الفصل الثلاثون

44K 1.4K 24
                                    

إتجه مازن بهدوء للمصعد عندما شعر بحركة تجاهه
اقترب بخطي ثابتة يشعر بخفقاته القوية وتسمر فجأة مكانه وقد هاله ما وصل لاذنيه
فكانت كلمات عمار واضحة
- قولتي لبكر ايه عن الجرح ؟!!
حاولت ماتيلدا التخلص من قبضته فوق خصرها وهي تنظر له بذعر بينما اقترب عمار اكثرهامساً بجراءة
- كنت عارف انك مش سهلة وهتعرفي تخلعي منه
وتابع وهو يمسك باحدي خصلاتها يتلاعب بها بينما ذراعه الاخر مقيداً لها
- قولتيله اي ها؟!
وضعت ماتيلدا كفها فوق قبضته تزيحها بقوة من عليها وهي تنظر له بقرف قائلة بتهديد
- والله هعرفه وساعتها هيقتلك ابعد عني احسنلك يا اما هزعق
ابتسم بخبث ضاماً لها بقوة حتي التصقت به وقال
- مش هتقدري تقوليله عشان هتخافي
وبالنسبالي فانا مش هبعد الا لما أجربك !
فجأة تسارع تنفسها وهي تنظر بذعر وصدمه لمازن الذي ظهر فجأة من العدم خلفه عينه تنظر بغضب مخيف!
وحدث كل شئ في لحظة عندما جذبه مازن بقوة من ملابسه صافعاً اياه صفعة قوية !
حاول عمار الثبات واضعاً كفه موضع الصفعة بعد ترنحه من صفعة مازن المفاجأة له
بينما قالت ماتيلدا بخوف وبكاء وهي تقترب منه لتهدئه
- والله ياخالد انا ..
لم تكمل حديثها عندما قطع استرسالها بصرخة قوية
- اخرسي !
نظرت ماتيلدا حولها بخوف فصرخة مازن ادت الي حضور شخصين من الفندق
واقتربت فجأة ممسكة بذراعه بعد ان لكم عمار عدة لكمات
تحاول ايقافه وكأنها تريده ان يفيق قبل ان يعلم بكر
ولكنه كان كالمغيب وهو يبعدها متجهاً لعمار مرة اخري !!
قالت ماتيلدا وهي تسير أمامه مرتجفة
- خالد اهدي بكر كده هيعرف عن الجرح عشان خاطري اهدي انا خايفة
نظر لها نظرة مخيفة سمرتها محلها وتخطاها متجهاً لعمار جاذباً له من خصلاته أمام التجمع والذي بدأ بالتزايد وقال بنبرة شيطانية غاضبة جانب اذنه
- ماتيلدا لا !!
انهي كلماته موجهاً له لكمة قوية منتصف انفه جعلته يستلقي شاعراً بالدوار
وقبل أن يقترب مازن منه مرة اخري كان أمن الفندق يجذبوه بقوة بعيداً عن عمار الملقي ارضاً ينزف
نفض مازن نفسه بقوة من تقيد الامن هاتفاً بعصبية
- محدش يلمسني !
أعقب صرخته بالأمن إتجاهه لعمار
وقبل أن يتحرك أحد كان مازن جالساً علي احدي ركبتيه امام عمار رافعاً رأساً
هامساً له كفحيح الافعي
- لو قربتلها هقتلك .. سامعني !! .. والله هقتلك !
لم يكمل حديثة المخيف عندما قام رجال الامن بجذبة مرة اخري بقوة
وهم يهتفوا به أن يهدأ ولا يصح ما يفعله نظر لهم قائلاً بحدة
- ابعدوا عني خلاص روحوا ساعدوا ال **** دا احسن
ونفض نفسه من بينهم وهو يعدل من قميصة المنفتح بسبب تمزق ازراره من القتال العنيف
ابتعد عنه رجال الامن عندما تأكدوا من هدوئه وعدم تعرضه مرة اخري للمُلقي ارضاً
وبالفعل اتجهوا لعمار لمساعدته علي النهوض
سار مازن تجاه ماتيلدا والتي بكت فجأة وهي تري نظراته المرعبة
وازدادت انتفاضتها بقربه منها قائلة ببكاء
- والله ياخالد انا مليش ذنب والله صدقني
اوقفها عن الحديث صراخه بوجهها
- انا لازم اعرف في ايه انتي سامعة
ومتفكريش اني هقولك لو متكلمتيش مش عاوز اعرفك
لا تبقي غلطانة انتي ملكي وانا مش هسيبك لشوية ال *** دول فاهمة
أومأت له ببكاء وخوف شديد
ظل أمامها للحظة ينظر لها بنظرات غريبة غاضبة
الي أن لانت نظراته عندما وجدها تبكي بقوة مخفية لوجهها خلف كفي يديها المرتعشين مرددة بخفوت
- انا خايفة .. انا اسفة انا خايفة .. انا أسفة .. أسفة
زفر بقوة يشعر وكأن أنفاسه تخرج لهيب من داخل صدره وأمسكها من ذراعها متفقداً لها قائلاً بتفحص
- عملك حاجة ؟! .. جرحك فيه حاجة ؟!
نفت برأسها دون النظر له بينما بكائها لا يتوقف
جذبها اليه مطمئناً لها رغم غضبه المكبوت
- متخافيش
تعالي روحي الحمام اغسلي وشك بكر ال *** مش هيعرف حاجة
والكلب دا مش هينطق لانه هيخاف انا عارف الاشكال دي ثم تابع بصوت مخيف متوعد
- وديني ياماتيلدا لو محكتيلي اللي بيحصل معاكي
والكلب دا ايه علاقته بجرحك لهتشوفي مني وش تاني خالص وعقب وهو يقترب منها هامساً بقوة
- انتي لسه متعرفنيش !
اول ما تنتهي أم السفرية الزفت بتاعة بكرة دي هتكوني عندي فاهمة !
أومأت له ببكاء تحاول التحكم بارتجافها
وبعد أن أوصلها الي دورة المياه وقام بترتيب ملابسه
خرج مرة اخري لمطعم الفندق وجلس بهدوء وكأن لم يحدث شئ !
**********************************
وبعد قليل اقبلت ماتيلدا بإضطراب شديد وجلست بقلق علي مقعدها ولم ترفع بصرها
الا عندما سمعت سؤال بكر القلق
- ايه ياحياتي اتأخرتي كده ليه ؟
ابتلعت ريقها وقالت بتوتر ظهر جلياً فنبرة صوتها
- انا .. انا متأخرتش .. انا بس كنت تعبانة شوية
أمسك بكر كفها فوجده بارد بشدة رفعه الي شفتيه لاثماً له بحنان وهو ينظر حوله وقال بفخر
- اصل انا وماتيلدا شاكين في حمل جديد ادعولنا بقي
رمشت عدة مرات تشعر وكأنها ستفقد الوعي من شدة توترها
وشعرت بانقطاع انفاسها عندما رفعت بصرها ببطئ لمازن فوجدته ينظر لها نظرات تبدوا هادئة للجميع
لكنها غاضبة مخيفة بشدة لها !
حينها مال معاذ الي شهيرة وقال بهمس
- شايفة بكر بيجيب الكلام لنفسه ازاي ولما بتقلب بنكد بيضايق
همست له مجيبة بخفوت
- خلاص بقي يامعاذ ملناش دعوة انت عارف بكر حساس في النقطة دي
وبيقول كده عشان يثبتلهم انه كويس وبصراحة هم بيستهبلوا ما مش كل ما يشوفوه يرموا كلام
صمت الاثنين علي حديث كريم الساخر
- الف مبروك يابكر ان شالله تجيب ولد راجل يشيل اسمك !
زمت شهيرة شفتيها وهي تقول هامسة بضيق لمعاذ
- شفت الكلام !
حاول معاذ كتم ضحكته وقال
- ما هو يستاهل والله حامل ايه بس ما احنا عارفين اللي فيها
حدجته شهيرة بقوة قائلة بغضب
- لو سمحت يا معاذ متتكلمش كده
بكر اخويا مهما كان و انت عارف عشان انت معانا في القصر ونعتبر عيلة واحدة
انما الكل ميعرفش وفاكرينها فعلا حملت مرتين وسقطت فمتتكلمش كده بعد اذنك
لوي معاذ شفتيه بسخرية قائلة بلامبالاة
- أنا لا هتكلم ولا حاجة مليش دعوة يا ستي ثم نظر للمشروب الاحمر أمامه متنهداً بلامبالاة
***************************************
وفي صباح اليوم التالي كان مازن في الفندق الايطالي
جلس في غرفته علي الفراش واخرج هاتفه وقام بوضع خط جديد به طالباً بعض الارقام
وبعد ان انهي اتصاله بالعقيد حازم صديقه اخرج الخط من الهاتف وقام بكسره
ثم نهض ووقف امام زجاج الغرفة الكبير والذي يظهر جمال مشهد الغروب مفكراً كيف حالها الان فالقلق ينهشه منذ أمس يشعر وكأنه لن يرتاح الا عندما تقص عليه كل شئ
تنهد يتمني من تلك السفرة الانتهاء بأسرع ما يمكن حتي يعود اليها ويستمع لتوضيحاتها والي ما يحدث معها
أغمضت عينه يتنفس بقوة قائلا بضيق شديد
_ هانت يا بكر.. هانت يا***
اتجه مرة اخري للفراش رافعاً حقيبته فوقه ليخرج ملابسه يريد النوم فلم يغفل منذ أمس
كما يريد انهاء الوقت حتي لقائها غداً ولو من علي بعد
************************************
ضحكت ملاك فجأة علي تلميحات مني لها وطريقتها معها وهي تنظر جانبها لمروان الصامت وقالت
- لالا والله ياطنط هو كويس ومش بيزعلني خالص
إعتدلت مني في جلستها فوق الاريكة ثانية احدي قدميها اسفلها وهي تضحك قائلة بتهديد
- ايوا كده واول ما يضايقك بس اغمزيني وانتي تشوفي
ضحكت ملاك بشدة وهي تومأ لها بسعادة
فقال مروان وهو يضع كفه فوق ظهر الاريكة حول ملاك
- ها وايه كمان
ضحكت مني وقالت بجدية مصتنعة
- احنا مبنهزرش خد بالك انا بقول اهه
ارتفع جانب شفتيه وقال بسخرية ضاحكاً لوالدته
- هتحبسيني في الاوضة وهتمنعي عني المصروف يعني لو ضايقتها ؟
نهضت مني وهي تضحك قائلة بسخرية رداً عليه
- لا ياحبيبي همنع عنك الكنافة اللي بعملها وانت بتحبها
انهت حديثها متجه للمطبخ بينما تستمع لهتاف مروان
- لا الا الكنافة يا مصر انا بحبها اوي حرام عليكي
انهي حديثة ملتفتاً الي سلمي وقال بخبث وهو يبتسم
- انا سايبكوا تحفلوا عليا عشان اشوف ضحكتك دي مش اكتر
لحسن انا فوق مبشوفش الا الكسوف والاحراج بس وتابع بهمس عابث وقح
- دا انا لسه مختش الا بوسه حتي !!
ثم تابع بحماس
- يلا ان شالله لما مرام ترجع من السفر هاخدك ونسافر احنا
بس هعمل فرح هناك وربنا انا حلفت لاني خلاص مبقاش فيا صبر الرحمة حلوة برده انا بشر
ابتلعت ريقها وهي تشعر بسخونتها ولكن رفعت بصرها له ببطئ ناظرة له قائلة بسعادة
- شكرا !
ضحك مروان بشدة قائلاً بدهشة
- دا انا حسيت من نظرتك وحركتك وتوترك والحاجات الكتيرة دي انك هتبوسيني وترديهالي عشان تقوليلي ملكش جمايل عليا
ضحكت ملاك علي ما يقوله ويصفه ونظرت ارضاً تحمد الله علي ما تعيشه
**************************************
وفي صباح يوم جديد نهض مازن مبكراً وارتدي ملابسه بعد أن أخذ حمامه المنعش ونزل للاسفل حيث سيارة بكر في انتظاره حتي تقله له!
وبعد فترة ليست بالقصيرة ترجل مازن من السيارة الكبيرة السوداء ونظر لذلك المبني الشاهق وعندما صعد للاعلي بين هؤلاء الرجال ضخام الجثث
دلف لغرفة من الابواب المتراصة أمامه كما اوصله الحرس !
وجد بكر والذي حياه بسعادة كبيرة وخلفه صغيرته الساحره
قام مازن بتحيتهم وجلس بهدوء ينظر حوله لفخامة المكان وتلك الغرفة يشعر بزهو وسعادة غامرة
فهو الان في الوكر الاساسي للتلاعب لكم يتوق لرؤية جميع الشركاء والايقاع بهم حتي يتخلص من هذه المهمة البغيضة ويأخذ صغيرته من بينهم ويذهب
ظل يدور بعينعه فهم بانتظار الشريك السري كما يدعوه اجهزة الشرطة وقال متصنع الدهشة
_ذوق شريكك دا غريب جدا دا كأنه عربي ايه كمية التحف والرسوم دي
قال بكر بضحك وفخر وهو ينظر للنقوش المزخرفة علي عمدان الغرفة
_ لا ما دا برده ذوقي أنا يعتبر وصمت علي طرقات الباب
التفت مازن عندما دلفت السكرتيرة الأجنبيه ووضعت الاوراق امامه
فقال بكر بسعادة كبيرة
- يلا نمضي الاوراق!!
حينها صُدم مازن فبكر لم يظهر شريكه امامه !!
هذا لا يعني غير شئ واحد وهو ان بكر يشك به !! كيف !
سيطر علي تصرفاته وشعوره وابتسم ببرود ابتسامة اخفت جميع افكاره
وقال بهدوء شديد وابتسامة مزيفة
- تمام يلا نمضي
امضي في خانته وامضي بكر في خانته وظلت الخانة الثالثة فارغة الي أن تسمر مازن وهو يري الاوراق تحول الي ماتيلدا امامه وقد امسكت القلم وخطت امضتها !!
شعر بالصدمة وتجمدت نظراته فوق يدها الرقيقة التي تخط التوقيع الثالث بثبات !!
فماتيلدا الشريك الاجنبي !!!!
**************************************

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن