الفصل الخامس والاربعون

43K 1.4K 30
                                    

 توقفت سيارة عمار فجأة عندما قطعت الطريق عليها سيارة سوداء !!
مرت ثوانٍ قبل أن يهبط منها مازن العابدين بهيبته المخيفة ممسكاً بعصا غليظة !!
شعر عمار بالصدمة وهو ينظر لمازن أمامه بينما إنكمشت الفتاه علي نفسها
وهي تنظر لملامحه المذعورة وملامح ذلك الرجل المخيف في الأمام !
وفجأة هبطت من السيارة بخوف غير عابئة بعمار وقالت بقلق موجهه حديثها لمازن
- أنا مليش ذنب في حاجة .. أنا معرفهوش والله !
فقال مازن ببرود ونظرات مشمئزة
- وأنا مش عاوز منك حاجة .. تقدري تمشي !!!
أنهي كلماته لها موجهاً نظراته لعمار ثم رفع كفه مشيراً له بأن يأتي !!
إلتفتت الفتاه تنظر حولها بقلق علي ذلك الطريق المقطوع فلا يوجد أحد به فإلي أين ستذهب !
إبتلع عمار ريقه وقد تملك منه الغضب وهبط من سيارته ينوي الفتك به !
وعندما وصل لمازن بإندفاع موجهاً لكمة له
إنخفض مازن بسرعة ليتفادها مسدداً له ضربة قوية بالعصا خلف قدمه!!
سقط عمار صارخاً علي ركبتيه
فإقترب منه مازن ورفع العصا أعلي ثم نزل بها بقوة فوق كتفه بضربة يعرف أماكنها جيداً !!
صرخ عمار بصوت مخيف وقد تحولت يديه من قدمه حتي كتفه ممسكاً به
فألقي مازن العصا وإقترب منه جاذباً له من قميصه وقال بصوت مخيف رغم همسه!
- أنا قلتلك ماتيلدا لا !! .. وإنت إللي إخترت !!
أنهي حديثه ضارباً إياه برأسه بقوة
نزفت أنف عمار وهو يتمسك بذراعي مازن وقال بصوت خافت متألم
- معلش خلاص مش هقربلها تاني
ضحك مازن بشدة وقال بهدوء غريب !
- لا منا مبحذرش مرتين !! .. مع إني كنت معاك كريم وحذرت مرتين !!
وسدد له لكمة قوية بشدة جعلته يتراجع للخلف شاعراً بالدوار
هتف عمار بضعف وصراخ متوسلاً
- صدقني مش هقربلها خلاص أصلاً شهيرة اللي قالتلي أغتصبها !
وكأن الكلمة أتت لتفجر الدماء داخل عروقة
فجذبه بعنف مفرغاً به طاقة كبيرة قائلاً بغضب هادر من بين ضرباته وصراخ عمار
- إيه كنت فاكر إنك لو إعتديت عليها هتفلت مني ؟!! .. كنت فاكرني هسيبك يا *** ؟!..
فقال عمار متمسكاً بقدم مازن
- صدقني أخر مرة أنا غلطت
فضربه مازن بقدمه حتي إستلقي علي ظهرة وإنحني عليه وقال أمام وجهه الدامي
- بكرة هتكون بره مصر لو طلع عليك نهار هنا هقتلك !!
إبتعد عنه فجأة متجهاً لسيارته بهدوء هاتفاً
- إفتكر إني مبحذرش مرتين !!
****************************************
إقتربت سلمي من مروان بقلق تمد يدها بكوب الماء
فقال مروان وهو يتناوله منها
-إهدي ياحببتي أنا كويس والله
تنهدت وجلست جانبه علي الفراش وهي تنظر له بطريقة غريبة متأملة
إرتشف مروان القليل من الماء يحاول منع إبتسامته من الظهور ثم وضعه جانبه علي الكومودينو
إبتلعت سلمي ريقها وقالت بتوتر
- يعني الدوخة راحت خلاص وبتتنفس عادي خالص من ساعتها ؟!
إلتفت مروان إليها وقال بهدوء ناظرا ً لها
- أنا .. كويس .. أنا كويس .. أغنيهالك ؟!
إهدي بقي عدي أكتر من 3 ساعات سألتي السؤال دا الفين مرة فيهم
إبتسمت سلمي فما يقوله صحيح ولكن لا تستطيع التحكم بقلقها عليه
فقال مروان بتساؤل هادئ رغم خبثه
- طيب أنا تعبان ومش قادر فأكيد لو طلبت منك حاجة هتعمليهالي صح ؟!
أومأت له بلهفة تريد مساعدته في أي شئ يكفي أن يصبح بخير
فقال بهدوء
- عاوز أختبر نفسي يعني أشوف نفسي كويس ولا لسه مش مظبوط !!
نظرت بحيرة وسرعان ما قالت بتفكير
- أنزل أشوف مازن تحت ولا لأ وأجبهولك طيب ؟
ضحك مروان بشدة قائلاً
- لا مازن إيه ..إستغفر الله العظيم .. يابنتي إيه اللي انتي بتقوليه دا ؟
هو ينفع أبوس مازن أخويا برده ؟!
قطبت بين حاجبيها تنظر له بغباء وفجأة تسارع تنفسها وهي تنظر له تحاول تبين هل ما فهمته صحيح ؟!
فإبتسم بهدوء وهو يومأ لها قائلاً
- بالظبط زي ما فهمتي .. شوفتي بقي إن إقتراحك حرام .. قال مازن قال !
إنهي حديثه بضحكة قوية
إبتلعت ريقها وهي تنظر له وإقتربت ببطئ دون مقدمات وقبلته أعلي وجنتيه بتوتر
فإبتسم وقال وهو يشير لشفتيه
- أنا مبتنفسش من خدي .. التنفس من البؤء !
إبتسمت بإضطراب وإقتربت مرة أخري مغمضة عينها طابعة قبلة رقيقة !
تنهد مروان بقوة وقال بتفكير
- تقريباً كويس بس إستني أتأكد أنا لانك مش مجتهدة أوي !!
وجذبها قبل أن تفكر في شئ هامساً بحب قبل أن يأخذها لعالمه!
- عشان أثبتلك بس إني كويس ومفيش داعي للقلق !!
******************************
إستلقت ماتيلدا علي فراشها تحاول النوم ولكن لا تستطيع تشعر بالقلق من مقابلة عمار غداً
أغمضت عينها تتنفس بقوة تشعر بحاجتها للصلاة !
إبتسمت إبتسامة واهية فكيف ستصلي وهي تعيش هكذا !!
كيف ستأتي بالقوة حتي تقف أعلي سجادة الصلاة لتصلي أمام الله !
أدمعت عينها تحاول تجنب ذلك الفكر المُتعب فلم تنل منه غير الأذية
تحاول الإبتعاد قدر المستطاع عن التفكير في حياتها حتي لا يتأنب ضميرها
أخذت شهيقاً قوياً وهي تفكر في مازن
تري أين هو ؟!! .. إبتسمت وهي تحاول تخيل ملامحه كما سألها خالد تفكر كيف ستكون هيئته
تنهدت بضيق هل ستبدأ بالتفكر بمازن الأن بعد أن أصبحت زوجة لخالد !!
إلتفتت تستلقي علي جانبها وهي تحتضن وسادتها بقوة
ومتي توقفت عن التفكير به لتبدأ !!
******************************************
نهض مازن قرب الفجر من نومه علي صوت إنفتاح الباب
فمنذ طفولته ونومه خفيف يستيقظ علي أبسط الأشياء فوجد مرام تقف بتردد وتبين بكائها رغم ظلام الغرفة
فإعتدل جالساً رافعاً ذراعه لها قائلاً بحنان
- تعالي !
إقتربت تنتفض ببطئ إلي وصلت إليه
أمسك ذراعها جاذباً لها وها قد ظهر وجهها المنتفخ من كثرة البكاء
قال بهدوء وكأنه لا يري بكائها
- تعرفي أنا كمان مكنش جايلي نوم وكنت هجيلك يلا وفرتي أنا مش قادر أقوم الحمدلله إنك جيتي
مسحت وجهها بظهر كفها وهي تنظر له ببكاء
فقال وهي يعتدل في الفراش ليترك لها مساحة وجذبها لتستلقي جانبه
- يلا ننام بقي أهو نونس بعض
إستلقت مرام جانبه تنظر للسقف كما ينظر له وقالت بصوت خافت باكي
- أنا موافقة علي الطلاق !
لم تتحرك ملامحه بل ظل صامتاً تاركاً ذراعه لها ولم تشعر هي بقوة ضغطها عليه وهي تبكي قائلة
- أنا كنت عارفه إنه غلط بس كنت بحبه !
وتابعت بهمس ضعيف
- أنا خايفة !
حينها إلتفت يستلقي علي جانبه ينظر لوجهها وقال وهو يمسح وجنتيها بكفه
- مش هقولك الكلمة دي متتقالش وإنتي في بيتي ولا لإنك عندي ..
لا أنا هقولك الكلمة دي متتقلش مداد أنا في الدنيا
إن شالله كنتي في الهند هجيبك برده وهحميكي
إبتسمت وهي ترفع عينها قليلاً لتنظر له وقالت بحزن
- أنا تعبانة إني ضربت مروان !
قال بهدوء وهو ينظر لها يلف إحدي خصلاتها فوق أصابعه
- والله مبقتش عارف إنتي زعلانة وتعبانة من إيه ولا من إيه ؟!
قالت بحزن وقد بدأت بالبكاء مرة اخري
- هبقي مطلقة يامازن خلاص واللي حبيته أذاني ومحدش هيتجوزني ولو حد إتجوزني هيعايرني بيه !
قال مازن وهو ينظر لها
- بصي هو الموقف مش محتاج ضحك بس أنا مش عارف ما أضحكش وتابع بتساؤل
- إنتي غبية يا مرام ؟! .. أو هبلة ؟!
لم تجبه وظلت تبكي فتابع
- أولاً مطلقة دي مش شتيمة خالص ياما ناس مطلقة وكويسين إحنا اللي مجتمع متخلف ولو بصيتيله هتتعبي ومش هتستفادي بأي حاجة لأن الناس مش هتبطل كلام لو مهما حصل !
ثانياً مفيش حاجة إسمها محدش هيتجوزك إنتي إتقدملك لحد الأن عريسين وأنا رفضت من بره لبره عشان حالتك ونفسيتك .. وتابع بإبتسامة
- إتقدملك إتنين وإنتي لسه أصلا متطلقتيش ها !
ثالثاً بقي ودا الأهم هنعتبر إن محدش إتقدملك وإنتي مطلقة .. لو إنتي شايفة دا عيب وعار يبقي متلوميش الناس علي نظرتهم ليكي كمطلقة وكأنه شئ بشع !
ولو إفترضنا إنك إتجوزتي محدش يقدر لا يعايرك ولا يذلك إنتي إتجوزتي علي سنة الله ورسوله ومعملتيش حاجة غلط ومحدش يقدر يرفع عينه فيكي ولو حد رفعها أنا هشيلهاله
نهضت فجأة وهي تمسح دموعها وجلست معطيه له ظهرها قائلاً ببكاء
- ضفرلي شعري زي ما كنت بتعملي وأنا صغيرة !
ضحك مازن بشدة وقال بدعابة
- أه قولي كده بقي الفيلم الهندي دا كله عشان اضفرلك شعرك
إبتسمت بحزن وأغمضت عينها تشعر بيديه والتي بدأت بالتضفير وسمعت صوته يقول بحنان
- هضفر النهاردة ومروان بكرة زي ما كنا وإنتي صغيرة ولو عرفت إنه مضفرلكيش هزعل منك
نزلت دموعها تشعر بالحزن والخزي مما فعلته وقالت بخفوت
- أنا مستنية بكرة عشان أخيله يعملي ضفيرة !
**********************************
وفي صباح يوم جديد ..
جلست شهيرة بصدمة علي الأريكة وقد سقط الهاتف من بين يديها هامسه بذهول
- عمار سافر وسابني !
رمش عدة مرات علي صوت معاذ القادم قائلاً بحب
- يلا ياحياتي أنا جهزت العربية هنفطر حتة فطار محصلش !
رفعت عينها له بشرود مازالت لا تصدق هل أخلي بها وتركها !
فقال معاذ وهو يتفحصها
- مالك ياحببتي في إيه ؟! .. شكلك مش طبيعي ؟!
لم تجيبه بل ذهبت ركضاً لغرفتها !
****************************************
قال مازن وهو يدير محرك سيارته
- حاضر جايلك ياحازم .. بس قولي عملت إيه
أجابه حازم بهدوء
- طلعت الورق يامازن خلاص وهيتمسك هناك إهدي بقي كلها ساعة ويتسلم!
قال مازن بإرتياح وسعادة
- أيوة خلي البلد تنضف وعلي فكرة عمار كان كارت محروق ومكنتش هتعرف تمسك بكر عن طريقه وكان لازم ورق الكاميرات الأوتيل بتاعه يطلع من زمان
فقال حازم مقاطعاً بضيق
- أياً كان يامازن أنا حرقت كارت عمار عشان إنت متحرقش نفسك مش أكتر وأنا مستنيك متتأخرش ****************************************
وبعد ما يقرب من النصف ساعة كان مازن جالساً في مكتب حازم
فقال حازم بعصبية ظهرت عليه برغم هدوء صوته
- إنت إتجننت يعني إيه اللي إنت بتقوله .. إتجوزتها إزاي ؟!
قال مازن ببرود
- عادي روحت لمأذون وشهوده وكتبت عليها
فقال حازم بعصبية وهو ينهض
- مبروك ياعريس ! أقولك أنا بقي خبرلي الحلو
واد المافيا الإيطالية نطق وإعترف أخيراً لما لعبت عليه بدخول واحد الزنزانة يجرجره بعد ما يقوله إن بكر والمافيا خلصوا علي بعض وقصة كاملة طويلة عريضة
فقال مازن مسرعاً لا يصدق
- يعني بكر والمافيا وقعوا خلاص !
قال حازم مصححاً وهو ينظر له بقوة
- لا هو معترفش رسمي فموقعوش ..
بس خد خبري الحلو ياعريس
- بكر هو اللي كان خاطف ماتيلدا !!!!!
**************************************

x

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن