الفصل الثاني عشر

45.3K 1.4K 29
                                    

  فقال بنبرة خافتة وهو يقترب منها بينما يده مازالت ممسكة بثوبها
- سمعتيني !!
اهتزت حدقتها ومازالت متسمرة بين يديه تنظر لعينه وكأنها مغناطيسا يسحبها بقوة غريبة !
فتابع بهدوء شديد
- سمعاني ولا صوت نبض قلبك مغطي علي صوتي !!
حركت عينها عنه محاولة استدعاء تركيزها مرة اخري ففي البداية لم تعرف بماذا تجيبه فقط ابتلعت ريقها ووتنفست محاولة ان تُجلي صوتها
- لا دا لازق في قماش الفستان يعني الشال مش بيترفع عنه !
أغمضت عينها فجأة وهي تفكر لما أوضحت له ولما تشعر وكأنها مقيدة !!
رفعت بصرها له بعصبية وقالت وهي تقضب بين حاجبيها
- اصلا حضرتك مالك ؟!..
وبعدين انا مسمحلكش تتكلم كده عن بكر روح قوله في وشه مش تتكلم عليه معايا
حدجها مازن بنظرات قوية وقد تشنجت عضلاته وقال بنبرة خافته مخيفة
- هقوله .. وحياتك لقوله وهتحضري الكلام
انهي حديثه وتركها فجأة واستدار متجهاً للصالون او بالاحري متجهاً لبكر !
هرولت ماتيلدا سريعاً خلفه وأمسكت ذراعه بعنف وهي تقول باضطراب وخوف
- استني اياك انا مش عاوزة مشاكل عشان خاطري هيشك فيا
امسك مازن زراعها بعصبية حتي تحركت من محلها كطفلة أثر مسكته وهو يرجها
وقال بصوت محذر مخيف رغم انخفاضه
- لو شفتك تاني بأي لبس مقرف زي دا هقوله سمعتي ؟! ..
انهي حديثه وترك ذراعها فجأة واختفي فجأة من امامها بخطواط سريعة عودة مرة اخري للجلسة المقيته كما لقبها !
*************************************
صُدم مروان وهو يدعس الفرامل بقدمه عله يستطيع كبح جماح سيارته ولكن فات الاوان !
اتسعت عينه وهو يري تلك الفتاه والتي صدمتها سيارته بعنف وتكسر زجاجها بارتطدام جسدها به
خرج من سيارته مسرعاً ينظر لها امام سيارته ارضاً
وسرعان ما استوعب ما يحدث جلس جانبها يريد جس نبضها ولكن لا يشعر بشئ حملها مسرعاً وسط تجمع المارة في الشارع وهو يستمع للسب والدعوات المنهالة عليه
وضعها ببطئ في الخلف وركب سيارته مسرعا بينما يحاول اخراج هاتفه ..
انطلق بسرعة شديدة علي اقرب مشفي وهو يتصل بمازن حتي ينجده فمهما كان هو طبيب بالنهاية !
وبمجرد ما فتح الخط حتي هتف بصعبية
- الحقي يا مازن انا ضربت بنت بعربيتي ومش عارف مالها الضربة كانت جامدة والبنت بتجيب دم مش عارف منين انا طالع علي مستشفي **** تعالالي حالا بسرعة
القي هاتفه علي المقعد جانبه وهو ينظر لها في الخلف
اغمض عينه يتمني ان لا تكون قد فارقت الحياه كما يشعر
ترجل من سيارته مسرعاً امام المشفي والذي طلب مازن منه الذهاب لها بعد ان حذره من الذهاب للمشفي الاخر ووجد كمال بانتظاره مع الممرضين
وضع يده علي فمه وهو يشعر بالصدمه كيف ظهرت امامه هو كان مُسرعاً نعم ولكن هي كانت تسير دون شعور !
اخذوها وظل هو متسمر محله يحاول استيعاب ما حدث
وصلت سيارة مازن بعد فترة
خرج منها وهو ينظر لمروان المستند علي سيارته بعالم اخر
اقترب منه وربت علي كتفه وهو يطمئنه
- اهدا متخافش ان شاء الله سليمة .. بس قولي ازاي خبطها
نظر له مروان بشرود وقال دون وعي
- البنت ماتت انا خبطها جامد ظهرت فجأة قدامي يا مازن صدقني
ربت مازن مرة اخري علي ظهره بقوة وقال بصوت مرتفع
- مروان ركز كويس ان شاء الله خير تعالي نطمن الاول وبعدين نشوف ايه اللي حصل
خرج كمال بعد فترة وقال بعملية
- احنا عملنا اشاعات دلوقتي ان شاء الله خير بس احنا شاكين بوجود نزيف داخلي للاسف !
اغمض مازن عينه وقال بهدوء خلي بالك منها يا كمال انا هحاول اعرف بنت مين عشان نوصل لاهلها
ثم حول بصره لمروان وقال بقوة
- البنت مكنش معاها شنطة او اي اوراق او اي حاجة ؟!
نفي مروان برأسه بشرود وقال
- مختش بالي مش عارف يا مازن مش عارف انا شلتها وجريت بها
تنفس مازن بغضب يحاول الهدوء قائلاً
- اتفضل قدامي وريني خبطها فين عشان لو في شنطة ولا حد يعرفها لو كانت من المنطقة
خرجوا بعدها وقام مازن بترك بطاقته اخيه!
فقالت موظفة الريسبشن
- لو سمحت يافندم احنا محتاجين بيانات المريضة
اومأ لها مازن وقال بعصبية
- ما انا سايبلك بطاقتي اهه وجاي تاني ابقي بلغي عني لو مجتش
ثم نظر لمروان وهو يهتف بغضب
- اتفضل قدامي
*********************************
وصل مازن ومروان بعد ما يقرب من الثلاث ساعات المشفي مرة اخري وهم خالين الوفاض بعد محاولتهم للعثور علي اي شئ ولكن يبدو ان الفتاه لم يكن بحوزتها اي شئ !
فلم يجدوا حقيبة لها او حتي كتاب او شئ ولم يعرفها احد من اهالي تلك الشوارع !
خرج كمال من مكتبة واوضح حالتها لهم
استند مروان بيأس علي الحائط وهو لا يعرف ماذا يفعل الان !
قال مازن بتفكير وهو ينظر لصديقه
- طيب لو صحيت ولقينا ان الدماغ اتاثرت فعلا ايه العمل ؟!
مط كمال شفتيه وقال
- مش هنقدر نحدد حاجة قبل ما تفوق انا شاكك بشلل انت فاهمني اكيد
أومأ له مازن وهو يشكره وجلس علي المقعد الحديدي بعد ان ذهب كمال
زفر بضيق وهو يمسح علي شعره ووجهه ونظر لمروان الواقف
- ليه كنت سايق بسرعة وخبطها ازاي احكيلي
قال مروان وهو يحاول التذكر
- معرفش يا مازن انا كنت سايق بسرعة عشان عاوز الحق اجتماع مع عملاء سويسرا ورامي مش هناك والموضوع جه علي غفلة وهي فجأة ظهرت حتي مكنش معايا تلفون ببص فيه او حاجة والله انا حودت بالعربية وفجأة هي طلعت من شارع ظمرت كتير جدا وانا بحاول اوقف العربية بس كل حاجة حصلت في لحظة كانت قريبة مني جدا
نفخ مازن بضيق وقال
- طيب اهدا .. ربنا يستر !
***********************************
وقف بكر وماتيلدا يودع اصدقائه ثم رفع كف يده وسار بها علي ظهرها امام عامر صديقه قائلاً
- هفضل كل ما اشوفك يا عامر انبسط وانا ثابتلك نفسي واني كاسر انفك
ضحك عامر بسخرية وقال
- كاسر انفي مرة واحدة !!..
تابع ضحكه بصوت اعلي وتابع
- انا منكرش انك محظوظ وانا مش مصدق ومنكرش ان ماتيلدا هانم قمر
بس برده انت واخد الموضوع علي صدرك اوي احنا كنا بنتكلم في الحقيقة
تدخل معاذ سريعاً قبل ان تحدث مناقشة حادة اذا ما تحولت للسب كما يحدث عادة بوجود عامر وكريم فقال
- كانت سهرة لطيفة يا جماعة بجد واستمتعنا
فقال كريم وهو ينظر بسخرية لبكر
- الا صحيح يا بكر ليه شاركت خالد في المطاعم يعني انا مش شايفها حاجة ولا مشهورة اوي
ابتسم بكر ببرود وقال بثقة
- هي فعلا مش معروفة اوي وفي اشهر منها بكتير بس مطاعم هايلة وانا بتفائل بيهم وبعدين انا حر يا اخي ولا مكونش خت من جيبك وشاركته وانا مش واخد بالي .. وبعدين ما عمار طلع عارفهم اهه
قال عمار بسخرية وهو يفرقع باصابعه
- لالا ركز يا بكر ياحبيبي انا عرفتهم بس عشان باكل هناك ساعات فعارف اسم صاحب المطاعم مش اكتر لكن فعلا هم مش مشهورين ولا معروفين اصلاً !
ضحك بكر بشدة وقال وهو يتوجه ببصره لهم
- اهدوا يا حبايب قلب بكر .. مش معقول لسه الغل فيكوا من صغرنا
تجاهل عامر حديثه وهو ينظر لماتيلدا بتفحص وقال
- فعلا مراتك حلوة اوي اوي .. الحق يتقال !
ابتسم بكر ببرود وهو يضع كفه علي خصرها وسحبها له بتملك حتي التصقت به قائلاً بترفع
- طبعا حلوة واحتمال نقرر ونجيب نونو صغير انا بنيت خلاص مستقبل وهي معندهاش مشكلة
ابتلعت ماتيلدا ريقها وهي تنتفض من نظراتهم وطريقة بكر التي تكرها بشدة حتي اصبحت تمقت تلك الجلسة برفقة اصدقائه !
ابتسم معاذ بسخرية فلما لم سيفصح بكر عن اجهاضها بسبب الحادث منذ أشهر !!
ودع بكر الجميع ببرود وعلي ثغره بسمة منتصرة
وعندما اغلق الباب خلفهم صرف الخدم ببصره والتفت لماتيلدا وقال بحدة
- الفستان دا انا قايلك متلبسهوش صح ولا لا ؟!
ابتلعت ماتيلدا ريقها وقالت باضطراب
- انا لبست اللي انت عاوزة بس اديك شفت لما اتوسخ والاكل وقع عليه
امسكها فجأة من رسغها وقربها اليه وقال بغضب
- متصعيش عليا انا معرفك ايه اللي يتلبس في وجود عامر وكريم بزات صح ولا لا
حاولت نزع معصمها من يده وهي تقول بضيق
- انا بدأت اكره الاسلوب دا يا بكر وانا فعلا سمعت كلامك بس الفستان اتوسخ واتضطريت اغير
ابتسم بسخرية وقال
- ما في غيره انا محددهولك برده للسهرات دي ليه ملبستيش منهم جيالي بدا !
ابتلعت ريقها وقالت بتوتر وهي تتذكر كلمات مازن باذنها
- انا لبست بسرعة عشان اخرج ومختش بالي
اشتدت قبضته علي رسغها وهو يقول بخفوت قاسي
- متخرجيش عن طوعي يا ماتيلدا احسن لك
ثم ضيق عينه وهو يقول بتفكير
- معقولة كنتي قاصدة توقعي الشوربة عليه عشان تغيريه ؟!
نفت برأسها سريعاً بذعر وقالت
- لا والله غصب عني وقعت ..
أومأ لها وترك يدها فجأة وإتجه للأعلي وهو يقول ببرود
- انا هفضل مصدق انه غصب عنك عشان منزعلش من بعض !
****************
كان كمال يفحص تلك الفتاه بكشافه وهو يطلب منها تحريك عينها لليمين واليسار
نهض بعد ان انتهي وقال لها
- انتي مش حاسه باي نغمشة او حاجة صح
نفت برأسها المضمضة بوهن
فقال بهدوء طيب احنا عاوزين نعرف بيانات حضرتك عشان المستشفي ..
وكمان اللي خبطك مهربش متقلقيش هو موجود بره
اغمضت عينها بوهن وهي تشعر بألم شديد بأنحاء جسدها
انفتح الباب ودلف منه مروان وخلفه مازن نظر لهم كمال مطمئنهم بأنها استعادت وعيها
اقترب كمال منها وبدأ باستكمال كشفه
كان مروان يتابع ما يحدث باستغراب خاصتا عندما اقترب الطبيب بالة صغيرة من المعدن وبدأ بلمس باطن قدميها ليتأكد من انها تشعر ولا يوجد شلل بالاطراف بعد ان انتهي من ذراعيها
بينما نظرات مازن كانت هادئة فهو يعلم ما يفعله صديقه يتمني فقط ان تكون الامور علي ما يرام فيكفي ما حدث !
تنفس مازن بأريحية وتنهد هو وكمال عندما اعطت الفتاه اشارات بالشعور في جميع اطرافها
حينها اقترب كمال منها وقال بهدوء
- انتي زي الفل الحمدلله .. قوليلي حسه بوجع فين غير الدماغ ؟!
فتحت الفتاه عينها ببطئ تشعر بالدوار ونظرت للسقف المتأرجح فوقها كما تراه
ثم حولت بصرها لذلك الرجل المتحدث اليها ..
- احنا محتاجين بيانات حضرتك عشان المستشفي وعشان نوصل لحد من اهلك
ابتلعت ريقها بصعوبة ونفت برأسها بوهن دون إجابة
فاقترب منها مازن وقال بهدوء
- انتي سمعانا يا انسة ؟! .. حاسه بإيه قولي
نظرت له وقالت بتعب شديد وكأنها تحاول التحدث
- عطشانة !
أومأ لها مازن وقام بوضع كوب من الماء لها وساعدها لترتشف منه
اعتدلت بعد ان شربت القليل وملامح الالم واضحة علي وجهها ونظرت له بشكر
فقال كمال
- انتي كويسة متقلقيش بس الرضوض اللي في جسمك وكدمات والكسور دي هتخف باذن الله وانا هتابع حالتك بنفسي ان شاء الله بس احنا محتاجين بيانات عشان نوصل لاهلك لان انتي مكنش معاكي حاجة
تنفست بعمق وهي تنظر لهم وقالت
- انا .. انا .. انا مش عارفة انا مين !!
*************************************  

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن