قفز مازن من سيارته مسرعاً متجهاً للقصر تحت أصوات سيارة الاسعاف والتي وصلت للتو
وبمجرد دخوله من باب القصر حتي تسمر وهو يراها ارضاً كالأموات والجميع حولها !!!
هرع لها وهو يشعر بالقلق الشديد يعرف خطورة تلك السقطة فبالطبع ليست هينة!
ابتعد الجميع فجأة أثر صرخته
وقام بدفع بكر بعيداً عنها والذي كان يحرك رأسها وهو يتوسل لها أن تفيق بهستيريا
إضطرب بكر بشدة علي زعيق مازن بأن هذا خطأ فإن كان يوجد كسر بالرقبة سيأذيها أكثر
جلس جانبها يقيس نبض رسغها وعرق رقبتها وينظر بهلع لجسدها وهو يتفقد موضع النزيف
دلف رجال الاسعاف سريعاً وقاموا برفعها بعد العد التنازلي بينما كان مازن يملي عليهم انخفاض ضغطها وموضع النزيف الظاهر وبعض من التعليمات دون شعور بما يفعله
وعندما وضعوها بالسيارة صعد مازن معها يشعر بأنه سيفقد حياته !
وتركه الجميع تحت مسمي انه طبيب وتلك مهنته كما قال!!
اتجه بكر لسيارته وهو يبكي كالاطفال يخشي ضياعها منه
كما انطلقت شهيرة ونرمين ومعاذ في سيارته معاذ
وصلت السيارات بعد قليل الي المشفي وقاموا بإنزالها بعد ان ركبوا لها الرقبة الطبية وعلقوا لها المحاليل
كان مازن يشعر بخفقان مؤلم فمنذ رؤيته للدماء خلف رأسها وهو يشعر انه علي بعد لحظات من فقداتها !
اتجه الجميع ركضاً داخل رواق المشفي وبالفعل وجدوا الطبيب كمال في انتظارهم
هتف به مازن مسرعاً وهو يتجه بها للداخل بالعربة الحديدية المتنقلة
بعد أن تحدث مازن له في الطريق لينتظرهم ويسعفها سريعاً
فلا يوجد وقت ليضيع فحالتها سيئة ويوجد كسور في الجسد وجرح أسفل الرأس مع احتمالية وجود نزيف داخلي
دلف المساعدون بها داخل الغرفة وقام كمال بطمئنة مازن أن كل شئ سيصبح بخير فقط يهدأ
اشتدت قبضة مازن بعصبية وقلق لا يستطيع مساعدتها رغم مقدرته
ثم اتجه فجأة للمرحاض
وهدأ كل شئ عندما اختفت داخل الباب الزجاجي
وقف مازن امام المراة يمسح وجهه بالماء فلقد وقع بخطأ كبير
كيف أفصح عن كونه طبيب .. كيف تسرع وكيف سيصلح هذا الخطأ !!
حمل الماء البارد بين كفيه وهو يضرب وجهه به بقوة
فكم شعر بالذعر عند رؤيتها علي الارض ووقع بلسانه .. كيف سينفي
تنفس بعمق وهو يحمد ربه انه فاق قبل الوصول بها الي المشفي
وتحدث الي صديقه كمال حتي يتولي حالتها فإن دلف معها لم يكن حينها سيستطيع نفي انه طبيب
سحب عدة مناديل ورقية بعنف وجفف وجهه وخرج بثبات شديد بعد ان استعاد هدوئه !
نهض بكر من مكانه بمجرد رؤية مازن وهتف به
- محدش بيطمنا يا خالد مش انت قلت انك دكتور ادخلها بسرعة وطمني
اجابه مازن بهدوء
- انا مقدرش ادخل لاني مش دكتور فعلا انا كنت اقصد اني فاهم في المهنة
لاني اشتغلت ممرض قبل كده فترة وعموماً انا طلبت من ناس هنا اعرفهم انه يهتموا بيها
وان شاء الله خير متقلقش هيطمنونا دلوقتي
بس هي لسه اصلا واصلة مبقالهمش عشر دقايق
ظلت نرمين تبكي بحرقة وهي تشعر ان ما حدث هي السبب به
فلو كانت قد استمعت لماتيلدا وتوسُلاتها لها بأن تصمت وتذهب ما كان حدث ما حدث الان ولكانت ماتيلدا بخير !
وفجأة عَلت شهقاتها دون ارادتها ووصلت لمسامع بكر
وكأنه تحول الي ذئب بشري وهو يتجه لها بجسده دفعه واحدة وقد غامت عينه بغضب دفين مخيف يصرخ بغضب
- انتي السبب يا بنت ال *** وديني لوريكي وديني لدفعك التمن والله لحطك في مستشفي المجانين يا مجنونة
ظلت نرمين تبكي بشدة تحت سيل كلمات اخيها اللاذعة ولكن للصبر حدود
وبالفعل فجأة نهضت وهي تهتف بانهيار
- انا مش مجنونة انت عارف كويس مين فينا المريض وانت هتخلص عليها وهضيعها زي ما خلصت علي بابا الله يرحمه وضيعت جوزي يا واطي !!..
انت اللي وقعتها من علي السلم انت اللي قاتل وحقير
صرخ بكر بها بعصبية وهو يحاول الفكاك من مازن ومعاذ والذي بمجرد ما اقترب منها حتي امسكوه
فيبدوا وكأنه لا يري
وقفت شهيرة تصرخ بهم بإضطراب وهستيريا
- بس بقي كفايا.. كفايا فضايح البنت جوا ومنعرفش جرالها ايه ارحموا نفسكوا بقي
وبمجرد خروج الطيب اتجه الجميع له وهتف بكر بقلق شديد
- طمني يا دكتور مالها
اجاب كمال بهدوء طبيب معتاد
- المدام بخير دلوقتي متقلقوش هي بس عندها كسر في الايد والرجل الشمال وجروح وكدمات في اماكن متفرقة في الجسم بسبب الخبطات من السلم بس اتعاملنا معاها والحمدلله مفيش نزيف داخلي
بس الحمدلله انكوا محركتوهاش غلط وقت الوقعة لاننا كنا هنواجه ساعتها كسر في الحوض
هي حاليا كويسة وبالنسبة لحجم الوقعة فيعتبر جت سليمة
ولكن تقدروا تشوفوها بعد ساعتين من دلوقت
ربنا ستر الحمدلله علي سلامتها ..استأذن
تنهد بكر براحة وجلس علي الكرسي الحديدي وهو يحمد الله انها بخير وضع رأسه بين كفيه يتمتم بالشكر
وقتها استأذن مازن متعلل بعمل لديه وخرج من المشفي ثم قام بمهاتفة كمال من الخارج وطلب منه الخروج له
وبعد دقائق كانوا يتحدثوا
- يعني هي اكيد كويسة يا كمال صح ؟
اجابه كمال وهو مستغربا لحالته وحالة القلق المسيطرة عليه
- اه كويسة يا مازن .. انت ليه مدخلتش معانا وكلمتني عشان امسك الحالة وانت سبتها تماماً مع انك قلقان اوي
حتي لو انت مش دكتور هنا بس كان ممكن تدخل بدافع مهنتك؟
مسح مازن وجهه بكفيه قائلاً
- بعدين يا كمال بعدين هبقي افهمك المهم ان محدش منهم يعرف اني دكتور سامعني
وكمان هاجي تاني بعد شوية ظبطلي الدخول ليها لوحدي
ارتفع حاجبي كمال دهشة وهو ينظر لمازن وقال
- انا مستغربك بجد يا مازن عاوز تدخلها لوحدك ومن وراهم
وأكمل بقوة وكأنه يريد تنبيه
- فوق دي ست متجوزة
نفخ مازن بضيق وقال لكمال وهو يتجه لسيارته
- انا فايق ولو سمحت متدخلش في حاجة اسمع اللي بقولك عليه وبس قلتلك بعدين هبقي افهمك
وأكمل بتنبيه
-اه خلي بالك محدش يعرف ان اسمي مازن .. انا هنا خالد الزياد !!
ثم ركب سيارته وانطلق بها سريعا من هذا المكان فهو لن يظل هكذا مكتف الايدي
بالرغم من استطاعته الدخول والخروج من عندها بحرية كما قال كمال !
***************************************
خرج بكر من عندها بعد ان اطمئن عليها وقد ذهبت نرمين وشهيرة ومعاذ فلا حاجة لهم بعد أن قال الطيب أن يأتوا صباحاً للاطمئنان عليها ..
وجد بكر الطبيب فاتجه اليه ليوصيه بها فعليه الذهاب الان بسبب أمر قد طرأ له في المطعم !!
اومأ كمال بالا يقلق فالامور ستكون بخير
ظهر مازن بعد خروج بكر وتأكده من ذهابه بعد أن افتعل له أمراً في المطعم حتي يتحدثوا اليه وقد أغلق هاتفه حتي لا يطلبوا منه الذهاب بدلاً عنه أو يستعين بكر به !
دلف لغرفة ماتيلدا بهدوء ..وبمجرد دخوله حتي عليَ صوت جهاز القلب !
ابتسم وها قد تأكد شعورها به كما يشعر بها !
لم تفتح ماتيلدا عينها وظلت علي حالتها لعله يراها نائمة ويذهب فهي تحاول عدم الاحتكاك به !
إقترب مازن منها بهدوء يعلم إصتناعها للنوم وقد غفت عن صوت جهاز الضربات المتسارع قليلاً بسبب وجوده !!
دني منها بصمت يتمني أن يمسح علي كفها الرقيق بأصابعه
ظل علي حالته وهو يتأملها وتزداد ابتسامته وهو يستمع لنبضها المرتفع !
شعر وكأن نبضها قد إمتزج مع نبضه بصخب
فيبدوا كصوت مزعج بشدة للجميع عداهم !
وكأن نبضاتهم قد امتزجت لتكتمل
فالنبضة منها تنتهي لتأتي نبضته!
فصنعوا معذوفة ذات الحان عذبة ورقيقة علي أذن كلاً منهم ..
رفع بصره لشاشة جهاز القلب أمامه
وهو يشعر أن الرسم لنبضات قلبها والصوت لنبضات قلبه !
وقال بخفوت يصل لها واضحاً هادئا ً
- عارف إنك حاسه بيا وقلبك نبض من أول ما دخلت !.
عارف إنك مش نايمة ..
عارف إنك بتحسي بيا من أول يوم شفتك فيه!!
تنهد بهدوء وأكمل بنبرة رخيمة
بصي أنا مش عارف أفسر الإحساس اللي بنا ومستغربة اوي .. بس مصدقه!
أنا حسيت بيكي أول ما إتألمتي كنت عارف إن فيكي حاجة
لما شفتك أول مرة كنت سامع نبضك
مش عشان شايف نظراتك المستغربة من الحالة اللي حسيتي بيها
لا..أنا كنت سامع النبضات بوضوح وكأنها جوا صدري أنا
بدأت أحس إن قلوبنا متبدلة !!
في حاجة غريبة بتحصل صدقيني !
إبتلعت ماتيلدا ريقها بصعوبة وهي تستمع الي حديثه تعلم أنه محق ..فلقد أصاب !
هي شعرت به منذ اليوم الاول بالفعل ولا تستطيع تفسير شعورها به ..
تنفست بتوتر وفتحت عينها ببطئ واصطدمت بعينه والتي دائما ما تشعر وكأنها تسحبها لبئر عميق خارج العالم !
حولت بصرها عنه وقالت بخفوت
- لو سمحت إبعد عني انا متجوزة وكمان انا معرفكش
أجابها بهدوء دون أن يحول بصره عنها
- ولا انا أعرفك بس قلبي عارفك زي ما قلبك عارفني !
حركت رأسها للنافذة جانباً وقالت بتحذير
- بكر لو شك فيك هيقتلك انت متعرفهوش
وكمان هيأذيني انا مش خاينة حرام عليك مضمرنيش
ابتلع مازن ريقه وقال بغضب
- انا مقولتش انك خاينة ولا انا خاين
انا حاسس بيكي بدون تفسير وخارج عن ارادتي زي ما انتي كمان حاسه بيا
ثم ضيق عينيه وتابع بتساؤل
- انتي مش مستغربة الاحساس اللي بنا ؟! شايفاه عادي ؟!
وتابع بضيق رغم محاولاته في عدم اظهاره
- انتي حسيتي حد قبلي كده ؟!!
عشتي الترابط والاتصال الغريب دا مع حد ؟!
أغمضت ماتيلدا عينها وقالت دون اجابته
- لو سمحت يااستاذ خالد سبني انا محتاجة ارتاح
شعر بالغيرة الشديدة فجاة وقال بنبرة خافته غاضبة
- جاوبيني متتهربيش حسيتي حد زي كده قبلي؟!
ابتلعت ريقها ونظرت له بإضطراب شديد تفكر كيف ستفصح له عن مازن !!
********************************
أنت تقرأ
أشعر بك
Romanceإعتصر قبضته بعصبية شديدة وتحرك العرق النابض برقبته !! يشعر بغضب يكاد يحرق العالم بأكمله إرتفعت خفقات قلبه وكأنها تنبئه عن ظهورها !! فإرتفعت عينه تلقائيا نحو الباب الحديدي الكبير وبالفعل ظهرت صاحبة نبض قلبه !بثوبها الناعم المتطاير حولها بفعل الهواء ف...