الفصل الرابع

49.4K 1.5K 44
                                    

  اغمضت عينها وانسابت دمعاتها الان سيحاسبها الله ويعاقبها كثيرا !
فتحت عينها وهي تتنهد وتفاجات بهذا الرجل امامها مباشرة !
شهقت فزعة ثم ابتلعت ريقها وبدا تنفسها يتسارع وهي تراه يقترب بينما تستمع لاصوات مخيفة لا تستطيع تفسيرها ! ..
اغمضت عينها وهي تبكي وتتوسل له الا يقترب او ياذيها فليس لها ذنب بشئ !..
وفجأة نهضت وخرجت بذعر وكأن قديمها هي التي تحركها
وجدت جدتها تصنع الطعام جلست بخوف شديد وهي تراه امامها يقف أمام باب غرفتها بعد ان تركها تخرج
وكانت المرة الاولي التي يخرج بها من اطاره داخل الغرفة !!
اغمضت عينها بذعر وهي تتنفس بضيق شديد وكأنها تنازع ليخرج تنفسها من صدرها
عندما تذكرت كلمات تلك السيدة
- لقد انتهت مهلتك بل وزادت ولقد اتخذ قراره وسيأخذك !!
***********************************************

فتحت حاسوبها باضطراب شديد وكأنها ستصاب بحالة هستيرية بعد ان توسلت لجدتها والتي وافقت بدورها حتي لا يزداد ضغطها كما قال سامي
فتحت حاسوبها ووجدت المدعو مازن متواجد !
فتحت محادثته لتكتب ولكن قبل ان تكتب شئ ارسل لها !
مازن : مالك ؟!
تسمرت ماتيلدا وتوقفت اصابعها المرتعشة وهي تنظر لسؤاله بصدمة
فمن اين له ان يعرف ان بها خطبً ما ؟!
فهي تحادثه في هذا الوقت من ايام الاسبوع الماضي !
ابتلعت ريقها تتوسل الا تُصدم به هو الاخر وكتبت بقلق
ماتيلدا :ليه بتقول مالك ؟
مازن : حاسس ان في حاجة !..مالك ؟!
ماتيلدا : لا مفيش حاجة !
مازن : احلفي !
ماتيلدا : انا خايفة منك !
مازن : خايفة مني انا ؟!
ماتيلدا : اه .!
مازن : ليه ؟!
ماتيلدا : هو انت انسان ؟!
مازن : نعم !! .. دا اللي هو ازاي يعني ؟!
ماتيلدا : انت انسان ولا جن ؟!
مازن : جن !!
ماتيلدا : انت مين ؟!
مازن : انا مازن .. وجاوبيني مالك .. انا عارف ان فيكي حاجة
ماتيلدا : انا بشوف ناس غير البشر !
مازن : نعم !!
ماتيلدا : بشوف راجل وست !
مازن : انتي بتتكلمي بجد ولا خيالك واسع ؟!
ماتيلدا : انا عملت حاجة كبيرة غلط بس مش قصدي والله بس متسالنيش هي ايه .. عشان مش هينفع اقول
مازن : وبعدين ؟!
ماتيلدا : انا ضميري مأنبني وبعيط كتير
وزي ما قلتلك قبل كده معنديش الا جدي وجدتي ومش بعرف اعيط قدامهم ولا في الاوضة عشان محدش يشوفني .. فعيطت في الحمام .. ودلوقتي بشوف ناس!
مازن : انتي لسه بتعيطي ولا بطلتي !
ماتيلدا : اه لسه !
مازن : بصي انا مش عارف انا مصدقك ليه ؟! ..بس انا عاوز اساعدك
ماتيلدا : والله ما بكذب عليك
مازن : طيب .. انتي رحتي لشيخ !
ماتيلدا : شيخ ليه ؟!
مازن : عشان يمكن اتمسيتي !
ماتيلدا : يعني اي اتمسيت !
مازن : ما علينا .. احكيلي اللي بيحصلك
ماتيلدا : انا خايفة لو حكيت يعاقبوني !
مازن : بس انتي مينفعش تفضلي كده غلط !
ماتيلدا : طيب اعمل ايه ؟
مازن : طيب هم بياذوكي ؟!
ماتيلدا : لا بس .. ساعات يعني بحلم بحاجة وكده
مازن : بتحلمي بايه ؟!
ماتيلدا : بحلم بان حد بيفتح هدومي
مازن : نعمممم ! .. وبعدين ؟
ماتيلدا : بس حلمت كده مرتين وصحيت في نص الحلم ولقيت الزراير مفتوحه
مازن : !!
ماتيلدا : انا خايفة !
مازن : انتي لازم تقولي لاهلك .. سامعة !
ماتيلدا : لالا مقدرش والنبي .. جدي ممكن يقتلني !
مازن : يقتلك ! .. انتي عملتي ايه ؟!
ماتيلدا : ساعدني والنبي !
مازن : طيب خليني اشوفك .. انا هاخدك لاي حد يساعدك
ماتيلدا : مقدرش والنبي .. قولي اعمل ايه وانا هعمله
مازن : انتي مكتفاني يا خديجة حاسس بخنقة .. اسااعدك ازااااي وانا بعيد عنك ؟!
ماتيلدا : طيب خلاص ..اعتبر ان مش حكيتلك حاجة !
مازن : استني هنا .. هو بمزاجك .. اصبري انا هشوفلك حل
ماتيلدا : انا اسفة !
مازن : انتي بتصلي طيب ؟!
ماتيلدا : كنت بصلي بس دلوقتي لا !
مازن : الحاجات دي كانت بتحصلك وانتي بتصلي ؟!
ماتيلدا : لا مكنتش بصلي
مازن : طيب تعرفي تصلي دلوقتي ؟!
ماتيلدا : اه بعرف
مازن : طيب قومي صلي وتعالي !
ماتيلدا : دلوقتي ؟!
مازن : اه دلوقتي يلا قومي !
ماتيلدا : انا خايفة !
مازن : هاتي رقمك !
ماتيلدا : لالا مستحيل والنبي
مازن : الله يخليكي افهمي .. هو انا واخده اصاحبك ..انتي في كارثة !
انا معرفش بنات يابنتي .. انتي اول بنت اكلمها في حياتي والله ..اساسا مليش في الشغل دا
ماتيلدا : ماشي بس لا برده والنبي
مازن : قومي صلي وتعالي طيب !
ماتيدا : حاضر ! ..بس ايه علاقة الصلاة ؟!
مازن : بصي يا ماتيلدا انا مش شيخ عشان اتكلم كتير بس عاوز اقولك حاجة
انتي عملتي حاجة غلط وبتقولي ضميرك بيأنبك ودا اللي بيخليكي تعيطي وتأذي نفسك
بس ربنا بيقول..
قال تعالي..
((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
صدق الله العظيم
فكلنا بنخطا يا ماتيلدا .. توبي بس مضمريش نفسك .. شيلي العبئ اللي علي قلبك من انك اخطأتي لان ربنا بيسامح وكلنا خطائين..لازم تصدقي كلامي كويس عشان تبقي كويسة ..
و الصلاة بتقوي نفسك وبتهديكي وبتخليكي تتخطي تعب ومشاكل
قال تعالي .. ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ) صدق الله العظيم
..فالصلاة دواء مش عبئ ..
انتي كنتي بتصلي وقريبة من ربنا كتير وللاسف لما بعدتي وصادف دا انك عملتي الخطأ خلاكي تتعبي نفسيا
صلي تاني وقربي تاني وانا معاكي !
بس هاتي رقمك مش هكلمك والله بس انتي مش فاتحة نت دايما وكمان دلوقتي وانتي بتصلي افتحي الخط عليا ومتتكلميش صلي بس وانا علي الخط
عشان لو لقدر الله حصل حاجة احنا مش مستعدين ليها اعرف اتصرف .. واول ما تخلصي اقفلي بدون كلمة بس اكون معاكي مش اكتر !
***********************************
بعد مرورشهرين !

خرجت ماتيلدا من امتحانها الاخير وهي سعيدة بشدة فلقد انتهت من المذاكرة والامتحانات
وستذهب للجامعة اخيرا وتتعرف علي اشخاص جدد وتكون لها حياه مستقلة ولو قليلاً !
سارت عودة لمنزلها وهي تتذكر ذلك المدعو مازن ! ..
يالهي لقد اختفي حقا من حياتها كما وعدها بمجرد ما ساعدها
عادت بذكراها الي ذلك اليوم الغريب!
فلاش باك ..
استلقت ماتيلدا علي فراشها بعد ان صلت عدة ايام شعرت براحة وسعادة كبيرة فلم تعد تري شئ علي مدار تلك الايام ولكن مازال ضميرها يوجعها انسابت دمعة علي جانب وجهها وهي تتمني الا يجلدها الله ويكون مازن محق بان الله يغفر ويسامح ان تاب الانسان
ظلت هكذا الي ان نامت وفجأة
ووجدت ذلك الرجل فوقها شعرت بالفزع واستيقظت عنوة ولكن لم يكن كابوس !!
حاولت التحرك بذعر ولكن تفاجأت انها مقيدة بالفراش دون حركة ولا تعرف كيف فيدها محررة ولكنها لا تستطع الحركة البته .. تململت بعصبية وذعر وهي تحاول ابعاده عنها وبدأت بالصراخ والذي كان صامتاً فصوتها لا يخرج !!
شعرت بفمها قد ارتبط ببعضه كالفتاه التي تأتي لها !
بدأت بالبكاء وهي تشعر بألم شديد برسغها بالدوار الشديد والظلام الذي يسحبها !
............................................
نهض مازن فزع من نومه يشعر بألم داخل قلبه واسمها يتردد بل بصدح بعقله ..
انتفض مسرعا وفتح حاسوبه ولكنها ليست متواجده !
جلس علي فراشه يتصبب عرقا وهو يشعر بشئ غريب !
خلع سترته وظل ببنطاله القطني الغامق يشعر بشئ يضغطه
نظر لساعته وجدها الرابعة فجرا !!
لم يستطيع الاتصال بها الان
نهض وهو يتحرك بغرفته كحبيساً بها فالالم يزداد ..
ما بها ؟!!
اغمض عينه يحاول الهدوء فهي تعافت لقد مرت ايام علي صلاتها ولم تعد تري شيئا !
نفخ بغضب وضيق وهو يشعر بألم وألم وألم !!
همس داخله باسمها متوسلاً
خديجة !
***************************
بدأت ماتيلدا تُصاب بحالة هستيرية وهي تعافر بقوة كبيرة لا تستطيع تحملها
فهي لا تستطيع ترك جسدها له ولا الاستسلام لذلك الدوار العاصف بها
ولكن لا تستطيع ان تبعده عنها ولا تستطيع الحركة فلم تتوقع في اسوأ كوابيسها ان يهاجمها!!
ابتلعت ريقها تشعر بألم حلقها من الصراخ الصامت !!
وارتخت فجأة بعد معاناة كبيرة .. ارتخت! .. وقررت الاستسلام فهي لم تعد تستطيع المقاومة !!
اغمضت عينها ببكاء والم شديد بيدها وحلقها ..
ولكن فجأة استمعت لصوت رجل يهتف بها بطريقة غريبة وواضحة !
- خديجة .. انا معاكي !! ..خديجة !
فتحت عينها سريعاً وكأن الصوت هو طوق النجاه !
ونظرت لهذا الرجل بقوة والذي اكتشفت حينها ان رأسه ليست كرأس البشر !
ولكن لم تعد تري او تشعر .. فقط تستمع الي صوت رجل !!
همست داخلها بتوسل ..
مازن !!
وازداد علو الصوت داخلها باسمها وفجأة رأت الهاتف يضئ جانبها
شعرت به .. هو !
......................
كان مازن يتحرك كالاسد وهي يهاتفها ويتوسل داخله لها لترد عليه !
ولكن دون جوي ..
فتح شرفة حجرته وخرج للهواء عله يطفئ نار صدره وقلبه غيرالمبررة !
يشعر وكأن شخص يخنقه.. لا يستطيع التنفس!
ظل يتضرع لله ان يحميها ان كان بها شر !
فليس بيده شئ ليفعله يشعر وكأن صخور الكون فوق صدره من شدة الضيق !!

**********************************************  

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن