الفصل التاسع

45.1K 1.5K 27
                                    

  اقترب بكر منها حاملاً لاحدي زجاجات عطرها وقام بنثر الرزاز عليها وعلي صدرها وشعرها قائلاً بحب جانب اذنها 

- انا بحب البرفن دا اوي وانتي عارفة يبقي تحطيه ..مبحبش اكرر كلامي !
انهي كلماته الخافته وهو يجذب خصلة من خصلاتها بإستمتاع مخيف !!
التفتت ماتيلدا دون ان تعقب علي شئ
فقط اكتفت بحركة ضعيفة من رأسها بالموافقة وخرجت امامه من الغرفة
..........................
مسحت مني دموعها وهي تقبل كتف مروان بعد عودته
ضحك مازن وهو يداعبها قائلاً .
- ماخلاص يا حجة هو كان في العراق
ابتعدت عنه مني وهي تضحك وتبكي في ان واحد وتابعت بعتاب
- ما هو واحشني اعمل فيكوا ايه مصممين تحرموني منكوا بالسفريات دي
اقتربت مرام بهدوء
فنظر لها مروان باستغراب فتلك ليست مرام المشاغبة الضاحكة
اقترب مروان واحتضنها وهو يقبل رأسها وشعرها
فتلك السفرية كانت طويلة قليلاً فلقد مر اكثر من عام علي سفرة
بكت مرام فجأة بقوة وهي تتشبث به بشدة
حينها ابتلع مازن ريقه ..
هو يعلم انه احتد كثيراً عليها وهي لا تتحمل فدائما ما تبكي بمجرد نظرة حادة وقوية لها
ربت مروان علي شعرها وهو ينظر لمازن ووالدته باستغراب
بعدها ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها بباطن كفها وقالت بخفوت
- حمدلله علي سلامتك يا مروان وحشتني اوي
ابتسم مروان وهو يمسح دموعها وقال
- انتي وحشتيني اكتر ياروحي كلكوا وحشتوني والله
فقالت مني وهي تحاول استجماع نفسها من البكاء
- خلاص بقي ياولاد يلا عشان ناكل دنا عمللكوا اكل هتاكلوا صوابعكم وراه
اتجه مازن ومروان كلاً منهم الي غرفته لتغير ثيابه
فقالت مني موجهة الحديث الي مرام
- يلا يا مرام حضري السفرة علي ما احط الاكل واخواتك يكونوا غيروا
اومأت لها مرام وذهبت ولكن ليس للسفرة بل لغرفة مازن !
طرقت الباب بخفوت ودلفت عندما اذن لها ..
كان يلقي بقميصه علي الفراش
نظر لها ببرود وقال وهو يتناول تيشرت رصاصي اللون
- خير !
اقتربت مرام وهي تنظر ارضاً ووقفت امامه وقد بدأت دموعها بالهطول
ابتلع مازن ريقه يشعر بألم عندما يري دموعها فمرام له كقطعة من قلبه
ولكنه تماسك وظل ينظر لها كما هو
اقتربت فجأة وقامت بلف ذراعها حول خصره وهي تبكي وتعتذر منه
ظل مازن كما هو للحظات قبل ان يرفع ذراعها ويحتضنها بقوة وهو يربت علي ظهرها
ازدات بالبكاء وكأنها تشكوا معاقبته لها اليه
وخرجت شهقاتها وهي تزيد من تشبثها به وتتعذر منه بعد ان خانت ثقته
ظل يمسح علي شعرها وظهرها ثم اقترب بفمه يهمس لها بحنان شديد
- شششش خلاص اهدي .. اهدي !
***************************************
سحب بكر الكرسي لماتيلدا وهو يضحك عالياً موجها حديثه لشهيرة
- يعني ست نرمين هانم مشيت ! ..
والله احسن.. اخيراً خلت عندها شوية دم
ذمت ماتيلدا شفتيها وهي تنظر لشهيرة والتي بادلتها النظرات بقلق خوفاً من حضور نرمين في اية لحظة
جلس الجميع وتناولوا الطعام فكانت الطاولة مليئة بأصناف الطعام مما يفضله بكر وماتيلدا
وبعد لحظات من تبادل الحديث وصل زوج شهيرة
رفع بكر عينه له وقال بسخرية
- معاذ باشا .. مش تنورنا بدري شوية عشان الاكل ولا ايه النظام
ابتسم معاذ بمجاملة وسحب كرسيه متعذر من عدم حضوره في وقت ابكر عن هذا
- والله الاشغال بقي .. كنت خارج بس لقيت عملاء مهمين جم فمقدرتش امشي خلصت معاهم وجيت علي طول
ضحك بكر بسماجة وهو ينظر له بنظراته الساخرة
- ماشي يا مهم .. متعوضه
ثم حول بصره لماتيلدا وقال بحنان
- حياتي مبتاكليش ليه ؟! .. الاكل مش عاجبك ولا ايه
ابتسمت بهدوء وهي تنفي برأسها بحركة بسيطة قائلة بخفوت
- الاكل كله حلو انا بس اللي مش جعانة اوي
سار بأصابعه علي ظهرها مما جعلها تنتفض وتنفسها يتسارع
حينها ابتسم معاذ بسخرية وهو ينظرللطعام امامه
تجهمت ملامح بكر بشدة وعصبية عندما لاحظ ابتسامة معاذ الساخرة
وقال بنبرة مناقضة لشعورة
- ايه يا معاذ مش تبارك لماتيلدا احنا شاكين في حمل انت عارف بقي قدرات !
اتسعت عين ماتيلدا بشدة واحمرت وجنتها خجل واضطراب ..
كيف يتحدث هكذا لصديقه !
مرت الساعات متوترة بين شد وجذب بكر ومعاذ
ابتسمت شهيرة بتوتر ملحوظ وهي تنظر بساعة معصمها ثم قالت باضطراب
- بقولكوا ايه ما تيجوا ننزل نعد شوية في الجنينة ..اهو تغير جو ونشرب القهوة تحت
أومأ معاذ وقد فهم مقصد زوجته فهي تخشي حضور نرمين الان فالوقت تأخر
نهض الجميع متجهين للدرج الرخامي للهبوط الي حديقة القصر كما اتفقوا
ولكن بمجرد خروجهم من الغرفة تفاجئوا بنرمين والتي ظهرت الدهشة جلية علي وجهها وقالت
- الله هو بكر باشا هنا .. اممم
ثم حولت بصرها لشهيرة وتابعت بسخرية
- اتاريكي حاولتي تخليني اخرج
لالا وانا اللي كنت فاكراكي بجد خايفة علي مصلحتي كدور الاخوات بقي
وعاوزاني اخرج وافك عن نفسي زي ما قلتيلي
طلع في الاخر خوف من وجودي مع البيه المحترم
ابتلعت ماتيلدا ريقها وهي تتأهب لما سيحدث الان
فتوقع ما سيحدث بين نرمين وبكر ليس بالصعب
فلقد مرت سنوات عدة علي ما يحدث بينهم من مناوشات وخلافات !
اقتربت ماتيلدا وامسكت بمعصم نرمين وهي تقول بلطف وهدوء
- ازيك يا نرمين وحشتيني ثم تابعت بتوتر
- احنا كنا نازلين ناخد قهوتنا تحت اصلا
فقال بكر بحدة وهو ينظر بشراسة لنرمين
- لا انا غيرت رأيي هاخد قهوتي هنا مش نازل دا قصري برده
ضحكت نرمين بصخب وقالت وهي تحاول استفزازه
- طبعا لازم تفرض كلامك عشان تحس برجولتك اللي مش موجودة يا حرام
تحرك بكر اثر كلامها وهو يريد قتلها والتخلص منها ومن حديثها المستمر الوقح
وبالفعل اقترب فجأة وبحركة مباغته لم يتوقعها الجميع
امسك خصلاتها وكأنه يريد خلعها من محلها..
صرخت نرمين وهي ممسكة بكفه الممسك بخصلاتها
في حين ان صرخات شهيرة قد ارتفعت وهي تتوسله أن يتركها
اقتربت ماتيلدا مسرعة وهي تتشبث بذراعه وتبكي خوفاً ان يتركها
وتتوسل لنرمين ان تصمت والتي كانت صرخاتها وسبها له يشق جدران القصر !
ازدادت قبضت بكر علي خصلاتها وهو يضربها بيده الاخرى
بعد ان دفع معاذ بعنف فتراجع واصطدم بالجدار
قالت نرمين وهي تصرخ بوجه بعنف وكأنها لم تعد تشعر بشئ وقد استغنت عن خصلاتها وكل شئ
- يازبالة يا عرة الرجالة وهفضل اقولها يا مريض روح اتعالج يا مريض ياواطي والله لقتلك يابكر !!
وظلت تصرخ بهستيريا متوعدة بقتله
وقفت ماتيلدا بينهم تحوله عنها فنرمين لا تصمت وبدأ وجهها بالتشوه من كم ما تتلقاه من ضربات
وبكر يزداد شراسة حتي اصبح الجميع يجزم انه لا يري امامه شئ
وبالفعل حاول بكر ابعاد ماتيلدا حتي يجذب نرمين ويلقيها من اعلي الدرجات !!!
وفجأة حدث ما جعل الجميع يتسمر ويتجمد محله
عندما دفع بكر ماتيلدا بعنف كما دفع معاذ وهو لا يري شئ او احد
ولكن لسؤء حظها ان خلفها ليس الحائط كحال معاذ ولكن خلفها السلم !!
هوت ماتيلدا أماما الجميع وهم يشاهدوا سقوطها وتدحرجها فوق الدرجات
وصلت ماتيلدا اسفل الدرجات ممدة الاموات وقد بدأت الدماء بالظهور من اسفلها !
وقد فقدت الوعي تماماً من كم الصدمات اللي تلقتها !
*************************
نهضت مرام مسرعة الي المطبخ لتأتي بالمناديل الورقة السميكة
بعد ان سقط كوب القهوة من يد مازن فجأة !
نهض وهو يشعر بشئ غريب داخله وكأن قلبه يقبض !
اقتربت مرام وقامت بمسح كفه وهي تطمئن عليه كما تفعل مني
قال مروان وهو يفكر هل هذا له علاقة بحديث مازن عن شعورة بالفتاه
هل بها شئ الان كما تظهر نظرات مازن !
نظر له مروان فوجده يبادله النظرات بقلق شديد
وقال فجأة بعد ان وصلت له تساؤلات اهله القلقة وكأن اذنه كانت مقفلة
- انا كويس يا جماعة بس مش نايم كويس
عادي متقلقيش يا ماما وانتي يامرام دا فنجان قهوة يعني متخافوش
جلست مني وهي تقول بحنان لمازن
- طيب ما تدخل تريحلك شوية يا حبيبي مدام مرهق
نفي مازن برأسه بشرود ونهض مرة اخري
وأخذ مفاتيحه فجأة وهاتفه وانطلق للخارج وهو يقول لهم
- انا افتكرت موضوع كده في الشغل هخلصه واجي عشان انام براحتي
تنهدت مني وهي تنظر لمروان قائلة بيأس
- انتو هتموتوا نفسكوا في الشغل شايف اخوك
يعني مرهق وتعبان ومش قادر ونزل برده راح الشغل عادي قال موضوع قال
انتوا زهقتوني من الشغل والله
ابتسم مروان وقال بمداعبة
- ايوا بقي يا نون ..انتي مش قادراله تروحي متصدرة ليا انا ها
نهضت مني بضيق وهي تتابع
- ولا قادراله ولا قادرالك ولا كأني موجودة محدش بيسمعلي كلمة
نهض مروان سريعاً وهو يغمز لمرام واقتروا منها وهم يداعبوها ضاحكين
- حد يقدر يكسرلك كلمة يا حلو يابيض انت
ضربته مني وهي تقول بطريقة حاولت تبدو جادة وتخرج دون ضحكاتها
- اتلم يا ولا احترم نفسك انا امك عيب كده
مروان وهو يكمل مداعبته وكأنه لم يستمع لحديثها
- الله منا عارف انك امي بس مستغرب ازاي في ام بالجمال دا
ضحك الجميع وبالفعل استطاع مروان الهائهم عن خروج مازن الغريب !
*************************************
كان مازن يدور بسيارته وهو يفكر بها وضع يده علي صدره يستشعر النبضات القوية !
قرر مهاتفة بكر بأي حجة ..
هو يشعر انه يريد الوصول اليها ولا يعرف السبب
رفع هاتفه وهو يسير بسيارته مسرعاً دون تحديد طريق محدد
ولا يعلم أن عقله وكل شئ به يُجذب لمكان وجودها !
اجابه بكر مضطرباً بشدة بعد ان توالي الرنين لمرتين
- ايوة يا خالد ..معلش انا مشغول هكلمك بعدين
شعر مازن بانقباض قلبه وهربت الدماء من جسده
فإشتدت قبضته علي المقود وهو يسأل بذعر
- في ايه ؟!
وصله صوت بكر مضطرباً قلقاً
- ماتيلدا وقعت من علي سلم القصر !
أغمض مازن عينه بقوة وشعر وكأن بنضاته توقفت فجاة وهتف بقلق دون وعي
- القصر فين .. انا دكتور !!
بعد دقائق دلفت سيارة مازن للقصر وسط الاتربة المتطايرة من قوة فركها في الارضية
وتوقفت الاطارات محدثة صريراً قوياً
قفز مازن منها مسرعاً وهو يدلف للقصر تحت أصوات سيارة الاسعاف والتي وصلت للتو
وبمجرد دخوله من باب القصر حتي تسمر وهو يراها ارضاً كالأموات والجميع حولها !!!
********************************************  

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن