الفصل الثاني والاربعون

41.2K 1.4K 11
                                    

    قالت الممرضة بدهشة وهي تنظر لمازن مشيرة لماتيلدا
- هي دي الانسة خديجة عبد الرحيم اللي حضرتك سألتني عنها !!!!
خفق قلبه بقوة وشعر بتصلب جسده وقد تحولت عينه إلي ماتليدا الفاقدة للوعي قائلاً بصدمة
- دي خديجة عبد الرحيم عبدلله !!!!
قالت الممرضة مؤكدة براحة
- أيوة يا فندم هي دي !! .. كده حضرتك مش هتأذيني صح !!!!
شعر مازن بصفير مرتفع داخل أذنيه وكأن العالم توقف من حوله
جلس جانبها ينظر بصدمة لها لا يصدق أنها خديجة
وضع كفه فوق صدره يشعر وكأن قلبه مضخة قوية تفتك بصدره ألماً !!
قالت الممرضة وهي تنظر له
- حضرتك كويس ؟!
ضغط مازن فوق قلبه لا يصدق فماتيلدا هي خديجة !!
لذلك شعر بها !!.. إذا هي واحدة صاحبة قلبه !!
هل كان هذا شكلها كيف وقعت بيد بكر !!
فخديجة إبنة لإسرة فقيرة ومن مدينة طنطا كيف قابلت بكر هنا !
إبتلع ريقه ينظر لها وكأنه يراها للمرة الأولي !
هل هذه خديجة من عانت في صغرها هل تتألم هكذا حتي الأن !
هل تبحث عنه وتشعر به كما كان يبحث عنها !
لقد مرت أشهر كلما رأها يخفق قلبه داخله وكأنه يصرخ به هذه هي خديجة .. لكنه لم يتوقع هذا !
أغمض عينه بألم وهو يتذكر لمسته لكفها البارد للمرة الاولي .. ورقصتها بين ذراعيه..
وبكائها له في الغرفة ..وإستنجادها به .. وصراخها بوجهه بمدي حبها له وخوفها من فقدانه !!
وظلت مشاهده معها تتقاطع أمامه
وفجأة تذكر إحتضانها له في المشفي بعد خطفها وصوتها الباكي بقوة وهي تسأله
((ولوبحبك وفكرت في غيرك مع انك مش جوزي خيانة ليك !! ))
(( أنا مش خاينة ياخالد صح !! ))
حاول التنفس بقوة يشعر بألم ينحر صدره لقد كانت تفكر به كمازن وهي تحبه كخالد !!
كما كان يشعر معها !!
فلكم عشقها كماتيلدا وهو يبحث بكل حواسه عن خديجة !!
فاق من شروده علي يد الممرضة فوق كتفه تقول وكأنها سألت مرات عديدة
- حضرتك قلبك بيوجعك .. حاسس؟!
نظر لها بشرود وحول بصره إلي ماتيلدا قائلاً
- هي !! .. إكشفي عليها .. هي قلبها بيوجعها حاولي تهديه
نظرت له الممرضة بإستغراب وقالت بذهول
- حضرتك عرفت منين انا لسه قايسة النبض ليها وهعملها رسم قلب لانه سريع أوي..
هي عندها القلب ؟!!
إبتلع ريقه وقال بألم
- لا أنا قلبي بيوجعني وبينبض !!
نظرت له ببلاهة فلم تفهم شئ وقالت بإستغراب
- حضرتك عرفت منين عن قلبها هي مريضة قلب لو مريضة قلب عرفنا عشان نساعدها حتي بدل ضياع الوقت برسم القلب لأن قلبها نبضاته سريعة أوي
نفي برأسه وقال وقد بدأ يشعر بالدوار من شدة خفقاته
- لا أنا قلبي بينبض عشان كده هي قلبها عالي هي مش مريضة بس حاولي تهديه هي مش قادرة
نظرت له الممرضة للحظات وقد تدلي فاهها تشعر بالغباء فما علاقة قلبه بقلبها !!!
قال مازن بحدة وألم لتفيق من تفكيرها الغبي
- إتحركي ساعديها وإكشفي علي الجرح ليكون فتح تاني !
***************************************
دلف مروان إلي غرفة مرام فوجدها نائمة
إقترب ببطئ منها وجلس جانبها بهدوء
فشعر برعشة جسدها أغمض عينه بغضب يعلم أنها تتصنع النوم وها هي كعادتها تهرب !!
قال بهدوء حتي لا يخيفها
- قومي أنا عارف إنك صاحية !
أغمضت عينها بقوة وقالت بصوت هزيل يبدو عليه البكاء
- أنا عاوزة أنام لو سمحت يامروان لما ..
شهقت فزعة عندما شعرت بذراعيه ترفعها كطفلة تجلس أمامه
إعتدلت وهي تفرك بأصابعها تبكي بصمت لا تريد الحديث الأن تشعر بحاجتها للوحدة
رفعت بصرها له عندما قال بحدة
- بوصيلي عشان هنتكلم أنا مش طالع من هنا الإ لما نتكلم تمام !!
قالت ببكاء وهي تهتف به
- مش عاوزة يامروان .. مش عاوزة أتكلم
فهتف بها بحدة وعصبية
- أومال عاوزة إيه ؟! .. عاوزة تهربي وتخلصي فاكرة لما تنامي وتقطعي نفسك عياط
هتصحي زي الفل والدنيا وردية
وإزداد صراخه بوجهها عندما وجدها صامتة
- ردي عليا ها ؟! .. هتفضلي كده لحد إمتي ؟!
حينها دلفت ملاك فزعة للغرفة
فقال مروان بعصبية دون النظر للباب بل نظراته لم تتحرك قدر إنشٍ واحد من علي مرام
- إطلعي بره ياملاك سبوني معاها
إبتلعت ملاك ريقها ونظرت له بإضطراب قليلاً إلي أن هتف بها
- لو سمحت إتفضلي !
تحركت للخلف وأغلقت الباب خلفها
فقالت مني بضيق وبكاء
- ليه سمعتي كلامه ياملاك ليه ما دخلتيش .. مرام مش حمل كده مش وقته
قالت ملاك بحنان وهي تمسح فوق ذراعها
- متخافيش يا طنط إحنا قلقانين أه بس يمكن دا الصح ..
مرام لازم تفوق لأنها لسه عاوزاه وخايفة منه .. سبيه معاها هو أدرا !
مسحت مني دموعها وقالت وهي تتجه لغرفتها
- كان مستخبلنا فين دا بس ياربي إستغفر الله العظيم
لحقتها سلمي وهي تستغفر ربها تعلم أن مرام مصدومة ولكن اليوم شعرت بخضوعها أمامه وإستسلامها له !
************************************
قال مروان بعصبية وهو يبعد كفيها عن بعضهما
- بطي تكسري في صوابعك عورتي إديكي من ضوافرك .. وقلتلك بصيلي
لم تستمع له وظلت تبكي بعد أن نفضت يده بقوة جارحة ليدها مرة اخري وهي تفرك بهم !
نهض مروان بعصبية متجها لأحد الأدراج وبدأ بالعبث بمحتوياتها بقوة إلي أن أخرج مقص للأظافر
جلس أمامها مرة اخري وأخذ كفها المرتعش بالقوة وبدأ بقص أظافرها
ظلت تبكي بقوة وهي تحاول جذب كفها منه
فصرخ بها بينما لم يتخلي عن كفها من بين يديه متابعاً للقص
- بس هتعوري نفسك بالمقص .. إهدي انا كده كده هقصهم !
وبعد أن انتهي ترك كفها وهو يقول بعصبية
- يلا كسري صوابعك وإعملي اللي إنتي عاوزاه
وتابع بصراخ بوجهها وكأنه يريدها أن تفيق
- لسه بتحبيه إزاي ؟!! .. لسه عاوزاه إزاي بعد اللي عمله فيكي ؟!! ... انطقييي !!
رفعت بصرها له وفجأة نهضت تضربه بقبضتيها بإنهيار شديد وهي تبكي صارخة
- أه بحبه مش بإيدي متصرخش فيا أنا بكرهك بكرهك بكرهك !!!
كان مروان مذهولاً في البداية من حالتها ولكنه لم يقيدها
بل تركها تضربه علها تفضي من طاقتها المكتومة
وظلت هي تصرخ وتزداد ضرباتها فوق صدره بقوة
- أنا بكرهكوا كلكوا .. هو كان بيحبني .. هو ضحك عليا .. لعب بيا ..
انا اللي رخصت نفسي لما رضيت أكلمه تلفون في الاول .. أنا اللي صغرتكم ..
انا مش محترمة ومستاهلش حد كويس !!
إبتلع مروان ريقه بصدمة وهو ينظر إليها بذهول فلأول مرة يعلم عن حديثها مع أكرم علي الهاتف !!
وبدأ هذيانها بذكر إسم أخيه المسامح لها فيبدو أن مازن كان علي علم بالأمر !!
قالت مرام وهي مغمضة عينها تصرخ به وقد بدأت بتخيله أكرم بالفعل
- إنت السبب أنا بكرهك إنت السبب أنا إتخذلت بسببك إنت كسرتني ياحقير
إنت اللي كنت بتجبرني أنا كنت بترجاك عشان مش قادرة وإنت بتوجعني ومكنتش بتحس بيا
أغمض مروان عينه عند هذه النقطة يحاول التنفس وقد برزت عروقه
وهو يستمع بوحها ببكاء عما كان يفعله أكرم بها
وفجأة أمسك قبضتيها مقيداً لها يصرخ بها بقوة وعصبية مخيفة يرجها بقوة
- فوقي .. فوقييي ..فوقييييييي وديني لقتله وديني لندمه علي اليوم اللي عرفك فيه
هنا دلفت سلمي ومني من شدة الصراخ قلقتين
ورأوا إنهيار مرام بين ذراعي مروان وتقيده لها وهتافه بقتل أكرم وتمزيعه إلي قطع
وهدأت مرام من ضرباتها بعد أن قيدها بالقوة وبدأت بالصراخ والبكاء
وهي تتمسك بقميصه بعد أن تقطعت أزراره من ضرباتها وإنهيارها
ضمها إليه بقوة بينما جلست مني علي المقعد جانب الباب تبكي
فهي تشعر بضياع طفلتها الوحيدة
إقتربت سلمي محتضنة مروان ومرام ببكاء تشعر بها وبه فكلاً منهم يحمل ألما ً لا يحتمل !!
*****************************
ظلت نرمين تصرخ وهي تمزق بالملابس بالمقص هاتفه
- تعالي ياطارق أنا محتجالك !! .. انا عارفة إنك عايش متسبنيش عشان خاطري
دلفت الخادمة إليها بتوتر فصرخت نرمين بها كالمجنونة
- مش أنا قلتلك إطلعي بره إطلعوا من حياتي ربنا ياخدكم كلكم
قالت الخادمة بتوتر وقلق
- مدام نرمين حضرتك كده هتأذي نفسك لازم تهدي
فقالت نرمين ببكاء
- أنا طلعت مجنونة زي ما قال بكر أنا طلعت مجنونة
أنا بشوف طارق بيكون معايا وبيكلمني علي التلفون
أنا بعد معاه وبيكلمني وبيقولي إنه مماتش وبيراقب بكر وهيخلص عليه
كان هنا ياشفا والله كان هنا صدقيني كان معايا دلوقتي وقالي أصبري ومشي وسابني
بيحضني بليل والله ياشفا
وجلست أرضاً أو بالأحري وقعت علي ركبتها وهي تبكي بنشيج مؤلم
- بيسبني ياشفا بيسبني لوحدي وبيمشي يا شفا !!
***********************************
صرخ عمار وهو يجوب في المكان كالأسد الحبيس
- شوفي يامتخلفة إنتي أهيه مجتش
قالت شهيرة بعصبية مخرجة هاتفها
- إحترم نفسك دلوقتي هتيجي إستني أشوفها فين الصايعة دي
قامت بالاتصال وهي تهز قدمها بعصبية وتوتر متوعدة لها
فتحت ماتيلدا عينها بوهن علي رنين هاتفها بينما نهض مازن ممسكاً به ليري المتصل
فوجدها شهيرة رفع عينه مصادفتاً إلي ماتيلدا فوجدها تنظر إليه !
خفق قلبه بشدة من نظراتها وكأن تأثيرها عليه أصبح مضاعف!!
بينما رفعت هي ذراعها بضعف مشيرة للهاتف بين يديه وقالت بهزل
- متردش.. عشان.. خاطري !
إبتلع ريقه وهو ينظر لها ووضع الهاتف علي الوضع الصامت
إقترب منها يتأملها يشعر وكأنه يراها للمرة الأولي !!!
نظرت له ماتيلدا قليلاً وإعتدلت ببطئ فإقترب منها وساعدها علي الجلوس
ثم جلس أمامها يشعر بخفقات قلبه المجنونة فالأن قربها أصبح مختلفاً !!
نظرت إلي ذراعها وعروقها الزرقاء تشعر بالبرودة الشديدة
ورفعت كفها الاخر تضغط موضع قلبها بإرتعاش تشعر بخفقات شديدة رغم وجوده !
تحركت نظراته إلي كفها فوق صدرها ..
رفعت بصرها إليه فإرتفعت نظراته إليها ببطئ وأصبح كلاًمنهم يشعر بخفقات الأخر !!
ظل ينظر لها نظرات غريبة يشعر وكأنه يستطيع الغرق داخل حدقتها الخضراء !
بينما ظلت هي تنظر إليه بصمت
إلي أن شعرت بإنحجاب الرؤية عنه عندما تجمع غلاف زجاجي شفاف فوق عينها ..
إبتلعت ريقها ومن رمشة صغيرة سالت دموعها بصمت شديد !
مرت لحظات تنظر له تغرق داخل نظراته إلي أن قالت بخفوت
- إحضني ياخالد !!
فاق من شروده بعينها مبلتعاً ريقه وإقترب ببطئ شديد إليها ضاماً لها بحنان
أمسكت هي به وبدأت بالبكاء الشديد لكم شعرت بحاجتها إليه !!..
لكم تشعر بألم ووحدة دونه !!
شعر مازن بإنتفاضتها القوية بين ذراعيه
وإقترب يستنشق رائحتها بقوة يتمني أن يدفنها داخله ويخبئها في لحظة واحدة
وهمس لها بشعور العالم ..
- وحشتيني .. !!
إزداد بكائها فبرغم عدم ملائمة الكلمة للموقف من وجهة نظرها إلا أنها كانت بحاجة شديدة لها !
ثم همست دون وعي تشعر بمضخته القوية تحت صدرها
- أنا بحبك ..!! متسبنيش ياخالد !! .. أنا خايفة !!
زاد من ضمها إلي صدره بقوة وهمس بينما إمتلئت عينه بدموع صلبه لا تتحرك
- أنا اللي بحبك من زمااااان .. ياخديجة !!!!!
*********************************** font-family:AѦx

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن