الفصل الثاني والثلاثون

42.8K 1.4K 33
                                    

      فتحت مرام باب دورة المياه بعد أن شعرت بإنغلاق باب الجناح
فعلمت ان أكرم قد ذهب ليحضر الطعام
خرجت بهدوء وجلست علي الفراش صامتة بل مرهقة
نهضت بألم تلملم بمستحضرات التجميل من فوق طاولة الزينة علها تضيع وقتها ولا تفكر
وعندما إرتفعت عينها للمراه وهي تجمع الاشياء
إبتلعت ريقها وهي تري كدماتها أعلي صدرها وعظام رقبتها
هبطت دموعها بألم وحزن فأكرم قوي بدرجة مخيفة وهي لا تعرف ماذا تفعل
تذكرت كلماته المتكررة أمس واليوم وبعد كل لحظات تجمعهم
( يامرام ياحببتي كل راجل ليه طريقته وانتي مراتي والمفروض تتعودي عليا بقي )
أغمضت عينها تبكي لا تعرف ماذا يحدث
تشعر بالضياع وتشعر بالحرج من أن تسأل أحد وكيف ستسأل بأمور كتلك
تحسست بشرتها بإرتجاف وهي تبكي بعجز تحبه بشدة لكنه يأذيها وهي تعلم !
تنهدت تحاول الهدوء قبل أن يأتي فهو يحزن عندما يراها هكذا
وبدأت بجمع الاشياء وهي تفكر كيف تقنعه ان تذهب الي أهلها بعد انتهاء سفرتهم
فعندما تطرقت الي هذا الموضوع تضايق كثيراً
اجابها بهدوء وحنان ان من غير اللائق ان تذهب الي احد قبل اتمام شهر علي الاقل من الزواج
*********************************
حاول حازم أن يهدئه ولكنه كان كالمجنون
قال مازن بألم وهو يهتف به بصراخ
- انتي عاوزني اتفرج وماتيلدا في ايد ناس زي دول ؟!
مسح حازم أعلي خصلاته يحاول التفكير بهدوء وقال
- مش هنسيبها يامازن بس انت مفيش في ايدك حاجة
ضحك مازن بسخرية وقال بضيق
- الجملة دي بسمعها في الافلام وفي الاخر بتتقتل تمام وانا مش هستني
انهي كلمته وهو يدفعه بقوة وخرج كالمجنون من مكتبه تحت هتاف حازم
متجهاً لقصر بكر الديب !
أوقف مازن سيارته خارج القصر ونزل منها يشعر بغضب العالم داخله فكل ما يحدث بسببه
دلف للداخل فكان الباب مفتوح !!
وجد حالة من الهرج امامه كثير من الانتيكات متكسرة ولا يوجد شئ في مكانه !
التقطت عينه نرمين الباكية والتي هتفت بإسمه بمجرد رؤيته متجهة إليه مسرعة
ظل كما هو بينما احاطته نرمين بذراعيه قائلة ببكاء
- قتلوا ماتيلدا بسبب الحقير دا خدني من هنا يا خالد انا خايفة !
اشتعلت عينيه بكره وحقد وهو ينظر لبكر الجالس بصمت وصدمة
ابعد ذراعي نرمين واتجه لبكر
لا يري غير صورتها أمامه باكية
ولا يسمع غير صراخها بإسمه كما صرخت خديجة منذ سنوات مستنجدة به !!
وكأن الزمن يعيد نفسه !!!!
وقف أمام بكر وما لبث حتي امسكه من قميصه ناهضاً به قائلاً بصراخ بوجهه
- انت السبب هيقتلوها بسببك !
ابتلع بكر ريقه وتغيرت ملامحه وكأنه سيبكي كالاطفال بعجز وقال بخفوت
- انا هحاول انقظها مش هسيبها
حركه خالد بقوة وكأنه يحرك دمية وهتف به بصراخ مخيف
- هترجعها ازاي دول مافيا انت مبتفهمش
ولا فاكر نفسك حاجة ها .. هترجعها ازاي انطق
دفعه بكر بقوة وهو يصرخ بالجميع
- انا مش هسيبها ماتيلدا مراتي انا مش هسيبها ولو حكمت بإيه
وبدا وكأنه بحالة هستيرية وهو يردد اسم تولاندوا روزجير الايطالي
بينما يده تقوم بقذف وتكسير كل ما تطوله
وضعت نرمين يديها علي اذنيها وهي تصرخ بخوف تتذكر صراخ طارق في المحكة بعد الحكم عليه
وصراخ والدها وهو يهتف ببكر ويتوسل له بأن يُخرِج طارق
والتفت لها بكر يهتف وكأن صراخها يثيره اكثر
- انت السبب يا **** انا بكرهك اخرسي كل اللي في حياتي منك يا *** بطلي صريخ
ولكنها لم تتوقف عن الصراخ والبكاء وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً
تحاول كتم اذنها عن الافكار والصراخ داخلها
اقترب بكر منها وهو يصرخ بها وكأنه يريد قتلها وتفريغ طاقة غضبه وخوفه بها
ولكن مازن دفعه بقوة مقترباً منه هاتفاً بعصبية وصراخ رج ارجاء القصر
- اياك تقربلها انا بقولك اهه
نظر له بكر بتشتت بينما اكمل مازن بغضب
- فكرلي هتجيب ماتيلدا ازاي يااستاذ يامحترم
تراجع بكر يحاول التفكير وفجأة بدأ بالبكاء وهو يفكر بإحتمالية فقدانها
وجلس ارضاً كالاطفال وهو يدعك وجهه ورأسه
كتم مازن غيظه فلا يريد ان يخرج عن طوره حتي لا تأتي عواقب أكبر
فهتف ببكر بعصبية
- انت لسه هتعد ونعد بقي نعيط لحد ما تتقتل اتحرك
قال بكر بضياع وخوف
- هنعرف منين انها لسه عايشة
ابتلع مازن ريقه يريد ان يهتف بهم انها علي قيد الحياه
فمازال يشعر بها ولكن لا يستطيع التصريح بذلك !!
انتبه فجأة الجميع علي رنين هاتف بكر فنهض مسرعاً وأمسكه بقلق مجيباً
- الو !!
اتاه الصوت الرجولي وبعد لحظات القي بكر الهاتف وهو يسب ويلعن
فقال مازن بقلق
- في ايه انطق حصل ايه ؟
جلس بكر بثقله علي المقعد وقال ببكاء
- هيقتلوها ساومني ابن ال*** وعارف اني معيش لانه عارف صفقاتي الاخيرة
هيقتلوها وبدأ يصرخ بهستيريا
- ال **** ويني لقتله ماتيلدا مينفعش تروح مني انا ممكن اموت
مسح مازن فوق خصلاته يشعر بخفقاته يعلم ان بها شئ وقال بتفكير
- عاوزين كام ومعاك مهلة اد ايه ؟
رفع بكر عينه له وكأنه طوق نجاه
- انت معاك سيولة .. معايا مهلة ليوم واحد
قال مازن بقلق
- عاوزين كام ؟
هتف بكر وهو ينهض وكأنه ستوسله له ان كان يملك
- 10 مليون !!
اتسعت عين مازن وهتف بصدمة
- كام ؟!
اقترب منه بكر بتوسل وهو يمسك ذراعه
- لو معاك هات وانا هرجعهوملك انا مطلع 7 شحنات والله مفيش سيولة
بس انا معايا والله وهرجعهوملك انا غني جدا ومعايا كتير صدقني
نظر مازن له بشرود يفكر كيف يأتي بمبلغ كهذا واتجه دون حديث للباب مرة اخري
استقل سيارته وانطلق خلفه هالة من الاتربة بسبب فرك الاطارات
وبعد لحظات قال مروان بصدمة علي الهاتف
- 10 مليون ازاي يا مازن مفيش سيولة طبعا انت عارف
استني لشهرين بس وهنقدر نوفرهم
هتف به مازن بعصبية
- انا عاوزهم دلوقتي اقلبلي الدنيا شوف هتعرف تجبلي كام
ذهل مروان من صراخ مازن فهذه المرة الاولي التي يراه بها علي هذا النحو وقال مهدئاً
- حاضر بس انا مش هقدر اوفر غير 2 مليون انت بتتكلم في رقم خيالي يا مازن
بس عندي حل انت ممكن تجبهم من رامي شريكك !
خفق قلبه بقوة وكأنه وجد الحل بينما تابع مروان
- رامي يقدر يوفرلك المبلغ بسهولة انت عارف شركات شهمي
ويعني انت هتاخدهم كدين لحد كام شهر بس..
لم يكمل حديث عندما شعر بانقطاع الخط فوضع الهاتف يتنهد لا يعرف ما يحدث
**********************************
استيقظ رامي علي رنين هاتفه فتحرك قليلاً حتي يأتي به ولكن حركته البسيطة سببت الفزعة لزوجته
مسح فوق خصلاتها وقال بحنان
- متخافيش ياحببتي دا التلفون
رفعت ايليف خصلاتها وقالت وهي تنظر له تحاول استيعاب ما قاله
ونهضت ببطئ معتدلة بالفراش عندما جلس مجيباً
اتاه صوت مازن مضطرباً
- رامي انا محتاج 10 ميلون ضروري حالا اتصرفلي
نهض رامي بقلق وهتف به
- ايه اللي حصل في ايه ؟
قال مازن ببطئ يحاول الهدوء
- ماتيلدا في خطر وانا معيش سيولة ومقدرش اسحب من اسمي عشان محركش حسابي والودايع
لازم من اسم مروان ومروان معهوش
نفخ رامي وقال بغضب
- مش انا قايلك الحوارات دي هتورطك في مصيبة
هتف به مازن بصراخ
- مش وقته يارامي مش وقته هتتصرفلي ولا لا
قال رامي مهدئاً
- خلاص اهدي هجبهوملك في سيولة عندنا متقلقش ولو مفيش هشوف روهان انت اهدي بس ان شالله خير
قال مازن بينما يشعر بانتفاض احباله الصوتية كانتفاض جسده
- تمام شكرا يا رامي هكلمك تاني عشان اخدهم
اغلق رامي الهاتف ملقياً به فوق الكومودينوا وجلس مرة اخري علي حافة الفراش
فشعر بذراعي ايليف تحيط به من ظهره بينما تنام برأسها بين كتفيه العريضين قائلة بقلق
- في ايه يارامي ؟
اغمض عينه واجاب وهو يمسح كفيها فوق صدره مطمئناً
- متخافيش ياحببتي دا مازن شريكي عنده ازمة بسيطة
ثم استدار لها وقال وهو ينظر لعينيها الملونة وخصلاتها البرتقالية
- انتي نامي تاني دلوقتي وانا هخلص كام مشوار وهرجع اخدك في حضني وننام تمام
ابتسمت له بإغراء وقبلته وهي تهمس جانب اذنه
- لو اتاخرت مش هحضنك ..
ضحك ببسمة عابثة فإيليف لن تتغير وقبل جانب عنقها قائلاً باشتياق هامس
- مقدرش اتاخر .. راجعلك تاني
******************************************
وبعد عدة ساعات وصل مازن للقصر ومعه حقائب المال
وعندما دلف للداخل وجد كريم وعامر وعمار في انتظاره بينما نهض بكر بلهفة وهو يشكراً بشدة
وبدأ بمسح وجهه من الدموع وهو يأخذ بالحقائب منتظراً مكالمة هاتفية
ومرت الساعات منذ عودتهم للقصر بعد تسليمهم للحقائب في المكان الذي حددته المافيا
هتف مازن بغضب
- هو ايه دا يعني خلاص سلمنا الفلوس ليه نستني كل دا وليه مجابوهاش في مكان التسليم
قال بكر بارهاق وتعب
- مفيش نقاش مع المافيات يا خالد اهدي عشان انا مفياش طاقة
التفت له مازن يطلق شرراً من عينه وقد قرر الفتك به وبهم بالجميع
فيكفي ما يشعر به ولكن توقف علي رنين الباب والذي فتحته الخادمة مسرعة وصرخت بفزع
- ماتيلدا هانم
اتجه الجميع بسرعة للباب اولهم مازن والذي كان كمن يسابق الريح
فوجدها مستندة علي الباب تساعدها الخادمة
فابعد الخادمة مسرعاً مما جعل ماتيلدا تختل و تسقط عليه
احاطها بفزع وهو يري الدماء حول انفها واثار الصفعات اعلي وجنتها اليسري
حاولت ماتيلدا التمسك به بينما تستمع لهتاف بكر القلق وبكاء نرمين واصوات اخري متداخلة
هبط بها مازن للارض يستمع الي همسها الخافت باسمه !
مسح فوق خصلاتها والدموع تغزوا عينيه دون النزول من حالتها
وقام بعدلها حاملاً لها في لحظة متجهاً للخارج صارخاً بالجميع
- بسرعة علي المستشفي !
خرج بها مسرعاً وخلفه الجميع ركضاً
كان يشعر بثقل انفاسها ذاكرة لاسمه بهمس وكأنها تطلب الامان بعد ما عاشته
فهمس لها بصوت وصل لها وحدها من خفوته
- متخافيش انتي معايا انا مازن !!!
متخافيش انا هنا
انا مازن !!.. انتي في امان !!!
مش هسيبك متخافيش خلاص انتي معايا ياحببتي !!!
************************     

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن