتعس بطريقة واضحة
- حاسس بإيه بقيت كويس ؟!
أومأ لها بصمت ولم يسحب يديه من بين اصابعها الباردة
فقط ظل ينظر لها لدقائق مرت كساعات وقال ببحة
- خايفة ؟!
تحركت حدقتها باضطراب لا تعرف ماذا تشعر لكنه شعر بخوفها
كما يشعر بنبضاتها المتسارعة داخل صدره !!
ونهض ببطئ حتي شعر بثبات المكان من حوله
بينما نهضت هي مسرعة عندما رأته ينهض وهي تقف امامه قائلة بقلق متمسكة بسترته
- عاوز ايه قولي ؟ .. قمت ليه انت مش دايخ ؟
ابتلع ريقه وهو ينظر لها وقال بهدوء
- انا كويس .. يلا نتحرك عشان بكر
أومأت له بتوتر وهي تتفحصه بقلق واخذت حقيبته واتبعته للخارج
تدعوا داخلها ان يكون حقاً بخير ولا يصيبهشئ
*********************************************
كانت جالسة داخل الشرفة شاردة لا تصدق ان تلك نهايتها لقد تضمرت تماماً
فاقت من شرودها علي حركة بكر فدلفت للداخل وجدته يحل رابطة عنقه ملقياً بها ارضاًبعصبية وضيق
فقالت بتوتر وهي تنظر له
- في ايه يابكر ؟
رفع عينه لها وقال بغضب وغل شديد
- تولاندوا روزجير وقعلي الشحنة اللي طالعة علي اسبانيا واتسلمت ورجلتي راحت فيها
بس وديني ما هرحمه ويا انا يا هو
انا ضربتله شحنة كبيرة وكلها كام ساعة وتوصله المفاجأة عشان يعرف يتحداني
قالت بقلق شديد
- بس تولاندوا مش سهل يابكر وانت عارف دا كويس
قال بغل وهو يصرخ بها دون سيطرة
- وانا بكر الديب يا ماتيلدا ولا نسيتي ولو هو مش سهل فانا اصعب منه ويا انا يا هوفي السوق
ابتلعت ريقها وهي تبتعد خطوة للخلف وقالت بهدوء حتي تسيطر عليه
- خلاص تمام انت صح لازم يتحاسب وهو اللي غلط انه يتحداك
انا قلت كده عشان خايفة عليك منه بس انت ادرا بالطرق اللي المفروض نتعامل بيها
اهدي خلاص
هدأ بالفعل فجأة تحت وقع كلماتها الهادئة له وجلس علي حافة الفراش وهو يقول بضيق
- انا خسرت كتير اوي دي مليارات مش ملايين غير الرجالة اللي خسرتها
اقتربت منه وربتت علي كتفه قائلة بهدوء
- خلاص كل حاجة هتتعوض المهم انك كويس
نظر لها باحتياج ونظرة عاشقة وهمس
- انا بحبك اوي يا ماتيلدا اوي
اومأت له وقالت بتوتر ولكن خرجت كلماتها هادئة ثابته
- وانا .. وانا بحبك اوي
ابتلعت ريقها تدعوا ربها ان تمر الايام بخير
رغم ان مجرد ذكر اسم تولاندوا لا ينبأبالخير !!
*************************************وبعد يومين كان حازم غاضباً وهو يهتف بضيق
- يعني ايه ؟!
القي بالملف وهو يقول بعصبية لمازن
- يعني ايه مقابلتش الشريك التاني اومال كل اللي بنعمله دا ايه ؟
ثم اقترب منه وهو يضيق عينه قائلاً بتساؤل
- يعني ايه مقابلتش الشريك التاني يامازن فهمهاني دي ؟! ..
نظر له بقوة واجاب دون ان يرمش له جفن
- قابلته .. كده ارتحت؟!اتسعت عين حازم وقال ببلاهة
- نعم !
قال مازن وهو علي نفس هدوئه
- قابلته وهقولك مين بس ليا شرط دا لو عاوز تعرفهارتفع حاجبي حازم وقال وهو يحاول كتم غيظة
- انت اتجننت يامازن احنا صحاب من طفولتنا مفيش بنا شروط بكر دا واحد *** خاربها
احنا في مركب واحدة وحظك انك صاحب المطاعم اللي بكر بيحوم حوليها عشان عاوزهاقال مازن دون ان يرمش له جفن
- انا هسيب كل حاجة ياحازم مقابل الشرط دا
نظر له حازم باستغراب شديد وقال بنفاذ صبر
- شرط ايه ؟!
اجابه مازن بتركيز وبقوة لا تقبل الخضوع
- الشريك التاني مش هيتأذي !
تسمر حازم لحظة وفجأة انفجر ضاحكاً وقال بسخرية وهو لا يصدق ما سمعه للتو
- الشريك التاني ميتأذيش ازاي دا هو الراس الكبيرة
وهو اللي مدخل كل دا وهو اللي امضته بتختفي ومش عارفين نجيبه
دا هو راس كل حاجة وانا ممصدق امسكه هو بكر
ابتسم مازن وقال بسخرية
والشريك التاني واحد ملوش ذنب !
ازدادت نظرات حازم تركيز حتي يستوعب ما يقوله
فاكمل مازن بهدوء حازم
- الشريك التاني ماتيلدا ومش هتمس شعرة منها ياحازم سامعني !
شعرة واحدة مش هتمس !!
اتسعت عين حازم بصدمة وهتف
- ماتيلدا!!! مراته؟!
وضع مازن كفه فوق صدره يشعر بألم شديد داخله
وقال بعصبية وإختناق مصححاً
- طليقته مش مراته وانت مش هتأذيها و..
قطع حديثه رنين هاتفه فوجدها نرمين نفخ بضيق شديد والقي بالهاتف بغضب
فقال حازم وهو ينظر له متسائلاً
- مين ؟
اجابه وهو يضع رأسه بين راحتي كفيه بضيق وارهاق
- نرمين ! .. انا مبقتش طايق حد من العيلة دي
امسك حازم الهاتف مسرعاً وناوله له قائلاً بحدة
- لا ركز كده وخد رد بسرعة دي من اهم خيوطنا
نفخ مازن بضيق وهو يهتف به
- مش رادد خلاص تعبت
انا مكمل ياحازم عشان ماتيلدا انت مستوعب احنا وصلنا لفين ؟
قال حازم مهدئاً وهو يقول بتركيز عندما ارتفع الرنين مرة اخري
- اسمعني يا مازن هنفكر هنتصرف ازاي بس مينفعش متردش
متنساش ان مكالمة زي دي كشفت حاجات كتيرة ولا نسيت
قال مازن بضيق
- انت عارف ان ملهاش حل متتكلمش اي كلام انا مش عيل قدامك
اغمض حازم عينه وقال بهدوء
- طيب خد رد دلوقتي بس
تنهد مازن والتقط الهاتف منه واجاب
فاتاه صوت نرمين الباكي ضارباً صدره بقوة حتي لم يعد يشعر بالنبضات !!
- انا خايفة يا خالد بكر هيخلص علينا تعالي
نهض بتوتر قائلاً بقلق
- ليه في ايه ؟
اجابته ببكاء شديد
- مافيا ايطالية كانوا في القصر مسلحين و خدوا ماتيلدا
وهددوا انهم هياخدوا واحد ورا التاني ويقتلوه
انا خايفة ياخالد !!
لم يستمع لشئ من كلماتها وكأن حواسه قد توقفت كما سقط الهاتف من يده
الان فقط علم سبب ألم صدره وقلبه !***************************
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...