نهضت تبكي وأمسكت هاتفها لتهاتف مصطفي !
ودون شعور أخرجت الورقة من أسفل مرتبة فراشها وطلبت الأرقام بيد مرتعشة دون النظر الي الساعة وهي لا تعلم أنها منتصف الليل
وعندما ضغطت ذر الاتصال لتستنجد به لم تجد ما يكفي للمكالمة !
بدأت بالبكاء بشدة وهي تنظر للهاتف بصدمة لا تعرف ماذا تفعل إتجهت لحاسوبها دون شعور منها ودون التفكير بالعواقب من جدها او ظنهم بها
فتحته وهي تبكي بصمت حتي لا يشعر أحد ..
هي تبحث عن أحد ليكون معها حتي يزيل خوفها فقط لا غير !
وجدت مريم صديقتها او بالاحري مصطفي غير متواجد ..
التفتت حولها وهي تشعر بانتفاض شديد وخوف وقررت المضي علي الحساب وإهدار وقت النومها عليه فهي مرتعبة من فكرة العودة مرة اخري للنوم ..
ووقتها وجدت أن لديها صديق مفعل الان فقط شعرت بالسعادة والأمان فهي لا تملك علي حسابها غير مريم ووالدها ..
اذا بالطبع أحد منهم وعندما فتحت قائمة الأصدقاء لتري
تفاجأت بوجود شخص ثالث لا تعرفه فقط حساب بإسم رجل يدعي مازن العابدين !!
شعرت بالدهشة متي ضافته أو متي ضافها وقبلت طلبه ؟!
دون تردد أزالة حسابه وهي تشعر بالاضطراب !
ظلت هكذا وقبل إستيقاظ جدها أغلقت الحاسوب وجلست علي فراشها عينها تدور جميع انحاء غرفتها بخوف وظلت
تنتظر معاد اول دروسها لتخرج من هذا البيت ولو قليلا
وبعد عدة ساعات كانت ماتيلدا تأخذ نتيجة فحصها في أحد دروسها والذي تفاجأت بعلاماته المنخفضة ولكن مدرسها لم يعنفها بل التمس لها العذر فهي من الأوائل دائما وبالطبع لديها ظروف
خرجت ماتيلدا بعد إنتهاء يومها الدراسي تبكي في الطرق بصمت
وينظر لها الجميع ليس فقط لأنها ملفتة بشدة للإنتباه ولكن أيضا لبكائها وهي تسير !
وبمجرد دخولها للمنزل حتي جذبتها جدتها وهي تعنفها علي تأخرها رغم انها لم تتاخر
وتطلب منها فتح حاسوبها فوالدها يريد التحدث لهم
وضعت حقيبتها وقامت بفتحه وأثناء محادثتهم تفقدت الحاسوب
وتفاجأت بنفس الحساب الشخصي والذي أزالته أمس !!
نبض قلبها بإضطراب وأزالته مرة اخري وهي تفكر كيف ذلك ..
لقد ازالته أمس وتأكدت من هذا جيدا !!!
وعندما انتهوا من الحديث مع والدها والذي يسأل عنها لأن هذا واجبه ليس الا !
أغلقت حسابها والحاسوب بأكمله وذهبت لتغير ملابسها والبدأ بالدراسة
وعندما انتهت خرجت علي صراخ جدتها لتتناول الطعام ولتساعدها
جلست ماتيلدا بإرهاق بعد أن إنتهت من غسل الأطباق فجدتها لا تستطيع العمل كثيرا لكبر سنها يكفي صنعها للطعام
دلفت الي غرفتها وهي تشعر برغبة شديدة بالنوم فهي لم تنم منذ كابوس أمس
تمددت دون أن تغلق الضوء فهي أصبحت تشعر بالذعر حقا
وبمجرد ما سحبت الغطاء حتي وجدت تلك الفتاه الصغيرة او السيدة تقول لها
- لقد إنتظرناكي كثيرا .. يجب أن تأتي معنا ..أنتي تعرفين أن هذه الحياه سيئة ولا تصلح لكي .. أعلم إنك تفكرين هكذا فلا داعي لخداعي والأن فكري في الأمر لن نمهلك الكثير !!
ابتلعت ماتيلدا ريقها وهي تنظر لفم تلك الشخصية فكم هو مرعب !
فقالت السيدة
- الان ستدلف جدتكي فلا تظهري شئ هي لن تراني !
وبالفعل رفعت ماتيلدا نظرها الي الباب فوجدت سمية تدلف للغرفة حاملة سلة بها ملابس مبتلة قائلة
- بت يا خديجة قومي انشري الهدمتين دول لحسن مش قادرة بعد ما طبخت
نظرت ماتيلدا بذعر للفتاه امامها ونظرت لجدتها والتي صرخت بها
- انتي يابت ركزي وقومي هو انا بكلم نفسي
ازدادت ضربات قلبها وهي تستمع لصوت الفتاه وهي تقول بشر وبطريقة مخيفة
- لقد قلت لكي لن تراني !
نظرت لجدتها فرأت ذلك الرجل بطوله الفارع المخيف خلف جدتها والتي لم تصل رأسها الي خصره !
فشعرت بالدوار فجأة من شدة الخوف واخر ما سمعته كانت صرخت جدتها عليها عندما فقدت الوعي !
فتحت ماتيلدا عينها فوجدت انها ليست بالمنزل
ويوجد رجل امامها وعندما استعادة تركيزها علمت انه طبيب فخلفه جارهم السيد فتحي يبدوا انه من حملها الي هنا فجدها لا يستطيع وجدتها تبكي في الخلف جانب جدها
قال الطبيب بحنان وهو ينظر لها بهدوء
- مالك يا انسة خديجة ؟!
نفت برأسها بحركة ضعيفة وقالت بخفوت
- انا كويسة .. انا اسفة !
ابتسم لها الطبيب وخرج مع جدها وبعد قليل كانوا في طريقهم ذهابا الي المنزل
وبمجرد وصولها دلفت للغرفة لتستريح فهي تريد النوم ..
وبالفعل مجرد ما فردت جسدها علي الفراش ذهبت في سبات عميق بعد ان تركت الانوار مضاءة
*****************************
جلست سمية وهي تقول لزوجها باستغراب وقلق
- هو يعني ايه ياحج ضغط عصبي دا ..يعني البت عندها الضغط
نفي سامي وهو يدلك ركبته بألم
- لالا مش الضغط دا .. الدكتور فهمني .. قالي يعني البت عندها كبت
يمكن من المذاكرة وقالي حاولوا خرجوها وكده يعني نهتم بيها ومبتاكلش كويس عشان كده سكرها وطي باين
قالت سمية وهي تزيح طرحتها جانبا بتأفأف
- طيب والحل يا حج احنا مش حمل خروج هو احنا صغيرين علي الحاجات دي
قال سامي وهو يومأ برأسه تفهماً لها
- سيبك من كلام الدكتور خروج ايه وبتاع ايه .. انتي بس اكليها كويس
وانا هبقي اسيبلها النت تعد عليه شوية اهه تنفس عن نفسها وخلاص
وبالفعل عندما استيقظت ماتيلدا وانتهت من بكائها الهيستيري والذي اصبح ملازم لها
خرجت وتناولت طعامها جلست قليلاً علي حسابها كما قال لها جدها ..
واصابتها الدهشة وهي تري نفس الحساب عندها !!
اضطربت وهي تفكر هل هذا الرجل يملك ايميلها الشخصي وهو من يضيف حسابه لديها ام ماذا ؟!
وقامت بفتح الشات بينهم تريد سؤاله عن هويته وكيف يضاف عندها !
ولكن تراجعت وقررت مسح حسابه وقبل ان تضغط علي كلمة ازالة وجدت محادثته تضيئ!
ففتحته وهي مترددة لتجده ارسل
- ايه مفيش ازيك لعمو مازن ؟!
اتسعت عين ماتيلدا فمن هو عمو مازن ؟! ..وكتبت
- هو حضرتك مين ؟!
مازن : هههه انا عمو مازن
ماتيلدا : هو حضرتك ازاي منضاف عندي وانا بمسحك دايما
مازن : بتقوليها في وشي بمسحك !..
لم تجب ماتيلدا عليه بل انتظرت اجابته وبالفعل اجاب
مازن : انا معرفش انك بتمسحيني ومعرفش انك عندي .. دنا لقيت الاكونت بتاعك صدفة وقررت اكلمك عادي
ماتيلدا : ازاي انا مسحت حضرتك 3 مرات قبل كده
مازن : والله مش عارف بس انا مختش بالي ولقيتك فاتحة عندي فقلت اكلمك بس كده ..عموما امسحيني لو عاوزة عادي
ماتيلدا : اصل انا مش بكلم ولاد خالص عشان اهلي مش بيرضوا وعشان كده مش عندي حد
مازن : هو انا سألتك بتكلمي ولاد ولا لا ؟!
شعرت ماتيلدا بالحرج وقالت داخلها ايه الغبي دا .. والله لمسحك
مازن : خلاص متزعليش ..المهم انتي اسمك ايه .. اكيد مش دا اسمك
كانت ماتيلدا مسمية حسابها باسم والدتها جوستيل بناء علي طلب جدها عندما اقنعها ان تداول اسمها علي النت خطأ كبير في سمعتها والافضل ان تتركه مسمي باسم والدتها كما كان فالحاسوب من الاساس كان ملك لجوستيل ولكنها تركته كما تركت كل شئ وطفلتها !
ماتيلدا : لا مش اسمي بس انا اسمي غريب ومش بحب اقوله لحد ولا بكلم حد
مازن : طب قولي اول حرف كده يمكن اتوقعه
ماتيلدا : مش هتعرفه لانه صعب شوية ومحدش بيسميه كتير .. بس اول حرف ..خ..
مازن : اسمك خديجة ؟!
*********************************************
اتسعت عين ماتيلدا وهي تشعر بالصدمة والان تاكدت انه يعرفها من الممكن ان تكون صديقتها مريم !
فكتبت بريبة : انت تعرفني صح ؟!
مازن : ايه دا ؟ .. انتي اسمك خديجة بجد ؟!!
ماتيلدا : انت تعرفني صح ؟
مازن : والله معرفك يابنتي ايه جو المخابرات دا .. انتي متراقبة ولا ايه
ماتيلدا : احلف بالله انك متعرفنيش
مازن : والله معرفك حلفت مرة فوق علي فكرة .. المهم ان اسمك طلع خديجة بجد
ماتيلدا : اه بس متقولهوش لحد
مازن : هههههه هقوله لمين .. والله شكلك متراقبة
ماتيلدا : لو سمحت انا بتكلم بجد
مازن : خلاص متزعقيش .. مش هقوله ..انتي عمرك اد ايه يا خديجةا ؟
ماتيلدا : طب انت ازاي عرفت ان اسمي خديجة
مازن : والله انتي قلتي غريب واوله خ جه في بالي خديجةا لوحدي والله مش عارف ليه .. انا كنت بقوله بهزار يعني مش قصدي بجد ..جت صدفة !
ماتيلدا : طيب انا عندي 17
مازن : انتي في ثانوي بقي
ماتيلدا : اه ..
مازن : وعلمي بقي
ماتيلدا : اه
مازن : امممم
مازن : انتي كويسة ؟!
خفق قلب ماتيلدا بشدة وكتبت برعب وصدمة
- ليه بتسال كده ؟! .. انت تعرفني صح ؟
مازن : والله ماعرفك يابنتي في ايه .. وسالت بهزار اصلك بتقولي اه اه اه علي كل سؤال
بهزر معاكي يعني .. المهم انك طلعتي كمان صدفة مش كويسة اهه .. مالك بقي !
نظرت ماتيلدا حولها باضطراب وكتبت : انا مش هينفع اقولك مالي !
مازن : ليه بقي مش هينفع ؟! .. انا معرفكيش اصلا
ماتيلدا : برده .. مش هينفع
مازن : طيب براحتك بس لو حبيتي تحكيلي قولي انا معرفكيش ولا انتي تعرفيني ..وانا مش حاطط صوري ولا انتي حاطه صورك فعادي يعتبر احنا شخصين مجهولين لبعض ومحدش يعرف التاني !
ماتيلدا : بس انتي ممكن تعرفني عشان اسمي
مازن : هههههه فعلا بس دا في حالة اني ابلغ عنك بالكامل ويجبوكي عشان اشوف ست الحسن والجمال
ماتيلدا : وانت هتبلغ عني ليه ؟!
مازن : ههههه لا دا انتي خطيرة بقي .. انتي بجد تحفة !
ماتيلدا : يعني ايه ؟!
مازن : ميعنيش .. قوليلي بقي انتي بتاخدي دروس فين
ماتيلدا : لا طبعا مش هينفع اقولك عشان متعرفنيش
مازن : خلاص خلاص مش عاوز اعرف حاجة ..قوليلي مالك طيب ؟!
ماتيلدا : مليش
مازن : لا انتي تعبانة ..او فيكي حاجة ..خليني اساعدك..اعتبريني موجود عشان اساعدك
واول ما تبقي كويسة هختفي من حياتك .. اي رايك ؟!
ماتيلدا: طيب وانت هتستفاد ايه ؟
مازن : مش هستفاد ..انا هساعدك بس !
ماتيلدا : طيب انا لازم اقفل دلوقتي عشان اذاكر !
مازن : ماشي .. انا هستناكي تحكيلي واساعدك !!
ماتيلدا : باي*****************************
كان مصطفي يحاول بشتي الطرق الوصول الي ماتيلدا فهي لا تجيب علي اياً من اتصالته وقامت بحظره ايضا .. ها قد اخفي عنها حقيقته حتي لا تبتعد ولكن دون جدوي ها هي اختفت تماما !..
رن هاتفه فانتفض ولكن عندما نظر لشاشته وجدها احدي صديقتاته
تأفأف بضيق والقي هاتفه ..
هو لا يريد غيرها ..فقط هي !
لام نفسه كتير ياليته ما صارحها حتي لا تبتعد
لقد مضي اسبوع كامل لا يعرف عنها اي شئ !
...........................
كانت ماتيلدا في حالة صدمة منذ ذلك اليوم والذي ارسل به مصطفي رسالة منذ اسبوع
بأنه يريدها ضروري حتي جعلها تشعر بالقلق والاضطراب واجابت علي اتصاله
ووقتها علمت انه فعل هذا لتجيبه وانه بخير فقط تلاعب بها كما فعل منذ اليوم الاول !! ..
شعرت بالضيق لما يكذب ويتلاعب بها هكذا حقا صُدمت به !
ولم تفيق من صدمتها حتي اتتها الاخري عندما سمعته يقول
- انا معجب بيكي يا ماتيلدا مش عارف افسر مشاعري بجد في انا بكون عاوز اكلمك انتي وعاوز...لم يكمل ولم تستمع لانها انهت المكالمة باضطراب شديد
اغمضت عينها وانسابت دمعاتها الان سيحاسبها الله ويعاقبها كثيرا !
فتحت عينها وهي تتنهد وتفاجات بهذا الرجل امامها مباشرة !
شهقت فزعة ثم ابتلعت ريقها وبدا تنفسها يتسارع وهي تراه يقترب
بينما تستمع لاصوات مخيفة لا تستطيع تفسيرها ! ..
اغمضت عينها وهي ترتجف و تبكي وتتوسل له الا يقترب او ياذيها
فليس لها ذنب بشئ !..
******************************
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...