الفصل الثامن والثلاثون

41K 1.4K 16
                                    

    رفع مازن بصره لها بإرهاق فلم يذق للراحة طعم منذ الأمس بخلاف ما حدث
إبتلعت ماتيلدا ريقها بتوتر تحت نظراته الهادئة
وفجأة تصلبت بقوة عندي إستلقي واضعاً رأسه أعلي فخذيها قائلاً بإرهاق شديد
- امسحي علي شعري.. انا محتاجلك !!
خفق قلبها بقوة شديدة وتسارع تنفسها عندما شعرت به فتبدو حرارته مرتفعه
أغمضت عينها تتنفس بإضطراب وهي تنظر لرأسه وعينيه المغمضة فوق قدميها!!
إبتلعت ريقها بصعوبة مرة اخري وبعد عدة ثوانٍ إرتفع كفها البارد تمسح فوق خصلاته بتوتر وتردد
إلي أن إزدادت حركتها ثقة حتي بدأت أصابعها تلامس جبهته !
ظلت تنظر اليه بصمت تتأمل ملامحه تشعر بإرتخاء قسمات وجهه
شعرت بالشفقة عليه يبدو مُتعب وكأن جبال الارض فوق أكتافه!!
شعر مازن بإرتخاء شديد فكانت يديها بمثابة مخدر يسري داخل عروقه
إبتلع ريقه بصعوبة يريد أن يشعر ببعض الراحة
مازال يتألم بل يشعر بإنكساره كلما تذكر منظر مرام أمامه وصراخها المؤلم يصدح داخل قلبه
لم يشعر بالعجز كما شعر أمس وهي بين ذراعيه
لن يستطع أحد فهم شعوره فمرام ليست اخته فقط بل طفلته المدللة ..جوهرته الثمينة ..قطعة من روحه
إبتلع ريقه كشفرات حادة تمزقه يعلم ما فعله أكرم
فأي رجل يستطيع فهم ما حدث معها جيداً
يفكر كثيراً كيف تحملت فمرام رقيقة للغاية لا تتحمل
يعلم الان كم كانت بحاجته !
ظل يفكر ولم يشعر بعبراته الخائنة التي سالت علي جانب وجهه !!
خفق قلب ماتيلدا وهي تري دموعه !
ضيقت عينها تشعر وكأنها لا تري جيداً ..هل يبكي !!!
ودون إرادتها تحركت أصابعها الباردة جانب عينيه تمسح دموعه الساخنة !
حينها شعر مازن بما حوله وفتح عينه لها
وخفق قلب كلاً منهم بقوة عندما التقت نظراتهم بصمت وألم !
تنحنح وحاول الإعتدال لا يشعر متي ذرفت عينه الدموع
هو لا يبكي ابداً حتي أثناء وفاة والده ظل صامداً متحملاً ولم يبكي
بل شعر بأن الله قد ربط علي قلبه
وقبل أن يعتدل شعر بكفها المرتعش يتمسك بكتفه حتي لا ينهض فنظر لها تلقائياً
وجدها تتهرب منه بنظراتها بينما لا يتوقف كفها عن المسح فوق رأسه
وإزدادت خفقاته عندما شعر بدموعها المتجمعة بإحتباس داخل عينها
وكأنها تشعر بألمه !!
**************************************
كان مروان جالس أمام التلفاز شارداً حتي أنه لم يشعر بإقتراب سلمي منه
نظرت له بحنان تعلم أنه حزين فمشكلة مرام صدمة للجميع إبتلعت ريقها وتنفست وإقتربت منه
جلست أمامه علي ركبتيها فرمش عدة مرات وهو ينظر لها وكأنه إنتبه لوجودها الان
ظلت تنظر له بصمت وفجأة رفعت ذراعيها محيطة عنقه بحنان جذبته لها وهي تشدد من احتضانه
خفق قلبه بشدة من إقترابها منه وأحاطها بإحدي ذراعيه فهي كافيه لضمها
وإضطرب تنفسه عندما شعر بقبلتها أعلي عروق رقبته
تلاها همسها الحنون بل المُحب
- انا بحبك ..!!
ظهر شبح إبتسامة علي جانب ثغره وهو يشدد من ضمها إليه وتابعت هي
- انا مش بقولك بحبك عشان اللي حصل لا .. انا فعلا بحبك
وحساك من فترة بس خايفة ومتوترة مش عارفة ليه وبعد اللي حصل انا عرفت قيمتك وعرفت اد ايه انت مميز ومفيش زيك وحبي زاد ليك
بالعكس دلوقتي انا بقيت متأكدة انك عمرك ما هتأذيني .. انا اسفة يامروان !
قاطع همسها صوته الخافت
- متتأسفيش تاني سبيني في حضنك بس !
إبتسمت بإحراج شديد من وصفه للمواقف بجراءة أو بوضوح فهي حقاً تحتضنه !!
********************************
ضحكت نرمين بقوة وهي تسير حافية فوق صور شرفتها العريض
لا ترتدي غير قميص صغير تريد الشعور بالهواء البارد وكأنها تتأكد أنها مازالت تشعر !
ظلت تسير ذهاباً وإياباً تارة تبكي وتارة تضحك وتارة تنظر للسماء المزينة بالأنوار بطريقة جميلة
تستمتع بالبرودة الرخامية تحت اقدامها الدافئة
فتبتسم ثم تنظر للجنائن الخضراء في الاسفل وتعود بالنظر للسماء تقول باكية
- أنا مش عاوزة كل اللي عندي دا
أنا مش عاوزة فلوس وغني أنا عاوزة طارق بس
أنا عاوزة أهل تانين وخد يارب كل اللي عندي دا !!!
ضحكت فجأة بهستيريا وهي تقلد إحدي صديقتها التي تحسدها علي حياتها
فكل ما تتمناه تجده من سلطة ومال وشهرة و.. و... و... !
مسحت عبراتها وهي تنظر للهاتف المضئ علي الارض داخل الشرفة
جلست ببطئ فوق الصور العريض وقفزت إلي الارضية أمسكت بالهاتف فوجدته رقم لا تعرفه
إستدارت بملل وقفزت مرة اخري الي الصور وإستلقت عليه فاردة لجسدها وكأنه فراش
ورفعت يدها تنظر للهاتف ثم أجابت عندما غرتفع الرنين للمرة الثانية
فأتها الصوت الرجولي الهادئ
- انتي بتعملي ايه ؟! .. ممكن توقعي علي فكرة !!!!
إبتلعت ريقها ونهضت جالسة بهدوء وملل وهي تنظر للفراغ حولها وقالت بلامبالاة
- انا مش هسألك انت مين وأقولك إقفل والجو دا .. صمتت قليلاً تضحك وقالت
- انا هجاوبك علي طول .. انا مش هقع ولو وقعت مش خايفة !
قال الطرف الاخر بحنان غريب
- بس هتبردي عشان لبسك خفيف !
استلقت مرة اخري واضعة قدم فوق اخري وقالت ببكاء
- انا كان عندي حد بيقولي كده علي فكرة وكان بيخاف عليا !
ساد الصمت قليلاً وقال الصوت الرجولي
- طيب ادخلي والبسي عشان مينفعش اللي انتي لابساه !
ضحكت ببكاء وهي تنظر للسماء أعلاها وأجابته
- تعرف انا مش حسه بالبرد !
وتابعت دون انتظار سؤاله
- مش حسه بالبرد بجد ولا حسه بحاجة عشان انا قلبي جوا إتجمد خلاص ومات !!
ظل الطرف الاخر صامتاً ثم قال بعد لحظات
- طيب ادخلي دلوقتي عارف إن إنك مش حاسه ومحدش هيشوفك غيري باللبس دا
بس انا كمان مينفعش أشوفك كده
جلست فجأة بتوتر وهتفت بصدمة
- طارق !! .. انت عايش !
نظرت للهاتف عندما إنقطع الاتصال وعندما أعادة الاتصال مرة اخري وجدته خارج النطاق
وبدأت بالصراخ بهستيريا
- انت طارق أنا عارفاك هو كان بيقولي كده انت هو طارق تعالي ارجعلي انا محتجالك
وبدأت بالهتاف بصراخ قوي للسماء
- طارق انا عارفة إن انت اللي كلمتني تعالي ياطارق خدني انا تعبانة عشان خاطري
ظلت هكذا الي ان جلست بيأس متعبة علي الارض تبكي بقوة وهي تتوسله بان يعود !!
تعلم أنه علي قيد الحياه وسيعود ويأخذها كما وعدها !!
***********************************
نهض مازن معتدلاً بعد أن عاش أفضل وقت في حياته
لقد مرت ساعة كاملة ولكنه شعر بها عدة دقائق !
إعتدلت ماتيلدا عندما نهض وقد عاد الإضطراب لها وكأن كلاً منهم كان مخدر طول الوقت الماضي
عدلت من خصلات شعرها وقالت بخفوت وهي تتنحنح
- انت كنت عاوزني ليه ؟!
نظر لها بهدوء وقال ببساطة ما جعلها تشعر بالصدمة
- عشان هجيب مأذون وهتجوزك !!
ظلت تنظر له ببلاهة ثم ضحكت فجأة وقالت وكأنها لا تستوعب ؟
- انت هتتجوزني انا ؟!
أومأ لها دون حديث لا يستغرب من ردة فعلها فقالت وهي تنهض بعصبية
- اه انت اتجننت باين
نهض ووقف أمامها قائلاً ببرود
- إعتبريه زي ما تعتبريه انا هتجوزك وهتبقي مراتي وساعتها هاخدك من بؤء الكلب دا
إبتسمت بسخرية وقالت وهي تنظر له بقوة
- اديك قلت بؤء الكلب
جرب كده خد حتة لحمة من بؤء الكلب شوف هيعمل ايه فيها وفإيدك
دا بالظبط اللي هيحصل !!
أمسكها من مرفقها بقوة وقال بعصبية مكبوته
- ملكيش دعوة بإيدي وبالنسبالك فأنا هعرف أطلعك سليمة بس لازم تبقي مراتي
نظرت له بألم من إشتداد قبضته فوق مرفقها وقالت
- انت غلبان اوي ياخالد ومشاعرك متحكمة فيك
فاكر نفسك في فيلم وزهقت خلاص وعاوز تتجوز حببتك بقي وتاخدها وتطيروا وتخلص
بس اللي متعرفهوش إننا مش في فيلم ومينفعش تخطف الوردة من وسط الشوك
لا لو مستغني عن نفسك ساعتها بس ممكن تغامر وياتصيب ياتخيب كمان !
فصرخ بها بقوة
- انتي مالك انا بقولك هقدر وأنا مستغني
أغمضت عينها بدموع من صراخه القريب بوجهها وقالت وقد بدأت دموعها بإملاء عينها
- أنا مش مستغنية لو إنت مستغني أنا لا
وأكلمت بينما إرتفعت نبرتها بصراخ لأول مرة في وجهه
- أنا مقدرش أخسرك أنا بقيت عايشة عشانك أنا كنت ميتة ياخالد فاهم
وفجأة إرتفع كفها الاخر يضرب بقوة فوق صدرها موضع قلبها وهي تصرخ
- دا كان ميت مبيدقش لحد ما شفتك إنت
لو إستغنيت عن حياتك يبقي قتلت قلبي انا .. انا ياخالد !
كان قلبه يخفق وصدره يزداد صعود وهبوط بقوة وهو يستمع إليها وقال بهدوء عندما إنتهت
- هنبلغ السفارة بتاعتك وهيبقي في حماية خارجية
إبتسمت بسخرية وهي تنظر له ببكاء وقالت ما جعله يتسمر محله
- أنا مش ألمانية ياخالد أنا مصرية دي كلها أوراق مضروبة من بكر
ومش صعبة عليه يعني مفيش سفارة
يعني مفيش أي حاجة غنت متعرفش بكر أنا بس اللي أعرفه أنا اللي عشت معاه سنين سامعني
إبعد عني وعنه وسيب الشرطة أنا اصلاً مبقتش عارفة إنت دكتور ولا شرطي ولا رجل أعمال
مبقتش عارفة حاجة ولا أعرف إنت جبت ال 10 مليون منين عشاني
ولا بقيت عاوزة أعرف كل اللي أعرفه إنك بضيع نفسك وأخرها حد فينا هيروح عشان دا واقع وإنت لازم تفوق
إبتلع ريقه يشعر بالقيود الخانقة ومسح فوق خصلاته بعصبية قائلاً
- انا مقدرش أجيبك وأحميكي من بكر الا وإنتي مراتي
قالت مسرعة موضحة له
-لو بقيت مراتك بكر هيصفيك وهيصفيني.!!
بكر مش تاجر أثار بس .. بكر تاجر سلاح !!
إتسعت عيناه وهو ينظر لها بصدمة مما صرحت به للتو !!!
************************************* عدين اياj$Qx

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن